[أخلاق حملة القرآن ... أين ... رحمهم الله تعالى ...]
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Jun 2008, 05:35 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
فإن من أعظم بركة هذا القرآن الكريم؛ أنه يؤثر في نفس صاحبه، فيحمله على جميل الصفات وكريم الأخلاق، أخلاق أهل القرآن، فتجد العالم بالقرآن، ورعاً، متواضعاً، حليماً ... إلى غير ذلك من الأخلاق ..
وقد كان خلق الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن، كما وصفته عائشة رضي الله عنها.
وقد ألف الإمام الآجري كتابه المعروف أخلاق حملة القرآن للتنبيه على وجوب تأدب حامل القرآن بآداب القرآن، وهو بلا شك مطلب نفيس ينبغي مراجعته مرات ومرات، لنعرف مقدار ما ابتعد به الخلف عن السلف ..
ومن المحزن والمؤلم، أنه جمعني لقاء بأحد حملة القرآن، فرأيت والله عجباً، ورأى صاحبي عجباً، ولا أدري ما تأويل هذا القارئ، وأعوذ بالله أن نظلم أو نُظلم، ولكن الأخلاق الكريمة تبدو على محيا صاحبها، ولم تكن بادية على محياه، بل بدى عكسها، فرجعت مهموماً من اللقاء أقلب كعادتي كلما رأيت مثله كتب الأخلاق فإن كان قاضياً قرأت فصل أخلاق القاضي في كتاب تبصرة الحكام لابن فرحون المالكي، وإن كان قارئاً قرأت أخلاق أهل القرآن للآجري، وإن كان طالب علم قرأت تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة، فأرى البون الشاسع بين علم السلف وعلمنا، وأخلاقهم وأخلاقنا، ولا أدري من أين أتت هذه الآفة عند بعض طلاب العلم ..
وليت المتخصصين في الدورات والبرامج العلمية يؤكدون على هذا الجانب المهم في تكوين الطالب، فلسنا بحاجة إلى حفاظ بلا خلق ولا طلاب علم بلا أدب ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
6/ 6 / 1429هـ
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Jun 2008, 11:03 ص]ـ
لفتة مهمة ..
ولعل من أهم الأسباب التي أدت إلى بروز هذه النوعية ـ نعوذ بالله من حالها ـ الطريقة التي يتلقى بها أبناؤنا القرآن في الحلق؛ فالحفظ هو الهمُّ الأكبر، حتى ولو لم يصلّ الغلام!!
الحفظ .. حتى ولو تلفظ ببذيء الكلام!!
الحفظ .. حتى ولو كان سيء الأخلاق!!
وآمل أن تخف هذه الظاهرة ببعض الجهود التي تبذل الآن؛ لربط الطلاب بالقرآن (قولاً وعملاً)،ولعل تفعيل عبادة (التدبر) ـ بالتجربة ـ من أقصر الطرق ..
وفي الجعبة ـ من الحلول العملية ـ شيء طيب مبارك،ولعل منها عقد ملتقىً لمناقشة الأساليب العملية لتفعيل أثر القرآن على طلابه (على غرار ملتقى تدبر الأول الذي عقد في 1/ 6/1429هـ) والله الهادي.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Jun 2008, 12:46 م]ـ
"
فأرى البون الشاسع بين علم السلف وعلمنا، وأخلاقهم وأخلاقنا، ولا أدري من أين أتت هذه الآفة عند بعض طلاب العلم
قلت: لأنهم يا شيخنا الحبيب هم السلف ونحن الخلف، هم السلف الذين طبقوا قول الله تعالى {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} {الأنعام162}
هم السلف عقيدة وشريعة، هم السلف في العبادات والعادات والتقاليد وعدم التفريق بين أبناء الأمة بناء على العنصر أو القومية أو العرقية أو الفخذية ............................
والتلاميذ على دين شيوخهم، ومن لي بالربانيين الذين يعلِّمون العلم لوجه الله رب العالمين ويمسِّكون بالكتاب، ويأخذونه بقوة، فيلقنون التلاميذ في الحلقات ـ مرورا الابتدائي والمتوسط والثانوي وانتهاءً بأستاذ الجامعة ـ ولا يعيرون عين الرقيب البشري اهتماماً لوجود الرقيب داخلهم، بل لوجوده في عين ضمائرهم.
أما نحن ـ والذي يمثله في كلام الفاضل الشيخ فهد كلمة " وعلمنا "في قوله:" فأرى البون الشاسع بين علم السلف وعلمنا " ـ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، قد اختلط لدينا الحابل بالنابل، والفضائيات بالإباحيات، والمزج الكلي بين ثقافة الآخر وثقافتا، حتى أضحى أهل القرآن كغيرهم من عباد الله كالأيتام على مآدبة اللئام، والمعصوم من عصمه الله، ولا منجى إلا بالله وفضله ثم بالنجح في النصح وتعاهد كلنا لكلنا.
أما ما أشار إليه د. المقبل ـ حفظه الله ـ فهو جدير بالقبول، إذ قد يحفظ التلميذ القرآن دون حث على الصالحات، ولا حض على مكارم الأخلاق.
¥