تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الجمود في ترتيب المعاجم العربية]

ـ[عبدالرحمن الداخل]ــــــــ[31 - 05 - 2009, 03:54 م]ـ

إن الناظر إلى المعاجم المختصة باللغة الإنكليزية أو إحدى اللغات الأوربية ليحزنه ألاَّ يرى مثيلاً لها بلغتنا العربية في الترتيب والتنظيم وجودة الطباعة. انظر مثلاً في معجم Oxford، أو Webster's Third New International Dictionary، أو Longman . إنك لترى في هذه المعاجم دقة في الترتيب والتزاماً صارماً في عرض المادة اللغوية، لا تجد مثيلاً له في معاجمنا العربية.

كما أن هذه المعاجم تلتزم الترتيب الهجائي الذي ييسر على كل باحثٍ عن معنى كلمة من الكلمات الوصول إلى ما يبتغيه في يسر وسهولة، وليس مضطراً إلى إرجاع الكلمة إلى جذورها ليقع على مادتها؛ فهذه المعاجم لا تشترط على من يقرؤها أن يمتلك هذه القدرة قبل الخوض فيها باحثاً ومنقباً عن معنى لأحد مفرداتها.

وعند رجوعنا لجهود المعجميين الأوائل الذين خدموا لغتنا العربية تجد أنهم قد بذلوا قصارى جهدهم ومبلغ علمهم في ترتيب كلمات اللغة العربية، وقد تدرجوا من النظام الصوتي إلى نظام القوافي وصولاً إلى نظام الترتيب الجذري الهجائي. ثم جمد المعجميون المعاصرون ولم يواصلوا التطور الطبيعي في نظام الترتيب المعجمي، فلم نجد من معاجمنا العربية من رتب على النظام الهجائي- على حد علمي- سوى معجم الرائد لجبران مسعود، وهو جهد مشكور وإن كان فيه من النقص الشيء الكثير.

ولا يقولن قائل إن الكلمات العربية جذرية والكلمات الأوربية إلصاقية، فهذا كلام غير دقيق، فللكمات الأجبية جذور أيضاً ومع ذلك نجح معجميوها في ترتيبها ترتيباً جميلاً ميسراً.

فمتى ينهض معجمنا العربي من سباته ويكمل مسيرته ليلحق بركب المعاجم العالمية.

ـ[أبو سارة]ــــــــ[02 - 06 - 2009, 02:28 ص]ـ

جميل ماطرحته يا أخي الفاضل، ولكن ألا ترى أن نظام الجذر يدل على الاختصار والتسهيل؟.

ـ[عبدالرحمن الداخل]ــــــــ[02 - 06 - 2009, 08:32 ص]ـ

حياك الله وبياك أخي أبا سارة

إن نظام الجذر كما تعلم، يُلزم مستخدم المعجم برد كل كلمة يريد البحث عنها إلى جذرها، وهذا لا يتيسر لكل أحد، فهو نظام موجه إلى نخبة من القراء وليس إلى عموم القراء، وهو الأمر الذي يقيم حاجزاً بين المعجم وعامة الناس.

ثم إن هذا النظام يُلزم الباحث أيضاً بقراءة كل ما ورد تحت مادة الجذر ليعثر على المعنى الذي ينشده، فهو لا يوفر عليه الوقت بإيراد كل كلمة ومعناها، بل كل جذر تحته قبيلة من الكلمات، قد لا يريد الباحث منها إلا كلمة واحدة. وكل هذا لا نجده في نظام الترتيب الهجائي.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير