تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما المكَّاس؟

ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 05:21 م]ـ

يقول المولى تبارك وتعالى في محكم تنزيله الكريم:

إِنَّمَا ?لسَّبِيلُ عَلَى ?لَّذِينَ يَظ?لِمُونَ ?لنَّاسَ وَيَب?غُونَ فِى ?ل?أَر?ضِ بِغَي?رِ ?ل?حَقِّ ? أُوْلَـ????ِكَ لَهُم? عَذَابٌ أَلِيمٌ? (?42الشورى

ما هو المكس؟ المكس بضم الميم وسكون كل من الكاف والسين هو: أخذ المال أو الاستيلاء عليه واعطاءه لمن لا يستحقه, وبمعنى آخر هو اهدار المال العام والخاص على حد سواء, وبناء على هذا التعريف فكم من المكّاسين في عالمنا المعاصر يعيش؟ وكم من الأموال والثروات تهدر هكذا دون حساب, وكما أنبأنا الصادق المصدوق قبل أربعة عشرة قرنا من الزمان عن ظهور هذه الصفة القبيحة وأنها احدى علامات الساعة, وما توسيد الأمور لغير أهلها الا نوع من أنواع المكس ان لم يكن المكس بعينه .. , وما اهدار المال العام وصرفه لغير مستحقيه الا ضربا من ضروب توسيد الأمر لغير لأهله, فيهضم القوي حقّ الضعيف تحت شعار المسئولية والادارة وما الى هناك من مترادفات في هذا العصر الذي تعدّت وتشعبّت فيه المسميات الوظيفية, ولو يعلم هؤلاء أنّ ما أوسد اليهم من أمانة غالية, وأنّ الأمانة يوم القيامة مسئولة, لربما توّرعوا كما تورّع الصحابة رضوان الله عليهم من قبل, والذين كانوا يرفضون تولي الأمارة , لأنهم سمعوا حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: انها لأمانة وانها ليوم القيامة لندامة الا من أخذها بحقها ... ولأنّ النفس البشرية أمارة بالسوء ومجبولة على ذلك فقد خشي الصحابة رضوان الله عليهم أن يضعفوا أمام الأمارة فيأكلون حقوق الناس بغير حق فيتحقق فيهم قوله تبارك وتعالى: أكالون للسحت , وقوله عليه والصلاة والسلام: كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به .. وفي رواية: لا يدخل الجنة لحم نبت من السحت .. والسحت هنا هو المال الحرام أياّ كان نوعه ومصدره وطرق تناوله, والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: اذا ضيّعت المانة فانتظر الساعة

المكّاس لغة هو أكبر أعوان الظلمة, وكما روى أبو داوود رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة صاحب مكس, وذلك لأنّ المكاس يتقلد مظالم العباد, ومن أين للمكّاس يوم القيامة أن يؤدي حقوق العباد, حقوق الذين أخذ منهم في الدنيا حقوقا بغير حق؟ انما يأخذون حقهم من حسناته ان كان له حسنات, وان لم يكن يحمل أوزارهم على أوزاره فيقذف بها في النار, ولا شكّ أنّ المكّاس يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم عندما قال لأصحابه الكرام رضي الله عنهم: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ... قال: انّ المفلس من أمتي: من أتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وحجّ, ويأتي وقد شتم هذا, وضرب هذا, وأخذ مال هذا, فيؤخذ لهذا من حسناته, وهذا من حسناته, فان فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه, اخذ من سيئاتهم, فطرحت عليه ثم طرح في النار.

وفي حديث المرأة التي زنت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم , وطهرّت نفسها بالرجم, وصلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له , وفي رواية: لقبلت منه.

والمكّاس يمكن أن نقول عنه أنه ضرب من ضروب قطاع الطرق, لأنه لص من اللصوص, وجابي المكس وكاتبه وشاهده وآخذه كلهم شركاء في الاثم, وكما أنّ في تحريم الخمر يدخل تسعة أشخاص في وزره, أيضا في تحريم المكس يدخلكل من لهم يد فيه, جابي ومكّاس وكاتب وشاهد وما الى هناك من مسميات حيايته, ذلك أنّ أخذ أموال العباد دون وجه حق, أو اهدار المال العام دون وجه حق هو ظلم , فالله تعالى ليس بظلام للعباد, وهذه الصفة الجليلة صفة العدل اسم من أسماءه الحسنى سبحانه وتعالى جلّ وعزّ, ومن عدله اللامتناهي واللامحدود سبحانه وتعالى فقد حرّم الظلم على نفسه قبل أن يحرمه على عباده, و كما جاء في الحديث القدسي الجليل: يا عبادي! اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا.

ومال المكس ما خبيث, وكما في قوله تعالى: ولا يستوي الخبيث والطيّب , وروى جابر رضي الله عنه فقال: أنّ رجلا قال: انّ الخمر كانت تجارتي, واني جمعت من بيعها مالا, فهل ينفعني ذلك المال ان عملت فيه بطاعة الله تعالى؟ فقال النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه: ان أنفقته في حجّ أو جهاد أو صدقة لم يعدل عند الله جناح بعوضة, وانّ الله لا يقبل الا الطيّب, فأنزل الله تعالى تصديقا لقول نبيّه عليه الصلاة والسلام قوله الكريم: قل لا يستوي الخبيث والطيّب ولو أعجبك كثرة الخبيث-- المائدة 100 ... وهذه الآية الكريمة كما قال عطاء والحسن عنها أنها نزلت في الكسب الحلال والحرام.

ـ[أبوآمنة]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 07:39 م]ـ

لفظة مكاس هو الذي يأخذ ما يشبه الضريبة عن التجار الذين يبيعون ماشيتهم في السوق، ما كنت أحسب لهذه اللفظة كل هذه المعاني، لكن صفاء الاعتقاد عند العامة من الناس جعلهم يعتقدون أن ماله غير مرغوب فيه وذلك من حسن ايمان العامة من الناس في مجتمعاتنا العربية الاسلامية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير