تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[التفسير الإذاعي للشيخ المكي الناصري]

ـ[عبد الحميد السراوي]ــــــــ[20 Mar 2008, 06:31 م]ـ

[التفسير الإذاعي للشيخ المكي الناصري]

رحمه الله

كتاب "التيسير في أحاديث التفسير" للشيخ المكي الناصري من التفاسير المعاصرة، وهو يختلف عما سبقه من التفاسير القديمة، وحاجة المخاطب وظروف عيشه. أو على مستوى عرض المادة بأسلوب يستجيب لظروف الحياة وواقع الناس الذي يتميز بالسرعة في كل شيء والميل إلى الإيجاز مع عدم الإكثار والإسترسال في الشرح والإطناب.

أحاول أتلمس أوجه الجدة في الكتاب انطلاقا مما تشكل لدي من تصورات ومعلومات أثناء الدراسة عن التفاسير القديمة، كما أروم تقديم صورة عامة عن التفسير منطلقا من مقدمة الكتاب ثم دراسة السورة نموذجا لتلمس منهجه مطبقا بعد أخذ التصور النظري الذي قرره أثناء مقدمته.

الكتاب حافل بالمعاني الثرة، والأساليب البديعة، مع إيجاز ويسر واضحين وهو يتميز في عدة جوانب منه بالجدة والتطور، خصوصا في افتراض وحدة موضوعية للآيات المدروسة ثم في استخلاص محور السورة.

قبل أن أتناول الحديث عن الكتاب أود الإشارة إلى بعض المعلومات المقتضبة حول إسم الكتاب ومؤلفه وسنة طبعه، وكذا مصدر المؤلف.

كتاب: "التيسير في الأحاديث للتفسير" لسماحة الشيخ محمد المكي الناصري. طبع هذا الكتاب بدار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى: 1405 هـ 1985 م.

هذا، وقد سبق للشيخ المكي الناصري أن تتلمذ على يد شيوخ كبار وبعضهم مغاربة وآخرون من المشرق، فخوله ذلك تلقي أبجديات الفن (التفسير)، والإطلاع على عظمة كتاب الله، وترسخت عنده القناعة بأهمية التفسير، وكان هذا بمثابة الصرح الأول العمدة في نظم الكتاب، وإضافة إلى انطلاقه مما وقف عليه من معاني ودلالات زمن إلقائه لدروس التفسير بالمساجد.

ومما أثار انتباهي وأنا أقلب صفحات مقدمة الكتاب، هذا الإختلاف الحاصل في تسمية الكتاب، إذ عثرت له على عناوين عرف بهما المؤلف، فالطبعةالموجودة بالأسواق سجلت بعنوان: "التيسير في أحاديث التفسير، إلا أنه ذكر له تسمية أخرى تنسجم مع الصورة المؤلفة وما يرمي إليه من مقاصد، فكانت التسمية الثانية: "النهج القويم في تفسير الذكر الحكيم"، وقد رجح إحدى التسميتين على الأخرى انطلاقا من غرضه ودوافعه من التأليف، فقال: " وما دام الأسلوب الذي وقع عليه الإختيار لتحقيق هذا الغرض النبيل مستمدا ومستوحى من نص التنزيل القائل: " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر" ففي إمكان قراء هذه الأحاديث أن يطلق عليها إسم (التيسير في أحاديث التفسير)، أو يطلقوا عليها بناء على ما بسطناه من مختلف الإعتبارات اسم (النهج القويم في تفسير الذكرالحكيم). فيكون الإسم الأخير يعبر عن غرض المؤلف في ضبط عملية التفسير وتأسيسه وفق قواعد عملية بعيدا عن الضعيف والمتهالك من الروايات والآراء التي لا تسند على دليل معتبر، في حين يؤول غرض التسمية الأولى إلى هدف المفسر في بسط وتيسير وبيان معاني القرآن بأسلوب يلبي حاجة العامة والخاصة منه.

إن الدارس لمقدمة "التيسير" يقف أمام سيل من الدواعي وزخم من المقاصد التي يرمي إلى تأسيسها الكاتب، فقد أدرك عظمة القرآن أثناء تلقيه التفسير عن علماء أجلاء، واستشعر عظم المسؤولية في بيان القرآن، ونشر رسالته في الآفاق.

فانطلق تحذوه الرغبة في التعريف برسالة القرآن الجامعة، وهدايته النافعة، آملا من إذاعة التفسير كل يوم للإسهام في تثقيف الشعب وإصلاح تدين العباد.

وتعلق غرضه في تحقيق هذه المقصد سلوك أقصر الطرق وأيسرها لتدبر كتاب الله، وهو ما يعبر عنه "بتيسير القرآن"، علما أنه موجه لشرائح شعبية متفاوتة في مستوى ثقافتها.

ولا يقتصر الشيخ على تيسير التلاوة والحفظ، بل الهم عنده والأولى تيسير الفهم والعلم لتحقيق العمل به، انسجاما مع مقاصد القرآن الكريم نفسه: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر".

كما يهدف المؤلف إلى تبرئة ساحة القرآن من كل شائبة تشوبه، أو تشوب السنة الصحيحة.

ومن مقاصده أيضا: "بسط ما هو مجمل، وتقييد ما هو مطلق، وتخصيص ما هو عام، وتوضيح ما قد يعرض في فهمه من إشكال أو غموض" [1].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير