ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[04 - 02 - 2007, 06:05 م]ـ
:::
- هذه مقطوعة من قصيدة لي حببت أن أجعلها عرضةً للنقد .. :
وقهوةٌ بنفوس الماء شارقةٌ = قد استوت بعفارٍ نيّر النار 1
لها توابل فاحت قبل زاكيةً = من زعفرانٍ ومن مسحوق "مسمارِ"
تنفّست بعبيرٍ ضاع منشرحاً = يروّح القلب أطواراً لأطوار
في ليلةٍ زمهريرٍ حرز قرّتها = منّا معاقل أصوافٍ وأوبارِ 2
سقّى بها الركب فتيانٌ ذوو نسَبٍ = زهر الوجوه نعيم الضيف والجار
لا يستقرُّ من الترحال مضجعهم = كأنّهم أحرفٌ في لفظ "أسفار"
ملثمين بشال الهند زُخرفه = من أرض كشمير وشّته بأزهار
قد ذلّلوا الشعر حتى اعتاد ألسنهم = فدرَّ من غير إبساسٍ وإمرار 3
تألقت بأياديهم شمائلِها = صفراؤها من زهاء الموقد الواري 4
تنساب حمراؤها منها مخرخرةً = سلسالةً بدمٍ مستعذبٍ جاري
حسوتها وفؤادي في مذاهبِهِ = عمّن حواليهِ من حفّافِهِ ساري
كأنّما الشعر من إحدى توابلِها = فثرّ من فمنا من غير إشعارِ
يا حبذا لو سقتنيها محلّلةً = من لا تفارق أفكاري وأشعاري
تأوي إلى مضجعٍ من أمنها رغَدٌ = ومضجعي حسَكٌ من شوكِ أوضاري
حسب فؤادي وقد حالت مقادرنا = سقياك من ماء أجفانٍ وأمطارِ
=============
1 - العفار: من أجود أنواع الحطب ذو نار وهّاجة تضرب العرب به المثل.
2 - الزمهرير: هنا شدة البرد - القرة:ريح باردة.
3 - الإبساس والإمرار: مما تدعى بهما الناقة للحلب وأعني أن الشعر يجري بألسنهم هيناً من غير تكلفٍ وإخضاع.
4 - صفراؤها: الدلة - الواري: الجميل المنظر الباهي.=============
والسلام,,,
هذه هي المرة الثانية التي أصطادك فيها يا رؤبة وأنت تصف القهوة (قهوة البن لا قهوة إبي نواس) وتجيد وصفها , أظنك تسعى إلى (القهويات) نسبة إلى البن على غرار الخمريات , وبالمناسبة القهوة هي من أسماء الخمر أصلا ,
أكثر من قهوياتك
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[05 - 02 - 2007, 02:46 م]ـ
هذه هي المرة الثانية التي أصطادك فيها يا رؤبة وأنت تصف القهوة (قهوة البن لا قهوة إبي نواس) وتجيد وصفها , أظنك تسعى إلى (القهويات) نسبة إلى البن على غرار الخمريات , وبالمناسبة القهوة هي من أسماء الخمر أصلا ,
أكثر من قهوياتك
حياك الله أخي أبا خالدٍ ,,,
ونحمد الله على سلامتك فقد غبت عنا,
.. وافتقدت مرورك الكريم ... (أظنّ رائحة القهوة استهوتك فساقتك إلينا: p )..
لك مني جزيل الشكر وخالص الود,,
والسلام,,
ـ[معالي]ــــــــ[05 - 02 - 2007, 04:07 م]ـ
الأستاذ الكبير والشاعر القدير رؤبة
دخلتُ الفصيح مُيمّمة ملفك الشخصيّ؛ أريدُ أن أطلع على قصائدك المدرجة في المدة التي غبتُها عن الفصيح.
فهالني أن أجد السيرة كالتالي:
تاريخ الميلاد: August 24, 1984
العمر: 22
الوظيفة: طالب جامعي في كلية التجارة
تبارك الرحمن!
إننا بإزاء شاب لم يُجاوز العشرين إلا بخطوتين، ويأتينا بهذه الفرائد!
