تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقولونه جهلا وإذا حوققوا عليه ظهر عجزهم وقصورهم.

وفي الدر المصون للسمين الحلبي:

قوله: {ضِيزَى}: قرأ ابنُ كثير "ضِئْزَى" بهمزةٍ ساكنةٍ، والباقون بياءٍ مكانَها. وزيدُ بن علي "ضَيْزَى" بفتح الضادِ والياءِ الساكنة. فأمَّا قراءةُ العامَّةِ فيُحْتمل أَنْ تكونَ مِنْ ضازه يَضَيزه إذا ضامه وجارَ عليه. فمعنى ضِيْزَى أي: جائرة. قال الشاعر:

ضازَتْ بنو أُسْدٍ بحُكْمِهِمُ * إذ يَجْعلون الرأسَ كالذَّنَبِ

وعلى هذا فتحتملُ وجهين، أحدُهما: أَنْ تكونَ صفةً على فُعْلى بضم الفاءِ، وإنما كُسِرت الفاءُ لتصِحَّ الياءُ كبِيْض. فإنْ قيل: وأيُّ فالجوابُ أن سيبويه حكى أنه لم يَرِدْ في الصفاتِ فِعْلَى بكسر الفاء إنما وَرَدَ بضمِّها نحو: حُبْلى وأُنْثى ورُبَّى وما أشبهه. إلاَّ أنه قد حَكى غيرُه في الصفات ذلك، حكى ثعلب: "مِشْية حِيْكى"، ورجلٌ كِيْصَى. وحكى غيرُه: أمرأةٌ عِزْهى، وامرأة سِعْلى، وهذا لا يُنْقَضُ لأن سيبويه يقول: حِيْكى وكِيْصى كقولِه في "ضيزَى" لتَصِحَّ الياءُ، وأما عِزْهَى وسِعْلى فالمشهورُ فيهما: سِعْلاة وعِزْهاة.

والوجه الثاني: أَنْ تكونَ مصدراً كذِكْرى، قال الكسائي: يقال: ضازَ يَضيز ضِيْزَى، كذَكَر يَذْكُر ذِكْرى. ويُحتمل أَنْ يكونَ مِنْ ضَأَزَة بالهمز كقراءةِ ابن كثير، إلاَّ أنه خُفِّفَ همزُها، وإن لم يكنْ من أصولِ القُرَّاءِ كلِّهم إبدالُ مثلِ هذه الهمزةِ ياءً لكنها لغةٌ التُزِمَتْ فقرؤُوا بها، ومعنى ضَأَزَه يَضْأَزُه بالهمز: نَقَصه ظُلماً وجَوْراً، وهو قريبٌ من الأول. ومِنذَ، جَوَّز أَنْ تكونَ الياءُ بدلاً مِنْ همزة أبو عبيد، وأَنْ يكونَ أصلُها ضُوْزَى بالواوِ لأنه سُمِع ضازَه يَضُوْزُه ضُوْزى، وضازه يَضِيْزُه ضِيْزى، وضَأَزه يَضْأَزُه ضَأْزاً، حكى ذلك كلَّه الكسائيُّ، وحكى أبو عبيد ضِزْتُه وضُزْته بكسرِ الفاء وضمِّها. وكُسِرت الضادُ مِنْ ضُوْزَى لأنَّ الضمةَ ثقيلةٌ مع الواو، وفعلوا ذلك ليَتَوَصَّلوا به إلى قَلْب الواوِ ياءً، وأنشد الأخفش على لغةِ الهمز:

فإن تَنْأَ عَنَّا نَتْتَقِصْك وإن تَغِبْ * فَسَهْمُكَ مَضْؤُوْزٌ وأَنْفُكَ راغِمُ

و "ضِئْزَى" في قراءةِ ابن كثير مصدرٌ وُصِفَ به، ولا يكون وصفاً أصلياً لِما تقدَّم عن سيبويه. فإنْ قيل: لِم لا قيل في "ضِئْزى" بالكسر والهمز: إنذَ (كذا) أصلَه ضُئْزَى بالضم فكُسِرَتِ الفاءُ كما قيل فيها مع الياء؟ فالجواب: أنه لا مُوْجِبَ هنا للتغير؛ إذ الضمُّ مع الهمز لا يُسْتثقل استثقالَه مع الياء الساكنة، وسُمع منهم "ضُوْزَى" بضم الضاد مع الواو أو الهمزة.

وأمَّا قراءةُ زيدٍ فَتَحْتمل أَنْ تكونَ مصدراً وُصِف به كدَعْوى، وأَنْ تكونَ صفةً كسَكْرى وعَطْشَى.

والله العالم.

ـ[عكور]ــــــــ[30 - 09 - 2009, 12:19 ص]ـ

الله أكبر!

إنها لإشارة لطيفة وفائدة عظيمة ..

فبورك فيك ياأستاذ طارق على هذه اللقطة المؤثرة! وجزيت خيرا ياأبا علي على الزيادة الماتعة ..

ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[30 - 09 - 2009, 04:56 م]ـ

إلى أخويّ الكريمين

أبي علي وعكور

جزيتم خيرا وبارك الله فيكم لإثراء الموضوع وإطرائكم

ـ[ياسين الساري]ــــــــ[03 - 10 - 2009, 06:37 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[المزمجرّ]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 01:18 ص]ـ

للأسف كان بعض طلبة التجويد يتحرّجون من نطق هذه الكلمة ويمرون بسرعة على هذه الآية.

ـ[السعراني]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 03:58 م]ـ

جزاك الله خيرا

وأظن أن معنى لفضة لفظة (ضيزى) الحرفي هو قبض الشيئ الشيء من طرفين متقابلين بشكل غير متساوي متساوٍ

ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[19 - 10 - 2009, 10:40 ص]ـ

شكر الله للإخوة مداخلاتهم.

الأخ السعراني:

اسمح لي ببعض التصويبات في مداخلتك لأجل الفائدة العامة.

وأشكرك على إضافتك، وحبذا لو أسندتها إلى مرجع للفائدة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير