ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[17 - 12 - 2008, 10:50 ص]ـ
وفي ذلك يقول بعض أهل الأدب:
لًمّا عَلِمْتُ بأني لست أعجزهمِ=فَوْتاً ولا هرباً قدّمتُ أحتجب
فصرت بالبيت مسروراً به جذلاً=حاوي البراءة لا شكوى ولا شغب
فردا ًيحدثني حقًّا و ينطق لي=عن علم ماغاب عني منهُمُ الكتب
المؤنسون هُمُ اللائي عُنِيتُ بهم=فليس لي في جليس غيرهِم أرَبُ
للّه در جليسي لا جليسهم=ولا عشيرهم للسوء يرتقبُ
(حاوي البراءة: لعلها تصحيف: هاوي القراءة، أو أهوى القراءة .. )
مروج الذهب للمسعودي
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[25 - 12 - 2008, 06:46 م]ـ
أبو عيسى بن لَبّون
نَفَضْتُ كفّي من الدنيا، وقلت لها=إليكِ عني فما في الحقّ أغْتَبنُ
مِنْ كِسْرِ بيتيَ لي روضٌ، ومن كُتُبي=جليسُ صدقٍ على الأسرار مُؤْتَمَنُ
وما مُصابي سوى موتي ويدفنني=قومي وما لهُمُ علْمٌ بمن دَفَنُوا
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[26 - 12 - 2008, 11:43 م]ـ
قال ابن يسير:
فرداً تحدثني الموتى وتنطق لي=عن علمِ ما غابَ عني منهمُ الكتبُ
هم مؤنسون وآلاف عنيت بهم=فليس لي في جليسٍ غيرهم أربُ
لله من جلساء لا جليسهمُ=ولا عشيرهمُ للشر يرتقبُ
ـ[الباز]ــــــــ[27 - 12 - 2008, 12:13 ص]ـ
إنَّ الكتابَ هُوَ المُعَـ=ـلِّمُ وَالمسَلِّي و المصاحب
أَوراقُه في عين عـ=ــشَّاقِ الهدى بيضٌ كواعب
صدقي الزّهاوي
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[28 - 12 - 2008, 12:27 ص]ـ
أبو محمد الجابري:
نِعْمَ المُسامرُ والنديمُ الدفترُ=إن ضاق صدرُكَ أو عَلاكَ تَفَكُّرُ
يُلهي ويُؤنس، وهو خلٌّ، كلما=أُبدي بحضرته فغيبٌ مُضمَرُ
ولعتاب بن ورقا:
لو علم الجاهلون ما الأدبُ=لأيقنوا أنه هو الطربُ
لو يعلم العاشقون ما لذة الـ=علم -ولم يعرفوه- ما نصبوا
من كان يلهو وكان ذا أُنس=فالعلمُ لَهْوي، وأُُنْسٍيَ الكتبُ
إنْ عجبوا من مقالتي فهمُ=ما عجبوا من مقالتي العجَبُ
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 06:27 م]ـ
أحمد بن محمد العروضي:
إنَّ جَمْعَ الدفاترِ=عُدّةٌ للبَصائر
قد حَوَتْ كلَّ فاخرٍ=من صنوفِ الجواهرِ
وعلومٍ قَدَ اوضحَتْ=كلَّ ماضٍ وغابر
وعجيبٍ منَ الأُمو=رِ بعيدٍ وحاضرِ
يكتفي كلُّ عالِمٍ=بارعِ اللفظِ باهر
برياضٍ مقيمةٍ=في بطونِ الدفاتر
يتناجَونَ صامتيـ = نَ بما في الضمائر
وهُمُ إنْ خَبَرْتَهمْ=بين ناهٍ وزاجر
ومُشيرٍ بما يَرا=هُ، وداعٍ وآمر
فتمسّكْ بها تَفُزْ=بسَنِيِّ الذخائر
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 03:28 م]ـ
بارك الله فيك يا دكتور على هذه الإضافات الرائعة.
