تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[بيان قوله ? ولقد آتيناك سبعا من المثاني ?]

ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[19 Jul 2008, 11:32 ص]ـ

[بيان قوله ? ولقد آتيناك سبعا من المثاني ?]

ولعل من بيان القرآن والله أعلم أن قوله ? ولقد آتيناك سبعا من المثاني ? الحجر 87 ليعني أن السبع من المثاني هي الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن، فالحديث المتفق عليه ومنه لفظ البخاري عن عمر مرفوعا " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه " اهـ حديث صحيح غير أن القراء لم يفهموه إذ حسبوا الأحرف السبعة تعني لغات العرب واختلاف الألفاظ، ولم يفقهوا أن النبي ? قد أرشد الأمة إلى السبع من المثاني التي تضمنها القرآن وهي غاية الأمر بالاستماع للقرآن والأمر بقراءته وتدبره، وسينتفع بحرف منها على الأقل من قرأ ما تيسر له من القرآن، فقوله ? فاقرأوا ما تيسر من القرآن ? المزمل 20 يعني أن من قرأ ما تيسر له من القرآن فقد قرأ حرفا من الأحرف السبعة أو أكثر، ويعني الحديث النبوي أن إدراك الأحرف السبعة وتبينها في كل موعود من موعودات القرآن في الدنيا هو الغاية التي من أجلها كلفت الأمة كلها بتدبر القرآن والتفكر فيه.

ولعل الأحرف السبعة والله أعلم هي:

1. الأسماء الحسنى

2. الغيب في القرآن

3. الوعد في الدنيا

4. النبوة

5. القول

6. الأمثال

7. الذكر

فإن لم تكن هذه هي الأحرف السبعة مجتمعة بذاتها فلقد اجتهدت ونحوت نحوها نحوا والعلم عند الله، وليجدن من تدبر القرآن أن كل موعود في القرآن ـ وهو كل حادثة ستقع في الدنيا قبل انقضائها ـ قد تضمنها كل حرف من هذه الأحرف السبعة، وتضمن كل حرف منها ما شاء الله من المثاني، وتضمنت كل واحدة من المثاني ذكرا من الأولين ووعدا في الآخرين، فمتى يعقل أولوا الألباب أن القرآن قول فصل وما هو بالهزل وأن رب العالمين قد فصله على علم، وأن الأمة لا تزال أمية لم تتدارسه بعد.

ولقد نحا الأولون قريبا مما فهمت لكنهم لم يستطيعوا التفرقة بين الكتاب والقرآن ولا بين أحكام الكتاب كالناسخ والمنسوخ والحلال والحرام والعام والخاص والمجمل والمبين وبين خصائص القرآن كالأمثال والوعد في الدنيا والخبر بمعنى القصص.

إن الحديث النبوي الذي تضمن التمثيل بالأسماء الحسنى " عليما حكيما غفورا رحيما" ليعني أن الأسماء الحسنى حرف من الأحرف السبعة بيّنه النبي الأمي ? أحسن البيان فمثل بواحد منها كما سيأتي قريبا إثباته.

وكذلك اعترف ابن الجزري في نشره (1/ 25) باحتمال أن لا يكون اختلاف القراءات هو المراد بالأحرف السبعة فقال " فإن قيل فما تقول في الحديث الذي رواه الطبراني من حديث عمر بن أبي سلمة المخزومي أن النبي ? قال لابن مسعود "إن الكتب كانت تنزل من السماء من باب واحد وإن القرآن أنزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف:حلال وحرام ومحكم ومتشابه وضرب أمثال وآمر وزاجر فأحل حلاله وحرم حرامه واعمل بمحكمه وقف عند متشابهه واعتبر أمثاله فإن كلا من عند الله ? وما يذكر إلا أولوا الألباب ? فالجواب عنه من ثلاثة أوجه أحدها أن هذه السبعة غير الأحرف السبعة التي ذكرها النبي ? في تلك الأحاديث وذلك من حيث فسرها في هذا الحديث فقال حلال وحرام إلى آخره وأمر بإحلال حلاله وتحريم حرامه إلى آخره ثم أكد ذلك الأمر بقول ? آمنا به كل من عند ربنا ? فدل على أن هذه غير تلك القراءات " اهـ بلفظه

قلت: ولقد وقع الإدراج في الحديث فضم إليه من تفسير بعض الرواة إذ لم تكن بعض ألفاظ ما أدرج متداولة في جيل الصحابة ولا نطقوا بها ولا سمعوها من النبي ? وكما ناقشت، وناقشت اختلاف القراء وأهل الأداء في أحرف الخلاف في بحث مستقل بعنوان "دراسة نقدية حول الأحرف السبعة" لعلي أنشرها قريبا إن شاء الله.

بيان قوله ? أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله

لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ?

إن قوله:

• ? أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ? النساء 82

• ? وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون ? الروم 4

• ? ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ? يونس 48، يس 48، الأنبياء 38، النمل 71، سبأ 29، الملك 25

• ? ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين ? السجدة 28

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير