- م .. م ... من هن .. ن .. نااك؟!!
تسائل (رانمارو) و هو يرتعش من الخوف عندما ظهر ظل رجل خارج النافذة , و فجأة و في لمح البصر , أصبح الرجل داخل الغرفة , و صاحب دخوله صوت رعد و ضوء برق غمر الغرفة لوهلة , فجأة سكن كل شيء.
- رانمارو.
فجأة تكلم الرجل الذي كان يلبس معطفًا أسود يغطي كل جسده.
-لقد عشت طويلاً بما فيه الكفاية و حان الآن وقت دفعك ثمن خطأك.
تكلم الرجل بصوت غليظ , ألقى الرعب في قلب (رانمارو) الذي تراجع إلى آخر الفراش, و هو يرتعش يكاد أن يغمى عليه
- أ .. أأأحلم؟! أهذا رجل يريد أن يقتلني؟!
اتسعت عينا (رانمارو) من الفزع و قال في خوف:
- كلااااااااا , لم أفعل شيئًا!!
صرخ (رانمارو) فجأة , و قفز من فوق الفراش نحو الأرض , في نفس اللحظة التي ومض شيء من يد الشخص و أصاب الفراش , فصدر صوت إنفجار مكتوم , و اشتعل الفراش فجأة , و تحول إلى رماد في اللحظة التالية ,
- ((هـ .. هـ ... هذا حلم , لا بل هذا كابوس , نعم كابوس!))
هكذا فكر (رانمارو).
- أتريد شراء البيت؟ إنه ملكا لجدي و لكن إن أردتني أن أقنعه فأستطيع إقناعه بأي شيء , إن كنت لصـ ...
و لم يكمل كلامه حيث رفع الشخص يده , ابتعدت السحابة التي كانت تخفي القمر خلفها , فسقط شعاع القمر البدر على الدنيا بأسرها مضيئا الكون بضوء خفيف , رأى (رانمارو) على أثره ما كان يمسكه الشخص , و هنا قفز (رانمارو) مرة أخرى إلى الجانب متفاديا الضوء الذي خرج من الشخص , و الذي أصاب الباب فأحرقه في صوت مكتوم و تحول إلى رماد في ثانية واحدة.
((- لا أمل لي أمام هذا الشخص , إنه يريد فعلا قتلي , ماذا أفعل؟! أين ملجأي الآ ... ؟!!))
فجأة توقف (رانمارو) عن التفكير , ليس من خوفه هذه المرة , لا , بل من فكرة مجنونة طرأت علي عقله.
- نعم هذا هو السبيل الوحيد.
فجأة قام يجري (رانمارو) متجهًا نحو النافذة.
- أتريد أن تموت منتحرًا , هاهاهاها , كلا لن أعطيك هذه السعادة , لابد و أن تموت بيدي
تابع الشخص و هو يضحك إطلاق آشعته تجاه (رانمارو) الذي كان لا يبالي حتى بالنظر إليها , كانت كل حياته كلها متوقفة على هذا.
- ((اصبر , اجرِ , لا تخف , اقفز من النافذة.))
هكذا كانت نفسه تحثه و تدفعه , و في لحظة أصبح كل شيء أمام (رانمارو) بطيئًا.
((- مال للوقت و كأنه توقف؟ إنني أجري و النافذة تبدو بعيدة كما هي , مال لعيني و كأن الضباب يلفها , مال لدقات قلبي أشعر بها , أهنا سوف أموت؟ أفي هذا المكان البالي تنتهي حياتي؟))
- كلااااااااااااا!!!
صرخ (رانمارو) عاليًا , مرت حزمة من الآشعة فوق رأسه فأحرقت شعيرات قليلة جعلت لونها رمادي خفيف.
- هياااااااا!!
صرخ مرة أخرى و هو يجري , فجأة فعل أجن شيء يمكن أن يفعله إنسان عاقل , قفز من النافذة بقفزة طويلة قطع فيها مسافة الخمسة أمتار كاملة بعد صيحته الأخيرة.
*************************
- أراكن غدا .. !
خرجت (ساكورا) بعد إنتهاء تدريبها و توديعها لأصدقاءها إلى الطريق حيث مشت و هي متعبة قليلاً من التدريب.
- ياليتني أستطيع التدريب كل يوم , يوم الأربعاء لا يكفيني وحده , أريد يومًا إضافيًا على الأقل.
- ((لا تنسِ ساكورا أن لكي واجبات و مدرسة , و في النهاية هذه تدعى لعبة في وقت الفراغ , و لا يعقل أن يكون وقتك كله فراغ.))
- أوه!!!
تنهدت (ساكورا) في حزن و هي تتذكر كلمات والدتها إليها , كانت تمشي بدون أن تنظر حتى إلى الطريق , فهي تعرف الطريق جيدًا , و لا حاجه لها أن تراقب طريقها , مشت قدماها حتى وصلت إلى شارع رئيسي انعطفت به يسارًا , و ...
- ما هذا؟!!
تسمرت في مكانها , سقطت منها جعبتها و بيدها اليسرى تمسك قوسها و هي ترتعش , فأمامها مباشرة , في منزل يبعد عن مكانها الحالي بمنزلين , و على إرتفاع يقارب الطابقين من الأرض , كان هناك أغرب موقف يمكن أن يشاهده شخص حي , شخص خرج من النافذة التي بالطابق العلوي قافزًا نحو الأرض و هو يصيح:
- هيااااااااا!!!
تبعته قفزة رجل أسود الثياب , ولكن قفز هذا الرجل إلى أعلى و كأنه لا يعرف لشيء يسمى جاذبية وجود.
- سألقي بك إلى حيث يوجد أبواك أيها السيء , أرسل إليهما سلامي و تحياتي.
شعر (رانمارو) بأنه هالك.
- كككاااتتووو - سسساااببباااا!!!!!!
صرخ الشخص موجها يده إلى (رانمارو) , و لمع ما يمسكه بيده.
¥