إننا أمام طالب بكلية التجارة، ويعيا أمام بعضِ نصوصه بعضُ أصحاب التخصص!
تبارك الله، تبارك الله!
لأنت وابن وهب، ومن في حكمكما، ممن يبهج القلبُ لرؤية إبداعهم، إذ الظن بأمتنا أنها أمة عظيمة ولود، لا تزال تهب وتهب، و إذا مات منا سيّدٌ قام سيِّدُ!
يا شيخنا رؤبة
لله درّ هذا الحضور الجليل، قد جعلتني والله أنظر بازدراء إلى ما معي، على قلته، وأنا أزعم أني من أهل التخصص.
أسأل الله أن يبارك في علمك، ويرفع قدرك، ويجعل إبداعك حجة لك لا عليك.
استهلال خارج النصّ اضطرّتني إليه المفاجأة:)، وإلى النصّ:
- عالم الـ (القهويات) مما يبدع فيه أهل الشعر العامي، ولطالما تُردَّد أبياتهم، بل قل قصائدهم، في مجالس السمر الشتوية، التي تعقد في مثل هذه الليالي.
ورغم كرهي للشعر العامي، إلا أن ذاكرتي تحتفظ بالكثير من هذه الأبيات التي التقطتها بفعل كثرة السماع منذ الطفولة وإلى اليوم!
أما في الفصحى فأحسب أن هذه أول قصيدة أقع عليها، وهذا سبق لأبي الهذيل عندي!:)
- الشيء الذي لم أرتضه أن تكون مقطوعة مستلّة، لا قصيدة كاملة.
أؤمن بأن النص مخلوق متكامل، يبدأ من الحرف الأول، ولا يمكن استيعابه إلا عند الحرف الأخير منه. (وجهة نظر أستاذي).
- بدأت المتعة الحقيقية عندي من البيت الخامس، حيث حميمية الصحب، ودفء الأخوّة، وأنفاس الصداقة.
- ثم تبلغ الذروة َ عند قول الشاعر:
يا حبذا لو سقتنيها محلّلةً ... من لا تفارق أفكاري وأشعاري
تأوي إلى مضجعٍ من أمنها رغَدٌ ... ومضجعي حسَكٌ من شوكِ أوضاري
حسب فؤادي وقد حالت مقادرنا ... سقياك من ماء أجفانٍ وأمطارِ
على أني لم أعرف المشكل عندي في (حسب فؤادي).
لأني لو قلت إنها مضبوطة هكذا (حَسْبُ) لاختل إيقاعها في أذني.
وإن قلت إنها (حسبٌ) -بالتنوين- لاضطرب معناها.
فأين موضع الإشكال؟ لا أدري.
- ثم إني أشعر أن القافية الرائية المكسورة لم تكن متسقة مع الغرض من هذه المقطوعة، وهو (وصف القهوة).
وإن كنتُ أحدّث نفسي بأنه ربما كشفت بقية الأبيات عن غرض أصلي كليّ غير وصف القهوة، وحينها سنحاكم القافية لذلك الغرض لا لهذا.
ومن هنا تأتي أهمية عرض النص كاملا.
- إيقاع النص كان عالي الجودة، وكأنه جوّ سمر حقيقي، تسمع فيه طرق السحق، وتشم رائحة القهوة، ويداعب سمعك إنشاد هذا وذاك.
إيه يا أستاذ رؤبة!
متعة ٌ لولا أن .....
- لو سألتني انتقاء عيون المقطوعة، لاخترتُ:
# يا حبذا لو سقتنيها محلّلةً ... من لا تفارق أفكاري وأشعاري
تأوي إلى مضجعٍ من أمنها رغَدٌ ... ومضجعي حسَكٌ من شوكِ أوضاري
وقبلها وصف الفتيان.
أستاذ رؤبة:
انتهى مقامي هنا، وسأتحوّل بإذن الله إلى نصٍ آخر من نصوصك، متطلّعة إلى الجديد والمزيد، عاتبة على ما أفقدتنا إياه من الإبداع وقد كان من عيون الشعر!
سلمك الله.
¥