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 06:19 م]ـ
أبو عبد الله الصوري (من بحر الرمل):
قيمةُ الكتْبِ أجلُّ القَِيِم=عند من يعرف رَصْعَ الكلِمِ
جمَعَتْ من كل فن حسٍَن=وغريب من ضروب الحكم
بين منظومٍ بديعٍ نظمُهُ=حاكَُه كلُّ أديبٍ فَهِِم
ثم يتلو النظْمَ نثرٌ مُشْبِهٌ=زَهَرَ الروضِ عقَيْبَ الدّيَمِ
فإذا ما نطَقَتْ في مجلسٍ=تركَتْ أفصحَنا كالأعجمِ
فلنا منها جليسٌ ممتعٌ=ليس بالعَيّ ولا بالمُفحَمِ
ناظمٌ طوراً وطوراً ناثرٌ=حِكماً فيها لقاحُ الفَهَمِ
نحن منه في سرور لا كَمَنْ= هو من جُلاّسهِ في مأتمِ
يكتم السرَّ إذا بُحْنا بهِ=في سويداهُ ولم يُسْتَكْتَمِ
وإذا الندمانُ يوماً سئموا=مجلساً لم تُلفِهِ بالسَّئِمِ
فاحفظ الكتب ففي بذلِكَها=نَدَمٌ ما شئتَ كلّ النّدَمِ
وله "من المجتث"
نعمَ الأنيسُ كتابُ=إنْ خانك الأصحابُ
يحوي ضروبَ علومٍ=تزينُها الآدابُ
تنال منه فنوناً= تحظى بها وتُثابُ
لا مُظهرٌ لك سرّاً=ولا عليه حجابُ
ولا يصدّكَ عنه=إن جئته بوّاب
ولا يسوؤُكَ منه=تَغَضُّبٌ أو عتاب
ولا يعيبك إن كا=ن فيك شيءٌ يُعاب
خلافَ قوم تراهمْ=ليست لهم ألباب
لكنهم كذئابٍ=طلْسٍ عليهم ثياب
إذا تقرّبْتَ منهمْ= أرضاك منهم خطاب
وإن تباعَدْتَ عنهمْ=فكلهمْ مُغتاب
ما هؤلاء بناسٍ= بل هم لعمري كلاب
فالبعد منهم ثوابٌ=والقرب منهم عقابُ
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[06 - 01 - 2009, 08:54 م]ـ
ناصيف اليازجي:
أضل الناس في الدنيا سبيلا=محب بات منها في وثاق
وأفضل ما اشتغلت به كتاب=جليل نفعه حلو المذاق
وعشرة حاذق فطن لبيب=يفيدك من معانيه الدقاق
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[07 - 01 - 2009, 02:02 ص]ـ
وكتب بعض الأدباء إلى صديق له، وأهدى له دفتراً: "قد أهديت لك من فنون كلامي، وعيون مقالي دفتراً طريف المعاني، شريف المباني، صحيح الألفاظ، يلذ بأفواه الناطقين، ويلين على أفواه الصامتين.
وقال ابن المرزبان أخبرني علي بن الحسن الكاتب قال: أهدى بعض أهل الأدب الكتاب، في يوم نوروز، كتاباً فيه أخبار وآداب، فاستصغره، واستقله، فكتب إليه المُهدي.
هدية تصغر لكنها=في عين من يعرفها تكبرُ
بعثتها كالروض في حسنه=أنوارها مشرقة تزهر
كالعقد في النظم حوى جوهراً =ما مثله في حسنه جوهر
جونة عطارٍ إذا استُفتحت=يفوح منها المسك والعنبر
كالوشي في الحسن ولكنه=أحسن ما يُطوى وما يُنشر
لا تحقر الدفتر وانظر إلى=ما قد حوى من علمه الدفتر
من نادر الأخبار أومحكم الـ=أشعار أو مكرمة تُؤثَرُ
كالدر في الأصداف ما ضمت الـ=أوراق مما خطّتِ الأسطر
أنكرت منها يا أبا جعفر=ما مثله عندك لا يُنكَُر
¥