تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 01 - 2007, 05:37 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بخير أخي الحبيب , ونحمد الله على حال يمننا

ومقبولة منك هديتك فشكر الله لك , ويؤسفني أني لا أستطيع الرد مثلها , لقصوري في النظم فضلاً عن الشعر , ولكن حسك دعوة من قلب محب

أما ما نقلته من الأبيات فيالجمالها ويا لروعتها ومثلها:

فمن عجبٍ أني أحن إليهمو = وأسأل شوقًا عنهمو وهمو معي

وتبكيهمو عيني وهم في سوادها = ويشكو النوى قلبي وهم بين أضلعي

ولو لاحظت في نقلك ونقلي لرأيت الشبه بين المعنيين

ولكن كلا القولين يتحدثان عن شوق بقرب وفي ذلك تصوير لبلوغ الحب لدرجة الهيمان. فهو يشكو العبد والنوى وهو بين أضلعه , وحالٌ بين ذراعيه

ولو قارنته ببيتك لو جدت فرقًا بينهما؛ لأن بيتك ينئ عن بعد محبوبك عن قلبك بدليل قولك: فهل أدنيه. فيفهم منه أنه بعيد عن القلب. وأنك متردد في دنوه دليل سؤالك.

أخي الحبيب: هذا تصوري فقد أكون فيه مخطئًا , وحسك مرور أهل النقد والدراية ليوجهونا.

دام تألقك

ـ[السفير]ــــــــ[18 - 01 - 2007, 05:43 ص]ـ

أستاذي الجليل / أبا طارق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد:

أعجبني كثيرا نفاذك على دقائق المعاني، وقدرتك الظاهرة على الاستنباط والمقارنة

وبخاصة أنك لست صاحب الأبيات؛ فهي بالتالي خارجة عما يمكن تسميته

التجربة الذاتية لصاحب التجربة نفسه

ومعنى ذلك أنك قد استطعت معايشة التجربة الخارجية عنك

وهذه صفة لا تتوفر إلا في الناقد الحصيف

وعلى كل حال؛ فما رصدته من ملاحظة ترشح بتناقض المعنى بين صدر الأبيات وآخرها كان مرده أولا وأخيرا إلى بيت واحد من المقطوعة، وهو:

وهل أدنيك من قلبي ومن روحي وانتصف

حيث بدا التناقض بين دعوى المحبة الثابتة التي من صفاتها أنها فوق الوصف، وأنها محبة وصلت حد الشغف، وأنها قد أنهكت جسم صاحبها حتى أتلفته ــ وبين السؤال بإدناء هذا الحبيب من القلب. وكان جوهر الملاحظة: كيف تطلب إدناءه من قلبك، وقد ذكرت ما ذكرت من شدة حبك له، أو لم ذلك إدناءا وقربا!

وجوابي على ما استفسرت عنه ـ بارك الله فيك ـ من وجهين، لعل أحدهما إن لم يف ِ بالغرض وفى الآخر، وإلا، فالأمر بعد ذلك راجع إلى ذوي الفطن والاستظهار، والحكم فيه عائد إليهم؛ إما دفعا لملاحظة التناقض، أو إثباتا لها.

أما الوجه الأول: فمرده إلى معنى (هل) وخروجها عن حقيقة الاستفهام ومعناه الأصلي، الذي يُتلقى بالإجابة، إلى المعاني البلاغية الخارجة عن المعنى الأصلي، والتي هي في الحقيقة جزء من تجربة الشاعر؛ بحيث تنضح (هل) بمعاني الحسرة على زمن الوصال، وتمني رجوع ذلك العهد، والاستغراق في خيالات ما هية ذلك اللقاء الموعود، وما عسى أن يكون فيه، أو لعله يطول البعد، وما يمكن أن يكون من مفاجآت الزمان والأقدار. كل هذا وأكثر منه اختزلته (هل)، وإلا فالشاعر ليس بحاجة إلى السؤال المحض: (هل أدنيه من قلبي)؛ لأن ذلك أمر لا يحتاج إلى سؤال.

أما الوجه الثاني: فيعود إلى رغبة الشاعر في اللقاء الجسدي، الذي من خلاله تنصهر كل معاني الشغف والوله والشوق؛ ولكن الشاعر لم يرد التصريح بذلك؛ حتى لا يجعل من حبه لمحبوبته شهوة حسية محضة؛ فآثر التعبير بالقلب والروح بديلا عن الجسد؛ فهو تعبير من طريق المجاز أو الكناية، وفائدته تنزيه الحب الخالص عن نزوات الجسد وضروراته، وإن كانت من الأهمية بمكان، وبها يتم التكامل.

هذا ما استطعت أن أجليه من بعض ما قصدته، مع إعتقادي الراسخ بأن الشعر هو ابن التجربة، وما دامت التجربة صادقة وحية، فمن أين يأتيها التناقض بين أجزائها؛ إلا أن تكون التجربة نفسها متناقضة، وهذا إشكال خطير.

أخي الكريم / أبا طارق

اعذرني على الاسترسال في المقال، ولعل ما التبس عليك قد اتضح، ولو جزئيا

ولا نستغني عن آراء أساتذتنا الكبار؛ فلعل لهم رؤى أخرى مباينة لما نحن فيه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ودمت بود،،،

السفير،،،

ـ[أبو طارق]ــــــــ[19 - 01 - 2007, 05:31 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم: عدت إليك , وأملي أن تتحملني؛ فقدت بدأت ثقيلاً عليك.

لقد أوردت تقديرين للبيت الأخير وأنت صاحب القصيدة:)

القول الأول هو ما تبادر إلى ذهني وقت قراءته. وعكسها خروج الخبر إلى الإنشاء كما في قولنا رحمه الله , فالمراد الدعاء وليس الشهادة , لأنه من المستحيل أن يُفهم منه أنك تستأذن في دنوك له , فالمحب لا يحتاج إلى مشورة في ذلك

وعلى الوجه الأول كان اعتراضي:)

الوجه الثاني: عبرت عن دنو جسده بدنوه لقلبك وروحك.

وأنا معك في انتظار رأي أصحاب النقد الأعزاء , لأني مازلت أختلف معك في ذلك. لأن دنو الحبيب أول ما يكون إلى القلب , فكيف سنعبر عن دنو الجسد بما لا لزوم لدنو الجسد إلا به

أتعبتك معي أليس كذلك؟:) فليتسع صدرك لي , فإنما هو تعارض من يطلب المعرفة, ولا تناظر ناقد.

وقلت يرحمك الله:

إدناءا

والهمزة إذا كانت متطرفة بعد ألف يكتب عليها تنوين الفتح من غير ألف

مع إعتقادي الراسخ بأن الشعر هو ابن التجربة، وما دامت التجربة صادقة وحية، فمن أين يأتيها التناقض بين أجزائها؛ إلا أن تكون التجربة نفسها متناقضة، وهذا إشكال خطير.

لا أعارضك على هذا , ولكن ليس كل واصف لتجربته كالسفير إبداعًا وحبكًا وملكة. فالكثير يخطئ في تصويره , ويزل في ترجمة تجربته. ولو نظرت إلى الشعر حديثه وقديمه لوجدت ذلك.

فأنا لا أنتقص شاعريتك , ولا ينبغي لي ذلك , وإنما هي وجهة نظر ونسبة احتمال الخطأ فيها 99,99%.

أسعدني الحوار معك , والحديث مع مبدعٍ مثلك.

دمت متألقًا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير