تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[27 - 11 - 2008, 07:31 م]ـ

وأولهم ابن عباد الذي كان يستقوي بالفرنجة على أبناء جلدته

ونهايته خير عقاب يتلقاه وما عند الله أشد ...

لا يا أخي لم يكن ابن عباد ممن يستنجدون بالنصارى لإقامة ملكه

ولا زال التاريخ يذكر قولته (رعي الإبل ولا رعي الخنازير)

روت كتب التاريخ من قصص المسلمين في الأندلس أنه على رأس أربعمائة سنة من فتح الأندلس وعمارتها الزاهرة بحضارة الإسلام اجتمع النصارى على المسلمين ووحدوا قواهم وأجلوهم عن كثير من بلاد الأندلس، وحاصروا أبرز حواضرها إمارة قرطبة، وتجهزوا للمعركة الفاصلة التي ستقرر إما الإسلام في الأندلس وإما يعلو الصليب.

وكان أمير قرطبة ابن عباد فارس وشاعر وأديب مشهور ومن عقلاء من ملك الأندلس. . فجمع أهل الشورى عنده يستشيرهم بالاستنصار بدولة المرابطين في المغرب وشمال أفريقيا، وكان أمير المؤمنين فيها الملك الصالح المجاهد يوسف بن تاشفين، فأشار على ابن عباد غالب حاشيته بأن لا يدعوهم، لأنهم أي المرابطين سيأتون من بلاد فقيرة صحراوية فإذا شاهدوا الأندلس وما فيها من النعيم، دفعوا النصارى ثم استلبوا ملك بني عباد وسيطروا على الأندلس وضموها لمملكتهم، وأنه أولى له يصالح النصارى ويرضيهم من أن يعرض ملكه للزوال على يد المرابطين وإن كانوا مسلمين. . فسمع من الحاضرين ثم قال لهم أتفكر الليلة وأرى أمري. . ثم جمعهم في اليوم التالي فقالوا له ما رأيت أيها الأمير، قال تفكرت في أمرنا ورأيت أنه " رعي الإبل ولا رعي الخنازير " وذهبت من بعده هذه الكلمة مثلاً، قال رعي الإبل ولا رعي الخنازير، أي لئن يأخذني المرابطون عبداً إن سلبوا ملكي فأقصى ما يصيبني أن أرعى الإبل عبداً عند المسلمين، ولا يأخذني النصارى إن سلبوا ملكي فأكون عبداً عندهم أرعى الخنازير لأهل الصليب. . فالعقل والدين فعلا أن يكون رعي الإبل أولى من رعي الخنازير.

وتقول الرواية التاريخية: أن ابن عباد استنصر بابن تاشفين وكان ملكاً مجاهداً قد جاوز التسعين من العمر وكان يأمر جنده أن يربطوه على الخيل حتى لا يسقط لهرمه، واجتمع جند المغرب من المرابطين وجند الأندلس وكانت معركة الزلاقة المشورة. . ونصر الله أهل الإسلام وفرق جيوش الصليب ومد في عمر الإسلام في الأندلس أربعمائة سنة أخرى. . وانسحب ابن تاشفين من ساحة المعركة مقسماً على جنده ألا يأخذوا معهم من الغنائم شيئاً. . وهذه كانت عاقبة من فكر بهدي من دينه وعقله فقال رعي الإبل ولا رعي الخنازير.

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[27 - 11 - 2008, 07:46 م]ـ

أخي العزيز كثير من أمراء الطوائف استعانوا بالفرنجة

وإن كنت لست متأكدا إذا كان ابن عباد ضمنهم

ولكنني أظن أن الدكتور شوقي ضيف قال ذلك.

سأتأكد على كل حال.

ـ[عصام البشير]ــــــــ[27 - 11 - 2008, 09:52 م]ـ

الحمد لله

المعتمد بن عباد حفظ له التاريخ أمرين متناقضين.

أولهما أنه فضل الاستعانة بأمير المسلمين، وقال قولته المشهورة التي نقلها الأخ أبو سهيل. وخاض معركة الزلاقة بجيش الأندلس تحت راية ابن تاشفين، فأبلى بلاء حسنا.

والثاني أنه - بعد ذلك - استعان بالفرنجة ومالأهم.

وسبحان مقلب القلوب.

ويوسف بن تاشفين ما اعتقل المعتمدَ إلا بعد أن أفتى فقهاء زمنه من أعلام المالكية بردته، وتوقف قاضيه وبعض الفقهاء في القول بالردة (والفتوى مشهورة متداولة، نقلها البُرزلي في نوازله، والكتاني في (الدواهي المدهية في الفرق المحمية)). ولشدة ورع ابن تاشفين لم يأخذ بفتوى الردة ولم يحكم بقتل المعتمد، وإنما نفاه إلى أغمات.

وينبغي أن يعلم أن المعتمد لم يكن ملكا عادلا، بل كان من أهل الترف في المأكل والملبس على عادة أغلب أهل الأندلس.

أما يوسف بن تاشفين فحاشاه أن يقارن بفرعون، بل هو من أفذاذ ملوك الإسلام، في مسلاخ أمثال نور الدين الشهيد، وصلاح الدين الأيوبي، وأضرابهما.

كان إماما في التقوى والورع والزهد والجهاد والغيرة على الإسلام، والالتزام بعقيدة أهل السنة والجماعة، والصدور عن أقوال العلماء في الصغير والكبير. وقد فتح الله على يديه بلادا كثيرة، على رأسها بلاد برغواطة، التي كان أهلها مرتدين عن الإسلام. وامتدت مملكته من نهر النيجر إلى شمال الأندلس، ومن المحيط الأطلسي إلى صحراء ليبيا.

وترجمتُه تُشعر بالهيبة، وتبعث على استحضار معاني العزة والسمو.

لكأن الرجل من السلف الصالح رضوان الله عليهم.

لكن المشكلة أن المعتمد كان أديبا فصيحا شاعرا، يدلي بحجته، ويملأ الدنيا ضجيجا بشعره، أما ابن تاشفين فقد كان بربريا أعجميا، يحتاج إلى من يترجم له في مجلسه - فيما نُقل.

والله أعلم.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[27 - 11 - 2008, 10:01 م]ـ

بارك الله فيكم أستاذنا عصام البشير

ويوسف بن تاشفين ما اعتقل المعتمدَ إلا بعد أن أفتى فقهاء زمنه من أعلام المالكية بردته، وتوقف اثنان منهم في القول بالردة (والفتوى مشهورة متداولة). ولشدة ورع ابن تاشفين لم يأخذ بفتوى الردة ولم يحكم بقتل المعتمد، وإنما نفاه إلى أغمات.

ليتكم تنقلون لنا نص هذه الفتوى أو ترشدوننا إلى مرجع نقلها

ولكم جزيل الشكر على هذه الفائدة العظيمة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير