[ما بين الرجس والرجز]
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[19 - 09 - 2009, 03:01 م]ـ
كلمتان بينهما جناس في اللفظ وتطابق في المعنى
الرجس هو القذر، وفي الحديث [أعوذ بك من الرجس النجس] "لسان العرب"
الرجس في القرآن هو العذاب كالرجز تماما، قال أبومنصور:وقلبت الزاي سينا كما قيل الأسد والأزد.
وقال الفراء: في الآية {ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون} يونس 100إنه العذاب والعقاب.
ووردت أيضا في الآية {كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون} الأنعام 125
الرجز هو القذر مثل الرجس،وبمعنى العذاب أيضا {فأرسلنا عليهم رجزا من السماء} الأعراف 162 أي عذابا
وقال مجاهد هو الصنم {والرجز فاهجر} وقرئت الآية السابقة بكسر الراء
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[20 - 09 - 2009, 03:39 م]ـ
أحسنت وبورك فيك،وزادك الله من فضله، وما أحسن ماتأتي به على اختصاره، غيرأنني أختلف معك في قولك:
... وتطابق في المعنى ...
فإن لازم قولك هذا أنهما مترادفتان،فلم استعمل القرآن الكريم لفظة (الرجس) في مواضع،ولفظة (الرجز) في مواضع أخرى غيرها؟ فلست أظن أن هذا تنويع لفظي فحسب،أو مجرد أمر لغوي جائز،بل إن ذلك له علاقة بالمعنى الذي تتناوله الآية والسياق الذي تقع فيه اللفظة،فإن القرآن الكريم معجز في اختياره كما تعلم هذا،فلتمعن النظر في الآيات التي وردت فيها اللفظتان ولتدرس سياقهما، ولتدرس صفات الحرفين السين والزاي،ألاترى كيف فرقوا بين القط والقد،قال ابن منظور في اللسان:
وفي الحديث: أَن عليّاً عليه السلام كان إِذا اعْتَلى قَدَّ وإِذا اعترَض قَطَّ وفي رواية: كان إِذا تطاول قَدَّ وإِذا تَقاصَر قَطَّ أَي قطع طولاً وقطع عَرْضاً.
أقول:والطاء والدال حرفان يتعاقبان.
وفرقوا بين بدأ وبدع،وبين كثير من الكلم مماهو على مثل هذا المنهج.
أما العرب فإنهم قد يجعلون الزاي بدلا عن السين وذلك لقرب المخرج ولشبه الصفات، قال ابن جني في سر صناعة الإعراب:
الزاي حرف مجهور يكون أصلا وبدلا لا زائدا فإذا كان أصلا وقع فاء وعينا ولاما فالفاء نحو ُزَمر وَزَمر والعين نحو ِبزر وحَََزَر واللام نحو جُرز وجَرَز
وقال بعضهم يقال شزب وشسب وشسف بمعنى أي ضمر وفصل الأصمعي فقال الشازب الذي فيه ضمور وإن لم يكن مهزولا والشاسب والشاسف الذي قد يبس ....
أقول:فانظر كيف فرق الأصمعي بين الزاي والسين وذلك براعة منه ونباهة ولاغرو.
وقد تراهم يسوون بين الكلمتين في المعنى،لكننا لا نقبل هذا في القرآن الكريم فهو كلام معجز لا يستعمل اللفظ أوالحرف جزافا بل لغرض يطلبه المعنى ....
وقال ابن عادل في تفسير اللباب:
... وفرَّق ابن دُرَيْدٍ بين الرِّجْسِ والرِّجْزِ والرِّكْسِ، فجعل الرِّجْسَ: الشرَّ، والرِّجْزَ: العذابَ، والرِّكْسَ: العَذِرةَ والنَّتْنَ، ثم قال: «والرِّجْسُ يقال للاثْنَيْنِ»، فتحصَّلَ من هذا؛ أنه اسمٌ للشيءِ القَذِرِ المنتنِ، أو أنه في الأصل مصدرٌ.والله العالم بصواب القول ....
عفوا فقد أطلت فأمللت.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[20 - 09 - 2009, 04:44 م]ـ
أمّا أطلتَ فنعم، وأما أمللتَ فلا.
عيد سعيد أبا علي
أنا أؤمن أنه لا يوجد ترادف حاد في اللغة،ولكن حسبنا أن المعاني قريبة من بعضها تخدم مجالات متقاربة
وأشكرك على الإضافات الرائعة التي استفدتُ منها كثيرا
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[21 - 09 - 2009, 04:01 م]ـ
ما ألطف تعليقك، جعل الله كل أيامك عيدا