[من معاني الأسماء الحسنى في الكتاب المنزل]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[15 Jul 2008, 11:14 ص]ـ
الأسماء الحسنى
إن الوعد غير المكذوب كما في قوله} فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب {هود 65 هو الوعد الحسن كما في قوله} أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه {القصص 61 وكما في قوله} قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا {طه 86.
وإن قوله} ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون {القصص 5 ـ 6 لمن الوعد الحسن أي غير المكذوب، وقد وقع لما وافق الأجل الذي جعل الله له كما في قوله} وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون {الأعراف 137 ويعني أن كلمة ربنا الحسنى التي تمت أي نفذت هي وعده المذكور في سورة القصص.
وإن من تفصيل الكتاب وأصول الخطاب أن الأسماء الحسنى حيث وقعت في الكتاب والقرآن فإنما لبيان وعد وعده الله سيتم إذا وافق الأجل الذي جعل الله له وهو الميعاد، ولو عقل الناس لانتظروا الميعاد وسيلاقون وعد الله ويجدونه وعدا حسنا غير مكذوب، وهكذا فلم يأت في الكتاب والقرآن ذكر أسماء الله الحسنى في سياق ما مضى وانقضى من القدر وإنما في سياق المنتظر منه، وما وجدته كذلك في سياق الماضي المنقضي فهو وعد أن يقع مثله بعد نزول القرآن وإن من تفصيل الكتاب أنه مسبوق بقوله} وكان {وكما سيأتي بيانه مفصلا.
الرحمان الرحيم
ومن الأسماء الحسنى اسمه "الرحمان الرحيم" ويعني حيث وقع في القرآن أن وعدا حسنا غير مكذوب سيلاقيه في الدنيا المرحوم من الرحمان الرحيم فلا يعذب أو سيكشف عنه الضر، ويعني حيث وقع في الكتاب أن وعدا حسنا غير مكذوب سيلاقيه المرحوم من الرحمان الرحيم فينجيه من العذاب الموعود في اليوم الآخر برحمته كما في قوله:
• ? قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين {الأنعام 15 ـ 16
• ? وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم {غافر 9
ويعني حرف الأنعام أن المرحوم في اليوم الآخر هو من صرف عنه العذاب.
ويعني حرف غافر أن المرحوم في يوم القيامة هو من وقاه الله السيئات فلم تعرض عليه ولم يحاسب بها.
وكما في قوله:
• ? قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين {هود 43
• ? ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم {الإسراء 54
• ? يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون {العنكبوت 21
• ? قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي {الأعراف 156 ـ 157
• ? قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا {الملك 28
ويعني حرف هود أن الطوفان الذي عذّب به قوم نوح إنما نجا منه من رحمه الله، أي أن المغرقين به لم يرحمهم الرحمان بل عذّبهم ولن يقدر أحد من العالمين أن يصيب برحمة من لم يرحمه الرحمان كما في قوله} أمّن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمان إن الكافرون إلا في غرور {الملك 20.
ويعني حرف الإسراء والعنكبوت والأعراف أن الرحمان إنما يصيب بعذابه من لم يدخله في رحمته بل حرمه منها وأن المرحوم برحمة الرحمان هو الذي يسلم من عذابه.
ويعني حرف الملك أن الإهلاك وهو بالتعدية العذاب المحيط بصاحبه فلا ينجو منه إنما يقع على من حرم من الرحمة وكذلك دلالة قوله:
• ? يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمان فتكون للشيطان وليا {مريم 45
• ? وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمان بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون {يس 22 ـ 24
ويعني حرف مريم أن المحروم هو من لم يرحمه الرحمان وعذبه.
ويعني حرف يس أن من أراده الرحمان بضر لن يغني عنه أحد كائنا من كان ولن ينقذه مما أراده به الرحمان من الضر والعذاب.
¥