تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- ((إنها تقترب ... إنها النهاية ... مالي ضعيفًا بائسًا هكذا؟! ... أهذه قوتي؟!! ... أم أن هذا الرجل فعلاً غير بشري؟!! كل شيء سيتلاشى , أحلامي ... أمالي ... طموحاتي ... كلها إلى الهلاك ... وداعًا أيتها الحياة .. وداعًا أيها العالم البغيض , إلى اللقـ .... ))

- تشو!!

قتل هذا الصوت فراغ الصمت بين الشخصين , اتسعت عينا (رانمارو) على آخرهما.

- ما هذا ... ؟!!!

- من فعل هذا بي ... آآآآآآآآآآآآآه!!!

صرخ الشخص الغريب من الألم بعد إختراق سهم لصدره حيث موضع قلبه في اللحظة التي أوشك فيها أن يقتل (رانمارو) بالتعويذة المميتة , نظر (رانمارو) إلى الإتجاه الذي جاء منه سهم النجدة ...

- من هذه الفتاة؟!!

تساءل (رانمارو) و هو في الهواء عندما لمح فتاة تمسك قوسا و تقف على بعد منزلين منهما , لم تكن هذه الفتاة سوي شخص واحد ...

- آآآآآآآه!!!

صرخ (رانمارو) عند إدراكه في اللحظة التالية أنه في وسط الهواء على بعد طابقين من الأرض , و فجأة حدث شيء آخر , أضاءت قدمه من أسفل بضوء أخضر قرمزي , فاعتدل في وقفته.

- ((ما هذا؟!! إنني أشعر و كأنني على بساط من حرير يطير بي , إنني أنزلق إلى أسفل بيسر و كأنني .. و كأنني أطير.))

وصل (رانمارو) إلى الأرض بسهولة و يسر , وقف عليها و هو ينظر نحو قدمه , يرفعها حيث مكان الضوء الأخضر الذي اختفى.

- غريب ... ما هذا الضوء الذي خرج مني؟!! أيعقل أن .... ؟!!!

- انتظ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ييييييي!!!

صرخ (رانمارو) و هو يشير بيده اليمنى إلى المكان الذي كانت تقف فيه تلك الفتاة منذ لحظات , لكنها هرولت إلى شارع جانبي.

-لابد أن ألحق بها.

جري (رانمارو) إلى حيث دخلت الفتاة , فلم يجد سوى شارع خالٍ لا يوجد به أحد.

- انتظري .. على الأقل أريد أن أقول لك .... شكرا!!

************************

- آه!

استلقى (رانمارو) على ظهر سور المنزل و هو يفكر ..

- ((ما حدث كان حقيقي , لقد رأيته بأم عيني , ماذا سأقول لجدي غدًا؟ أأقول له أن شخصًا هجم علي و أحرق البيت؟! كلا لن يصدقني , أأقول له أنني الذي أحرقت البيت؟!! كلا لن يصدق ذلك إضافة إلى ما الذي سأجنيه من فعل ذلك؟!!))

فكر (رانمارو) و هو مستلقي ينظر إلى السماء الملبدة بالغيوم.

- يبدو أنه لا مفر من هذا.!

قام (رانمارو) , صعد الدرج , أخذ حقيبة ظهر و وضع بها ما تطوله يداه من أشياءه , استغرقت عملية جمع الأشياء قرابة نصف ساعة , حيث أن (رانمارو) لم يكن يملك الكثير فعلاً , و بعد أن حزم الحقيبة , و لبس المعطف الأسود الجميل الذي يحبه , ذهب إلى مكتب بالردهة , و أخرج مفتاحًا مبلولاً من عرقه كان يلبسه حول رقبته.

- الآن ستأتين معي.

قالها و هو يفتح قفل درج موجود بالمكتب ,و مد يده و أخذ شيئًا معه ثم أغلق الدرج كما كان , ووضع هذا الشيء في جيب بالبنطال , حيث كان به جيوب كثيرة إضافة لأنه مغطى بالمعطف.

- هااااا, أخيرًا حان موعد الرحيل عنك أيها البيت.

قالها (رانمارو) بأسى و هو يقفل البيت من الخارج , فلمح شيئًا يومض على أرضية الحديقة.

- ما هذا ... ؟!!

قالها و هو ينحني ليلتقط سهمًا خشبيًا , التقطه (رانمارو) و رفعه نحو السماء ناظرا إليه , قال:

- إنك مثل أي سهم , و لكنك فعلت شيئًا لم يفعله سهم من قبل .... إنك من أنقذت حياتي , و رابطتي الوحيدة لأعرف من أنقذ حياتي.

وضع (رانمارو) الحقيبة أرضًا , وضع السهم بداخلها , ثم حمل الحقيبة و أخذ يمشي و هو يلبس المعطف الأسود حاملا الحقيبة على كتفه الأيمن , يمسك باليد اليسرى عصاة اعتاد على أن تكون معه , كان يمشي متثاقلا ببطء حيث أن جسمه لازال يعاني من آثار الصدمة , ابتعدت سحابة أخرى كانت تمنع القمر , فسقط ضوءه على الكون كله , و على الشارع رقم 8 في الحي الشرقي من مدينة أوساكا أحد مدن اليابان , حيث ظهر ظل طويل أخذ نصف طول الشارع تقريبًا لشخص يمشي بعيدًا , و أخذ الظل ينحصر بالتدريج , ينحصر , ينحصر , حتى اختفى تمامًا , و انتهى معه فصل من فصول قصة الموت.

يتبع ................

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير