تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من شبهات المبشّرين .. أخطاء لغوية مزعومة

ـ[أبو البراء مهدي]ــــــــ[15 Jun 2008, 12:04 ص]ـ

من شبهات المبشّرين

أخطاء لغوية مزعومة

بقلم: بسام جرار

تُكثر المواقع التبشيرية من عرض الشبهات. والمطلع على هذه المواقع يجد أنّ شغلهم الشاغل هو التشكيك في الإسلام، في محاولة لصرف الناس عن الدين الحق. وهم لا يفعلون ذلك مع الأديان الأخرى كاليهودية والبوذية والهندوسية .... الخ وكأنهم يشعرون بأنّ الخطر الفكري الحقيقي يأتي من مبادئ الإسلام، دون غيره من الديانات التي تعد بالآلاف. ونستطيع أن نفهم دوافعهم التي تدفعهم لاستهداف الإسلام. ولكن الغريب أنهم يقبلون لأنفسهم الكذب والافتراء والتضليل على الرغم من كونهم كثيراً ما يتشدقون بالمبادئ والقيم، ويزعمون أنهم يهدون الناس إلى طريق الله الحق. ومن الشبهات التي يكثرون من ترديدها قولهم: إنّ القرآن الكريم يحتوي على عدد من الأخطاء اللغوية. وسبق لمركز نون أن تلقى العديد من الأسئلة حول هذه المسألة. وكان الأستاذ بسام جرار يقوم بالرد عليها. ونقدم هنا مثالاً على بعض هذه الردود، مع حذف جزء من الرد والاقتصار على ما يصلح إجابة مختصرة تفي بالغرض. يقول الشيخ بسام:

1. واضح أنّ هذا هو أسلوب من يريد أن يشكك وليس أسلوب من يريد الحوار. وهم يعرفون الحقيقة في مثل هذه المسائل ولكنهم يعلمون أنّ هذا الأسلوب قد يُجدي في تشكيك البعض. والتجارب تقول إنهم لا يتورّعون عن الكذب من أجل نصرة وثنيّتهم، وهذا المسلك يجب أن يتنزًه عنه المسلم.

2. قواعد اللغة العربية هي قواعد تم وضعها بعد استقراء اللغة العربيّة. ومعلوم أنّ هذه القواعد قاصرة عن الإحاطة باللغة كلها. ومن هنا يصدق قولهم: " لكل قاعدة شواذ"، أي أنّ القاعدة قاصرة عن صفة الشمول. فالأصل إذن ما يلفظه العربي وليس ما تقوله القواعد المستنبطة التي قُصد بوضعها تقريب العربية وتسهيل تعلمها.

3. أي كلام نطق به عربي كان يعيش في الجزيرة العربيّة قبل العام 150 هجري هو حُجة عند علماء اللغة. وبما أنّ الرسول، عليه السلام، هو عربي عاش في الجزيرة العربية قبل هذا التاريخ، فكل ما نطق به يُعتبر حجّة في اللغة العربية. وعليه لا معنى للقول بأنّ هناك ألفاظاً تخالف اللغةالعربيّة، لأنّ العربية هي ما ينطق به العربي.

4. على الرغم من ذلك فإليك هذه المناقشة السريعة لبعض الأمثلة التي تُطرح للتدليل على صدق زعمهم، لتعلم مدى جهلهم باللغة العربية أو لعلهم يتجاهلون، لأنهم - كما يظهر- لا يطلبون الحقيقة:

· الآية 69 من سورة المائدة: " إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى ... "، فقد زعموا أنّ رفع كلمة (الصابئون) في الآية الكريمة هو خطأ لغوي. والصحيح أنها مرفوعة على الابتداء والتقدير: والصابئون كذلك. وذلك لأنّ الناس تستبعد أن تكون الصابئة داخلة في الحكم. ولا ننسى أنّ الآية 62 من سورة البقرة هي:" إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والنصرى والصابئين ... " فقد جاءت كلمة (الصابئين) منصوبة. فليس هذا إذن كلام من يخطئ لغوياً، ولكنه الكلام البليغ الذي يجعل الإعراب تابعاً للمعنى. وهناك وجوه إعرابية أخرى آثرنا عدم الخوض فيها اختصاراً على القارئ.

· الآية 124 من سورة البقرة: "وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ بكلماتٍ فأتمهنّ، قال إنّي جاعلك للناس إماماً، قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين"، فقد زعموا أنّ الصواب لغة أن يقول:" لا ينال عهدي الظالمون". وكلامهم مقبول لو كان يريد أن يقول لنا: إنّ الظالم لا ينالُ العهد. ولكنه يريد أن يقول لنا: إنّ الظالم لا يناله عهدي، أي: لا يصيبُ عهدي الظالمين. على اعتبار أنّ العهد هنا هو وعد الله لإبراهيم، عليه السلام، وهذا الوعد هو من كمال الرحمة:" نُصيبُ برحمتنا من نشاء". فالوعد رحمة وفضل يتنزل على من يستحقه ولا يتنزل على الظالمين. فالإعراب كما تلاحظ تابع للمعنى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير