تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(فمتى كنت يا فتى صاحب اللغة وواضعها ومنزل أصولها ومخرج فروعها وضابط قواعدها ومطلق شواذها؟ ومن سلم لك بهذا حتى يسلم لك حق التصرف ''كما يتصرف المالك في ملكه''، وحتى يكون لك من هذا حق الإيجاد، ومن الإيجاد ما تسميه أنت مذهبك ولغتك؟ .. )

لكأن هذا الألمعي يخاطب أقواما في عصرنا هذا، يتخذون اللغة مرتعا مستباحا لأفكارهم التي يسمونها تجديدا. وهل يكون تجديد بغير ضوابط، تكون له كالصوى التي يهتدى بها في الطريق؟ وهل التجديد بغيرها إلا كالجواد الجموح الذي ليست له أرسان تكبحه وتخفف من غلوائه؟

وفي مثلهم أقولُ:

صارت الفصحى مرتعا مستباحا = كل غر يرعى به مُرتاحا

قد تولى الإفساد في لغة القر = آنِ من حيث يدعي الإصلاحا

يفسد اللفظ والمعاني! أليستْ = للكلام الأبدانَ والأرواحا؟

وللمؤلف كلمات نافعة عن العلاقة بين الدين والعلم (ص 272)، ومقالة متكاملة عن الحضارة الغربية (ص274 – 279)، وحقيقة ما يوجد تحت تطريتها من البهرج الذي لا ينفق إلا على مفتون.

...

هذه قراءتي المختصرة لهذه المعركة الخالدة التي دبجها يراع ساحر، لكاتب عبقري.

وهي قراءة لا تزيد على أن تتغنى بالمحاسن، وتصدح بوصف المفاتن، لعل ذلك يكون حاديا لبعض من يطالعها، أن يرجع إلى الأصل فيتنسم من طيب عبقه، ويرجع بعد ذلك إلى كتب هذا الأديب اللوذعي فيمخر في عبابها الزاخر، حيث العلم الرصين، والأدب الملتزم.

*************************

الهوامش:

1 - كذا يزعم أمثال طه حسين! والحقيقة بخلاف ذلك كله. فللغرب ثوابته التي لا يقبل فيها أدنى جدال، ويمنع أن يعرض لها بأدنى شك. غاية الأمر أن ثوابته انتقلت من مجال الدين والكنيسة، إلى مواضع أخرى في السياسة والحضارة.

2 - والرافعي – رحمه الله – أنكر على أبي رية في بعض رسائله تركه للصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم.

3 - هو في ثلاثة أجزاء، أحدها في إعجاز القرآن والسنة النبوية.

4 - وقرينه في ذلك الشيخ أبو فهر محمود شاكر عليه رحمة الله.

5 - في بعض الأمثال التي يضربها، جعل الرافعي (طاحين) اسم نملة لها خبر يرويه في مقال بعنوان (فيلسوفة النمل)، وقال في الحاشية (ص 253): (كلمة من لغة النمل يقال إنها منحوتة من طه حسين .. )!!

6 - كما تراه في أول المقالة التمهيدية (ص 7)، أو ضمن مقالة (قد تبين الرشد من الغي) (ص 171).

ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[14 - 10 - 2008, 06:13 م]ـ

وتعجبني غضبة الرافعي – رحمه الله – على من يقول في عصره: (لك مذهبك ولي مذهبي، ولك لغتك ولي لغتي)، فيقول لهم (ص13 - 14):

(فمتى كنت يا فتى صاحب اللغة وواضعها ومنزل أصولها ومخرج فروعها وضابط قواعدها ومطلق شواذها؟ ومن سلم لك بهذا حتى يسلم لك حق التصرف ''كما يتصرف المالك في ملكه''، وحتى يكون لك من هذا حق الإيجاد، ومن الإيجاد ما تسميه أنت مذهبك ولغتك؟ .. )

لكأن هذا الألمعي يخاطب أقواما في عصرنا هذا، يتخذون اللغة مرتعا مستباحا لأفكارهم التي يسمونها تجديدا. وهل يكون تجديد بغير ضوابط، تكون له كالصوى التي يهتدى بها في الطريق؟ وهل التجديد بغيرها إلا كالجواد الجموح الذي ليست له أرسان تكبحه وتخفف من غلوائه؟

وفي مثلهم أقولُ:

صارت الفصحى مرتعا مستباحا = كل غر يرعى به مُرتاحا

قد تولى الإفساد في لغة القر = آنِ من حيث يدعي الإصلاحا

يفسد اللفظ والمعاني! أليستْ = للكلام الأبدانَ والأرواحا؟

وللمؤلف كلمات نافعة عن العلاقة بين الدين والعلم (ص 272)، ومقالة متكاملة عن الحضارة الغربية (ص274 – 279)، وحقيقة ما يوجد تحت تطريتها من البهرج الذي لا ينفق إلا على مفتون.

مرحباً بك أستاذنا الفاضل أبامحمد وبهذا العرض الماتع للأديب البارع

إسمح لي بهذا الإقتباس لأن هناك من يهدم بحجة البناء ويرجح العقل والرأي الفردي على الإجماع وحبذا مساهمة الأساتذه في هذا الطرح لأنه قضية لايدرك خطورتها غيرغيورعلى لغة القرآن

ولستُ من أهل التخصص إلا إني أرى مايراه المقيم على المسافر من أثرالسفر

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير