ـ[فائق الغندور]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 09:55 م]ـ
كيف تعالج اللثغة عن الصبيحدث أبو علي المحسن بن علي التنوخي، في نشوار المحاضرة، قال: حدثني أبو الفتح أحمد
بن علي بن هارون بن المنجم، قال: حدثني أبي قال:
كنت وأنا صبي لا أقيم الراء في كلامي، وأجعلها غيناً، وكانت سني إذ ذاك أربع سنين،
أقل أو أكثر، فدخل أبو طالب الفضل بن سلمة، أو أبو بكر الدمشقي الشك من أبي الفتح
إلى؟ أبي، وأنا بحضرته، فتكلمت بشيء فيه راء، فلثغت فيها.
فقال له الرج: يا سيدس، لم تدع أبا الحسن يتكلم هكذا؟
فقال له: ما أصنع، وهو ألثغ؟
فقال له:- وأنا أسمع وأحصل ما جرى، وأضبطه- إن اللثغة لا تصح مع سلامة الجارحة،
وإنما هي عادة سوء تسبق إلى الصبي أول ما يتكلم، لجهله بتحقيق الألفاظ، وسماعه شيئاً
يحتذيه، فإن ترك على ما يستصحبه من ذلك، مرن عليه، فصار له طبعاً لا يمكنه التحول
عنه، وإن أخذ بتركه في أول نشوة، استقام لسانه، وزال عنه، وأنا أزيل هذا عن أبي الحسن
ولا أرضى فيه بترك له عليه. ثم قال لي أخرج لسانك، فاخرجته.
فتأمله، وقال: الجارحة صحيحة، قل يا بني: را، واجعل لسانك في سقف حلقك.
ففعلت ذلك، فلم يستولي.
فما زال يرفق بي مرة، ويخشن بي أخرى، وينقل لساني من موضع إلى موضع، من فمي،
ويأمرني أن أقول الراء فيه، فإذا لم يستولي، نقل لساني إلى موضع آخر، دفعات كثيرة، في
زمان طويل، حتى قلت راءً صحيحة في بعض تلك المواضع.
وطالبني، وأوصى معلمي بإلزامي ذلك، حتى مرن لساني عليه، وذهبت عنه اللثغة.