بالاشتراك مع جامعة الأزهر , 2005 , 40).
كما أن الإسلام قد أكد علي التجاوز عن الأعمى والأعرج والمريض بعامة إذ يقول تبارك وتعالى (ليس علي الأعمى حرج ولا علي الأعرج حرج ولا علي المريض حرج) (سورة الفتح , الآية 17) , ومنها قوله تعالى (عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى) (سورة عبس , الآية 1 – 4).
ولذا فقد أشار (الهمص , 2006 , 361) إلي مجموعة من الحقوق لذوي الاحتياجات الخاصة في الإسلام منها:
· أن الإسلام جاء رحمة للعالمين كافة دون تمييز للطفل العادي وغير العادي (المعوق من ذوي الحاجات الخاصة).
· الترابط والمؤازرة والمعاونة في مساعدة الأطفال المعاقين وتنشئتهم تنشئة سليمة.
· أن نكون بمثابة الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى , أي بمعنى كفالة الطفل المعوق كفالة شاملة من جميع جوانبه الحياتية.
· التعاون الجاد علي الإحسان والبر خاصة أن الإحسان والبر مطلوبين من كل الناس , ولذا فهما أكثر طلبًا للطفل المعوق.
· الإنفاق من الإنسان القادر علي المحتاجين عامة , والأطفال المعوقين خاصة.
· استثناء الأطفال المعوقين من بعض الأحكام الشرعية إيماءً إلي ما لديهم من إعاقة.
وانطلاقًا من اهتمام الإسلام بهذه الفئة فقد شهد المجتمع الإسلامي الاهتمام بهم وبرعايتهم , وتمثلت هذه الرعاية في إنشاء المستشفيات العلاجية؛ للاهتمام برعايتهم الصحية , حيث أنشأت العديد من البيمارستانات (المستشفيات) في العالم الإسلامي , وفي كثير تم تخصيص أقسام للمعاقين عقليًا ونفسيًا , حيث اعتبرت الإعاقة مرضًا يتطلب العلاج والتأهيل فأسس الوليد بن عبد الملك سنة 88 هجرية 707 ميلادية أول معهد للمعاقين , ثم أسست بعد ذلك بيمارستانات ببغداد سنة 137 هجرية , وتولى إداراتها الطبيب الكفيف أبو الحسن البغدادي (أمل معوض الهجرسي , 2002 , 81).
أما عن الاهتمام بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة في العصر الحديث؛ فيرجع الاهتمام بها إلي القرن الثامن عشر عندما طور برايل طريقته لتعليم المعوذين القراءة والكتابة , وطورت طرق تعليم الصم , ونظمت برامج تدريبية للمتخلفين عقليًا , وإيمانًا بحقوق هذه الفئة في الحياة الكريمة صدرت المواثيق التي أكدت حقهم في الرعاية المتكاملة , ففي الثمانينات خصص عام 1981 عامًا دوليًا للمعوقين , وكان شعاره المساواة والمشاركة الكاملة , وتوالت المواثيق الدولية مثل: الإعلان العالمي حول التربية للجميع , واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأطفال عام 1990 , وإعلان برنامج فينا الصادر عن المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان عام 1993 , بالإضافة إلي إعلان النوايا المنبثق عن الندوة شبه الإقليمية حول تخطيط وتنظيم التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة سنة 1993 , والإعلان العالمي حول الاحتياجات التربوية الخاصة عام 1994 والتي أكدت جميعها علي ضرورة تعميم التعليم الابتدائي للفئات العمرية كافة بما فيها المعاقون (محمد حسين العجمي , 2007 , 15 – 16).
من خلال العرض السابق لتطور ذوي الاحتياجات الخاصة عبر الحقب التاريخية المختلفة نشير إلي أن هذه المراحل قد مرت بعدة أطوار هي:
1) طور الإبادة: وتمثل هذا الطور بقتل وإبادة كل ذي إعاقة؛ لأنه لا يستطيع القيام بحماية نفسه ولا بخدمة قبيلته , ووجدت هذه السمة في العصور القديمة وخصوصًا لدى أفلاطون وآرائه عن مدينته الفاضلة.
2) طور الإهمال: وتمثل هذا الطور برمي ذوي الإعاقات في المناطق المنعزلة أو غير المأهولة , تاركين لهم فرصة الموت البطيء دون أن تقدم لها أي لون من ألوان الرعاية أو الاهتمام.
3) طور الرعاية المؤسسية: وكان الداعي لظهور هذا الطور هو وجود الأديان السماوية التي رأت في المعاق أو ذوي الاحتياجات الخاصة إنسانًا سلب إحدى خواصه , ومن ثم يجب العطف عليه, وتمثل هذا الطور في إيواء الضعاف وذوي الإعاقات في الأديرة, كما تم بناء مستشفيات للمعاقين؛ مع الاهتمام بصنوف متعددة منهم مثل: المعاق نفسيًا وعقليًا وسمعيًا ... إلخ.
4) طور التدريب والتأهيل: وتمثل هذا الطور في إعادة النظر إلي المعاق , وأنه إنسان به كل مقومات الإنسان إلا أنه يفتقر إلي واحدة أو أكثر من العمليات العقلية أو المهارات , ومن ثم يجب تدريبه وتأهيله؛ ليشارك بفاعلية في الحفاظ علي حياته , والمساهمة في تقدم مجتمعه شأنه في ذلك شأن الإنسان الصحيح.
من كتاب تعليم اللغة العربية لذوي الاحتياجات الخاصة
إعداد الدكتور علي سعد جاب الله
الدكتور وحيد السيد حافظ
الدكتور ماهر شعبان عبد الباري
منشور في القاهرة سنة 2009 مطبعة إيتراك
إعداد الدكتور ماهر شعبان عبد الباري
جمهورية مصر العربية
جوال رقم 0020161226864
E- Mail : Mahershaban***********