تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قلت إن الشعراء الجاهليين يُعذرون لأنهم يتكلمون بلغتهم - التي يفترض أنها لغتنا- لكن بُعْد الزمان، وتعاقب العصور، كان له دور في شعورنا بصعوبة بعض المفردات، ولا إخالكِ تجهلين الفروق الكبيرة في مسميات بعض الأشياء في وقتنا الحاضر ما بين المغرب والعراق مثلا. ثم إنه لا ضير من تعلم بعض الكلمات الجديدة التي تزيد من ثروتنا اللفظية، وتعلِّمُنا شيئا جديدا، أليس هذا هو العلم؟ وهل فُسر القرآن والحديث إلإ بأمثال هذه الأشعار؟

وليست القضية قضية صعوبة كلمات، فلدينا من أشعار القوم ما يسهل على طالب الابتدائي فهمه، كقول لبيد:

إن تقوى ربنا خير نفل = وبإذن الله ريثي وعجلْ

أحمدُ اللهَ فلا ندَّ له = بيديه الخير ما شاء فعلْ

من هداه سبل الخير اهتدى = ناعم البال ومن شاء أضلْ

أو قول الآخر:

أَبُنَيَّ، إِنَّ أَباكَ كارِبُ يَومِهِ = فإِذا دُعِيتَ إِلى المَكارِمِ فاعْجَلِ

أُوصِيكَ إِيْصاءَ امْرِئٍ، لك، ناصِحٍ = طَبِنٍ برَيْبِ الدَّهْرِ غَيرِ مُغَفَّلِ

اللّهَ فاتَّقْهِ، وأَوْفِ بِنَذْرِهِ = وإِذا حَلَفْتَ مُبارِياً فَتَحَلَّلِ

والضَّيْفَ أَكْرِمْهُ، فإِنَّ مَبِيتَه = حَقٌّ ولا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ

واعْلَمْ بأَنَّ الضَّيفَ مُخْبِرُ أَهْلِه = بمَبِيتِ لَيْلَتِه، وإِنْ يُسْأَلِ

وَصِلِ المُواصِلَ ما صَفَا لك وُدُّه = واقطع حِبالَ الخَائِن المُتَبَذِّلِ

واحْذَرْ مَحَلَّ السوءِ، لا تَحْلُلْ به = وإِذا نَبَا بَكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ

واسْتَأْنِ حِلْمَكَ في أُمورِكَ كُلِّها = وإِذا عَزَمْتَ على الهوى فَتَوَكَّلِ

واسْتَغْنِ، ما أَغْناكَ رَبُّك، بالغِنَى = وإِذا تُصِبْكَ خَصاصَةٌ فتَجَمَّلِ

وإِذا افْتَقَرْتَ، فلا تكن مُتَخَشِّعاً = تَرْجُو الفَواضلَ عند غيرِ المِفْضَلِ

وإِذا تَشاجَرَ في فُؤَادِك، مَرَّةً = أَمْرانِ، فاعْمِدْ للأَعَفِّ الأَجْمَلِ

وإِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ سُوءٍ فاتَّئِدْ = وإِذا هَمَمْتَ بأَمْرِ خَيْرٍ فاعْجَلِ

وإِذا رَأَيْتَ الباهِشِينَ إِلى النَّدَى = غُبْراً أَكُفُّهُمُ بقاعٍ مُمْحِلِ

فأَعِنْهُمُ واسمح بما سمحوا به = وإِذا هُمُ نَزَلُوا بضَنْكٍ، فانْزِلِ

ولكن القضية في أن هذا الكلام هو أزكى كلام، وأنفس بيان، وحرام أن نتركه دون أن نعِيَه، ودون أن نسمح له أن يحببنا في نفسه، وهو قادر على أن يحببنا في نفسه إذا أعطيناه الفرصة.

وفوائده التي نستقيها منه كثيرة، لا تكاد تحصى، ففيه الثروة اللفظية، والمعاني الدقيقة، والأساليبُ التي تُحتذى، وشدة الأسر، ومتانة السبك، وجزالة الألفاظ، والنفوذ إلى أعماق النفس لإحداث أقصى درجات التأثير. أوْلئك ملوك البيان، ويكفي أن الله صنعهم على عينه، ليتربعوا على عرش الفصاحة، ليكونوا على مستوى التحدي، ولتكون المعجزة القرآنية من جنس ما برعوا فيه، وتفننوا فيه، وتفاخروا على غيرهم به، وهوالاقتدار على تصريف القول، ونسج بُرَدِ الكلام. حتى إن الطفل أو المرأة العجوز قد تقول كلمة في صحراء نجد، أو في أطراف الحجاز فتكون حجة، تفسر بها آية، أو تُؤيد بها قاعدة. نعم لقد كانوا سادة الدنيا في البيان، لا تقل لي فُرسا ولا رومان، ولهذا جعل الله هذه العربية مدعاة للثناء على كتابه الكريم فقال: (بلسان عربي مبين)، ونعلم أن معجزة كل نبي كانت من جنس ما برع فيه قومه، فإذا برع قوم موسى عليه السلام في السحر، جاءت الحية تسعى، وإذا برع قوم عيسى عليه السلام في الطب، أبرأ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله.

وقلت سابقا إني لستُ ضد أن ننوع في المطاعم والمشارب، ولكني ضد أن نحرم أعذب الموارد، وأصفى الينابيع، شعر العصور الأولى، الرائق البديع.

ـ[أنوار]ــــــــ[16 - 10 - 2008, 10:49 ص]ـ

أستاذ سمير .. لم لا يكون لكم زاوية خاصة بالشعر الجاهلي .. حفظاً وشرحاً ..

ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[16 - 10 - 2008, 10:58 ص]ـ

أرى أن الموضوع انحرف عن مراد صاحبه

لم لا تكون المناقشات الفرعية في موضوع مستقل

و هنا لطرح القصائد فقط

معذرة لتطفلي

ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[16 - 10 - 2008, 10:59 ص]ـ

السلام عليكم وصباح الخير

لاتقل ياسميرجاء خصمي:)

إني أكتب لك بعض الأبيات للرد على إنحيازك للشعرالجاهلي عامة ولم أكن ضده أبداً بتيت البيتة ولكني ضد الغريب منه وعلى العكس الشعرالجاهلي ملك الشعر بلاخلاف

وأنت جئتنا ببعض الدرر والأبيات المتفردة وهذا أصل الموضوع وهوالأتيان بالمتفردة من كل قصيدة وإختيارأجمل عشرة إن طالت أما حفظ القصيدة عن بكرة أبيها فهذا فيه قسوة على المتابع ومن يرغب في دخول المعترك

وعلى كلٍ سأتيك بالأبيات بعد أن نهذبها ونرتبها

ولي أسبوع ماأكلت فول بإنتظارك:)

دمت والجميع في طاعة الله

ـ[سمير العلم]ــــــــ[16 - 10 - 2008, 11:12 ص]ـ

أرى أن الموضوع انحرف عن مراد صاحبه

لم لا تكون المناقشات الفرعية في موضوع مستقل

و هنا لطرح القصائد فقط

معذرة لتطفلي

هل تراها حقا فرعية؟

أبا دجانة، أنت أولى الناس بما نقول.:)

النحو من هناك أَقْبَل، والأدب من هناك جرى سلسلا من سلسل.

اُنظر إلى الأعلى:

خوفا منك جعلناها (المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبي دجانة) ولم نترك للحاسوب أن يتلاعب بك:)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير