تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أين نحن إذن من ""سنغافورة، التي جعلت من تكنلوجيا المعلومات أحد المصادر الأساس لدخلها القومي، وتنميتها الإجتماعية. أين نحن من الهند التي نجحت خلال فترة لا تزيد عن عشر سنوات في أن تصبح ثالثة أو رابعة دول العالم في صناعة البرمجيات، بل ويساهم علماؤها الآن في وضع الأسس النظرية لتكنلوجيا "البيوسيلكون" لدمج العناصر البيولوجية مع شرائح السيلكون الإلكترونية، والتي يتوقع لها الكثيرون أن تحدث ثورة عارمة في مجال صناعة الحواسيب الإلكترونية""، والأمثلة على ذلك كثيرة.

صحيح أن بوادر العمل ما إن تبدأ في الإنبثاق، حتى تجد من يجهض نبضها أول الطريق. ومع ذلك فلا بد من التنويه بها وتشجيعها بالرغم من محدوديتها تلك، لا المادية ولا المعنوية. وبالرغم كذلك من نزعتها الفردية والشخصية في غالب الأحيان. أو على الأقل في حدود فرقِ عملٍ صغيرة كما هو الحال بالنسبة لشركة صخر والشركة الهندسية لتطوير نظم المعلومات. وما منتوجا المحلل الصرفي والمشكل الآلي إلا نموذجان لإرادة هذه الفرق باعتبارهما برهانا يثبت كفاءتين اثنتين: واحدة مرتبطة بذات اللغة وما يمكن من خلالها أن تطور به نظم البرمجة الحاسوبية، والأخرى متعلقة بالمنتج العربي و مدى خبرته في تطوير البرامج نفسها، خاصة فيما يهم اللغة العربية، بيت القصيد عندنا، لالشيء؛ إلا لأننا نريد منها أن تكون جسرا تواصليا – على غرار باقي اللغات الطبيعية- للمرور عبرها نحو عوالم أخرى: أشياءا كانت أم أفكارا أم كائنات أم خائليات.

حقيقة، لم نعد نريد – بهروبنا عن عالم اللغة العربية- أن نخترع المدنية، ولم نعد نريد أن نقوم بالمساهمة في الصناعة ولا في الثقافة، حتى تقاعسنا عن ابتكار [ولو] تسميات لما يخترعه غيرنا وذلك من باب أضعف الإيمان ?والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون?الآية 78 من سورة النحل.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير