تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كاد: "نفيها إثبات وإثباتها نفي؟؟؟ "]

ـ[الباز]ــــــــ[18 - 07 - 2009, 11:16 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قالوا عن كاد؛ إن نفيها إثبات و إثباتها نفي ..

لكن صاحب مغني اللبيب عن كتب الأعاريب يقول:

قولهم إنّ كاد: إثباتُها نفي، ونفيها إثبات، فإذا قيل كادَ يفعلُ فمعناه أنه لم يفعل، وإذا قيل لم يكدْ يفعل فمعناه أنه فعله، دليل الأول (وإن كادوا ليفتنونكَ عن الذي أوحينا إليكَ) ودليل الثاني (وما كادوا يفعلون).

وقد اشتهر ذلك بينهم حتى جعله المعري لغزاً فقال:

أنحويَّ هذا العصرِ ما هي لفظةٌ**جرت في لسانَيْ جُرهمٍ وثمودِ

إذا استُعملتْ في صورةِ الجحدِ أثبتتْ**وإن أُثبتت قامت مقامَ جُحودِ

والصواب أن حكمها حكم سائر الأفعال في أن نفيها نفي وإثباتها إثبات، وبيانها: أن معناها المقاربة، ولا شك أن معنى كاد يفعل قارب الفعلَ، وأن معنى ما كاد يفعلُ ما قارب الفعلَ، فخبرها منفي دائماً، أما إذا كانت منفية فواضح، لأنه إذا انتفت مُقاربة الفعلِ انتفى عقلاً حصول ذلك الفعل، ودليله (إذا أخرج يدهُ لم يكدْ يراها) ولهذا كان أبلغ من أن يقال لمْ يرَها لأن من لم يرَ قد يقارب الرؤية، وأما إذا كانت المقاربة مُثبتة فلأن الإخبار بقرب الشيء يقتضي عرفاً عدمَ حصوله، وإلا لكان الإخبار حينئذ بحصوله، لا بمقاربة حصوله، إذ لا يحسن في العرف أن يقال لمن صلّى: قارب الصلاة، وإن كان ما صلى حتى قارب الصلاة، ولا فرق فيما ذكرنا بين كاد ويكاد، فإن أورد على ذلك (وما كادوا يفعلون) مع أنهم قد فعلوا، إذ المراد بالفعل الذبح، وقد قال تعالى (فذبحوها) فالجواب أنه إخبار عن حالهم في أول الأمر، فإنهم كانوا أولاً بُعداء من ذبحها بدليل ما يتلى علينا من تعنتهم وتكرر سؤالهم، ولما كثر استعمال مثل هذا فيمن انتفت عنه مقاربة الفعل أولاً ثم فعله بعد ذلك توهَّم من توهم أن هذا الفعل بعينه هو الدال على حصول ذلك الفعل بعينه، وليس كذلك، وإنما فهم حصول الفعل من دليل آخر كما فهم في الآية من قوله تعالى (فذبحوها).

إن أردتم رأيي فإن كلام ابن هشام لم يقنعني، بل و أرى أنها كبوة جواد

(و رأيي لا يعدو كونه نابعا من السليقة وليس له علاقة بالإثبات العلمي)،

و قد تتبعت هذا الفعل في القرآن الكريم فوجدته مطابقا لما قالوه،

مخالفا لما قاله ابن هشام، و قد يلتبس فقط معنى قوله تعالى:

(أكاد أخفيها) و قد بحثت عن تفسيره فوجدت أن أثبت الأقوال فيه هو (أكاد أخفيها عن نفسي فكيف بالمخلوقين) ..

فمن سيقطع قول كل خطيب؟؟؟

و شكرا لكم

ـ[أنوار]ــــــــ[18 - 07 - 2009, 11:39 م]ـ

نشكر لكم هذه اللفته العلمية القيمة أستاذنا الباز ..

وعلّ من يكون له رأي من أهل العلم ..

جزيتم خيراً ..

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 07 - 2009, 01:16 ص]ـ

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

بارك الله فيك أستاذنا الباز لفتة كريمة منك، فحياك الله، وائذن لي بالمداخلة:

ما تراه في (إن كاد) يراه ابن هشام قبلك، فأعد قراءة مانقلت لنا مشكورا مأجورا.

وسوف أبين لك رأي ابن هشام - رحمه الله -:

قال ابن هشام - مما ذكرتَ - عن قولك (إن كاد):

(أما إذا كانت منفية فواضح) وأنت تعرف أن (إن) بمعنى (ما)

إذن صارت منفية وصار ابن هشام يرى رأي من يقول: إن نفيها إثبات، وإثباتها نفي.

ولم يُطِل في الكلام؛ لأنه موافق لهم، وحكمها واضح لا يحتاج زيادة إيضاح.

وكلام ابن هشام يدور حول (كاد) حين لم يتقدمها حرف النفي (إن)؛ فأعد النظر.

فهل وضح كلام ابن هشام الآن.

أخيرا، أرجو منك أن تذكر الجزء والصفحة من كتاب ابن هشام مغني اللبيب الذي ذكر فيه هذا الكلام إذ لم تقع عيني عليه لضعف بضاعتي.

وألفت نظرك - أستاذنا الكريم الباز - إلى أمور تتعلق بالآية التي ذكرت:

قال تعالى (إن الساعة آتية أكاد أخفيها) والعلماء تحدثوا في الآية عن أمرين:

الأول:

(أخفيها)

قال أبو علي الفارسي: (أخفيها بمعنى السلب، ومعناه أزيل خفاءها كقولك: أعجمتُ الكتابَ أي أزلت عنه العجمة) أ. هـ وقد فصّل تلميذه ابن جني القول في معنى السلب، وتجده في كتابه سر صناعة الإعراب وفي كتابه المنصف كذلك فارجع إليهما.

وقيل: معنى (أخفيها) أي أظهرها؛ لأن (أخفى) من الأضداد. قلتُ: الأضداد هي ما يجوز أن يطلق عليه وعلى ضده مثل (الجَلَل) للعظيم والحقير.

الثاني:

(أكاد)

قيل: (أكاد) بمعنى أريد.فيصير المعنى أريد خفاءها. وهذا ينسب للأخفش وابن الأنباري وأبو مسلم.

وقيل: أكاد فعل من أفعال المقاربة وخبره محذوف تقديره: أكاد آتي بها لقربها وصحة وقوعها. واختار هذا الرأي النحاس.

وذكرت أخي الباز تفسيرا وهو (أكاد أخفيها عن نفسي فكيف بالمخلوقين) وهذا مروي عن ابن عباس.

وقيل: (أكاد) زائدة لا دخول لها في المعنى. ونسب السيوطي هذا الرأي في همع الهوامع للأخفش. قلتُ: ليت شعري من أين نقل هذا السيوطي؟

وقد علّق أبو حيان الأندلسي على ذين الرأيين السابقين (الذي ذكرتَه وما بعده) بقوله:

(ولا حجة في شيء من هذا) أ. هـ

وقيل: معناه أكاد أخفيها من نفسي. قال أبو حيان الأندلسي: (ولا دليل في الكلام على هذا المحذوف، ومحذوف لا دليل عليه مطّرح)

أسأل الله لنا العلم النافع والعمل الصالح.

سلام عليكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير