[ضيزى]
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 05:57 م]ـ
B] قال تعالى في سورة النجم الآية 22 {تلك إذا قسمة ضيزى}
ضيزى من ضاز يضيز إذا ظلم وجار
يقول ابن كثير في تفسيره: "لو اقتسمتم أنتم ومخلوق هذه القسمة تكون جائرة وظالمة وباطلة، فكيف تقاسمون ربكم هذه القسمة؟ "
* * *
دعونا نحلل حرفين من حروف هذه الكلمة: ضيزى
الضاد: حرف استعلاء ومفخم
الزاي: حرف استفال
رغم ذلك حرف الاستعلاء المفخم كُسِر، وحرف الاستفال فُتِح وصعد باللسان إلى أعلى.
ألا ترى معي أن ما حدث بين الحرفين يعتبر ظلما وجورا يشبه ظلم وجور تلك القسمة؟
لذا ندرك عظمة كلام الخالق عندما اختار المفردة هذه بالذات -وليس غيرها-للتعبير عن هذا المعنى. [/ b]
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 08:26 م]ـ
أقول:أجدت يا أستاذ، ويخطر ببالي أنه تعالى شأنه إنمااستعمل هذا اللفظ الغريب للدلالة على غرابة تلك القسمة.
وفي يتيمة الدهرللثعالبي:
وقوله:
هنيئاً لكم يا أهل غزنة قسمةً ... خصصتم بها في الناس من هذه الدنيا
دراهمنا تجبى إليكم وثلجكم ... يرد إلينا هذه قسمة ضيزى
أقول: البيت لعلي بن الحسين العلوي كما في اليتيمة
وفي المقامة التبريزية من مقامات الحريري:
وقالتْ:
يا أهلَ تبريزَ لكُمْ حاكِمٌ ... أوْفى على الحُكّامِ تبْريزا
ما فيهِ من عيْبٍ سوى أنهُ ... يومَ النّدى قِسمَتُهُ ضِيزَى
وقال الدميري في حياة الحيوان الكبرى والعهدة عليه:
ومن الفوائد المستغربة، ما أخبرني به بعض أهل الخير أن أسماء الفقهاء السبعة، الذين كانوا بالمدينة الشريفة، إذا كتبت في رقعة وجعلت في القمح فإنه لا يسوس، ما دامت الرقعة فيه، وهم مجموعون في قول الأول:
ألا كل من لا يقتدي بأيمة ... فقسمته ضيزى عن الحق خارجه
فخذهم عبيد الله عروة قاسم ... سعيد أبو بكر سليمان خارجه
وفي كتاب المغرب لابن سعيد:
أبو بكر عبد الرحمن بن مُغَاور
كتب عن أبي الربيع بن عبد الله بن عبد المؤمن سلطان المغرب الأوسط وقسَم أبو الربيع يوماً على خاصته أُتْرُجّاً، فأعطاهم واحدة واحدة وخصَّه باثنتين، فقال:
قَسَم الأُتْرُجّ فينا ... مَلِكٌ طَلُقُ اليديْن
لم تكن قسمةَ ضِيزَى ... بين أتْرابي وبيني
إذ حَبَا فَرْداً بِفَرْدٍ ... وحَبَاني باثنتين
هكذا ما زال حظيِّ ... مثلَ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ
فائدة لغوية:
وفي أدب الكاتب لابن قتيبة:
وَقال عبد الله بن قتيبة: قال لي أبو حاتم عن الأخفش أوْ غيره قال: لايكون (فِعْلَى) صفة قال: وَأما قولهم (قِسْمَةٌ ضِيزَى) فإنها فُعْلى - بالضم - فكسرت الضاد لمكان الياء.
وقال ابن الأثير في المثل السائر:
وحضر عندي في بعض الأيام رجل متفلسف فجرى ذكر القرآن الكريم فأخذت في وصفه وذكر ما اشتملت عليه ألفاظه ومعانيه من الفصاحة والبلاغة فقال ذلك الرجل وأي فصاحة هناك وهو يقول (تلك إذا قسمة ضيزى) فهل في لفظة ضيزى من الحسن ما يوصف فقلت له اعلم أن لاستعمال الألفاظ أسرارا لم تقف عليها أنت ولا أئمتك مثل ابن سينا والفارابي ولا من أضلهم مثل أرسطاليس وأفلاطون وهذه اللفظة التي أنكرتها في القرآن وهي لفظة ضيزى فإنها في موضعها لا يسد غيرها مسدها ألا ترى أن السورة كلها التي هي سورة النجم مسجوعة على حرف الياء فقال تعالى (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى) وكذلك إلى آخر السورة فلما ذكر الأصنام وقسمة الأولاد وما كان يزعمه الكفار قال (ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى) فجاءت اللفظة على الحرف المسجوع الذي جاءت السورة جميعها عليه وغيرها لا يسد مسدها في مكانها وإذا نزلنا معك أيها المعاند على ما تريد قلنا إن غير هذه اللفظة أحسن منها ولكنها في هذا الموضع لا ترد ملائمة لأخواتها ولا مناسبة لأنها تكون خارجة عن حرف السورة وسأبين ذلك فأقول إذا جئنا بلفظة في معنى هذه اللفظة قلنا قسمة جائرة أو ظالمة ولا شك أن جائرة أو ظالمة أحسن من ضيزى إلا أنا إذا نظمنا الكلام قلنا ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ظالمة لم يكن النظم كالنظم الأول وصار الكلام كالشيء المعوز الذي يحتاج إلى تمام وهذا لا يخفى على من له ذوق ومعرفة بنظم الكلام فلما سمع ذلك الرجل ما أوردته عليه ربا لسانه في فمه إفحاما ولم يكن عنده في ذلك شيء سوى العناد الذي مستنده تقليد بعض الزنادقة الذين يكفرون تشهيا ويقولون ما
¥