تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[محمد الأكسر]ــــــــ[20 - 04 - 2007, 10:24 م]ـ

الأستاذ الكريم: محمد الأكسر

أرجو منك المعذرة، فلم أنتبه لردك إلا الآن. فاعذر أخاك بارك الله فيك ولا تظن به الظنون.

أما بالنسبة إلى رأيك فيما قرأتَ من كلام فهذا عائد إليك؛ شريطة أن تبين لمن يقرأ أسباب إعجابك، ولماذا عددت ما قرأت من الروائع. فللقارئ عليك حق. أليس كذلك؟

أما اعتراض أخيك على العنوان؛ فلم يكن لأجل العنوان فحسب، بل لأنه رأى فيما قرأه من المزالق اللغوية والبلاغية، وغيرها. ما لا يمكن السكوت عنه. فلزم مع ذلك الإشارة، ولو كانت مقتضبة.

ولا يظنن بي أخي (تأبط شعرا) ظن السوء؛ فنحن هنا لنقد النصوص لا الشخوص، ولسوف أقول كلمة الحق ولو على نفسي.

والحمد لله رب العالمين

أهلا أخي أحمد

أولا: القصيدة من الروائع وأنا أعني ذلك

فالشعر ليس المباشرة بالمعنى

بل بالصور وتأبط شعرا فاجأنا بحشد من التكثيف الجميل للصور

آه لو تعلمُ أني

قد تأبّطت دمي

وبقايا قلمي

كلما فاضَ اشتعالي

أعشبتْ في مدنِ العُقمِ جهاتي

هكذا يستوطنُ السكرُ ,

مداراتِ القصيدة

ملقياً أسرارَهُ فيها

مطلقاً أوجاعَها الأولى

وغيرها من الصور المكثفة التي تشد القاريء في متابعتها ولا تصدمه بالمعنى المباشر الرتيب

بل تستخدم تقنيات الى جانب التصوير الرائع منها

الديالوج الحواري

وهو من تقنيات النص الحديث

كذلك المونولوج حينما يتحدث مع نفسه

لم يُعدْ بيني وبيني

غيرُ شوقٍ لا يشيخْ

شاطيء لمّا يزلْ يبحث عن

ذاكرةِ الماء

ويستخدم القناع كتقنية حديثة يعبر بها عما بداخلة ويبتعد عن المباشرة

فاتخذت الحرفَ وجهاً للطفولة

إنني وجهت وجهي

للتي شجّت شجوني

واقتفيتُ النجمَ في عزّ الظهيرة

باردٌ طقسُ المساءْ

لا قطار

يحملُ الحزنَ ويمضي

لا فلاة

ترتدي بعضَ الوجع ...

أرجو أخي أن أكون قد أبنت وعززت حكمي بشيء من الإضاءات البسيطة

فحكمي ليس انطباعيا فقط

تحياتي لك وللمبدع والاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[21 - 04 - 2007, 01:18 م]ـ

:::

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم / محمد الأكسر

حياك الله

وصدقت، الاختلاف لا يفسد للود قضية

لكن هناك أموراً يجب بيانها:

أولا: ما ذكرته أخي الكريم من تقانات نقدية (حديثة)، كتكثيف الصورة، والحوار، والسرد، ونحوها ليست حكراً على شعر التفعيلة؛ بل إن مكانها الحقيقي إنما يزيد بهاء ورونقا ويشتدّ تماسكاً وقوة مع الوزن (الإيقاع) الخليلي.

وبالمناسبة فعندكم يا أهل اليمن شاعر يمني مشهور (توفي منذ فترة)، وهو (البردّوني)، أوغل كثيراً في التجديد (لا سيما في دواوينه الأخيرة) وضرب في متاهات (السريالية) وأخواتها. ومع ذلك فإنه لم يفارق الإيقاع الخليلي. فهل سألت نفسك أخي الكريم: لماذا؟

(أرجو أن تبحث عن إجابة هذا السؤال، وتتأمّل فيها جيدا)

ثانيا: سمى نقادنا القدماء أحد أوزان الشعر المعروفة بـ (حمار الشعر)

وما إخالهم إلا قد ظلموه؛ فلقد كان سميناً، متعافياً، نشيطاً، تام الأعضاء مستويها.

فكيف لو رأوا هذا الحمار الجديد (حمار التفعيلة)، حماراً هزيلاً، باديَ العروق، أجربَ، أعورَ، أبترَ، أجذ، أجبَّ ... (ابتسامة عريضة)

ثالثاً: قد يقول قائل: لقد وصل الناس إلى القمر، وأنتم ما زلتم تتناقشون نقاشاً عقيما حول أمور فيها سعة.

ولأمثال هؤلاء أقول: المسألة مسألة مبدأ، والمبادئ لا تتجزأ!

ومن تنازل مرة تنازل مرات (مسلسل التنازلات الذي لا ينتهي)

رابعاً: هذا رأي أخيكم الفقير إلى رحمة ربه، ولكل رأيه، ولست أصادر الآراء. ومع علمي بمخالفة الكثير لهذا الرأي وغيره، إلا أنّي أعلم أنّ هناك من هم أشدّ حمية مني وأشد مناكفة ومنافحة.

والله ولي التوفيق

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير