[الفرق بين الكفل والنصيب .. فائدة لطيفة ..]
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[27 May 2008, 10:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ولمّا كان هذا القرءان العظيم معجزة باقية؛ صار من الصعب الإحاطة بجميع أسراره العظيمة، وآياته البليغة، وإن المؤمن ليعتصره الأسى؛ إذا يرى أمته أعرضت عن كتاب ربها، وما الإقبال على القرآن بالقراءة والهذ كهذ الشعر، فكل يحسنُ هذا، ولكن أين من يقف عند آياته ويتدبر كلماته؟!
ولذلك قال ابن كثير رحمه الله في آية الفرقان " وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرءان مهجورا"، قال: "وترك الإيمان به وتصديقه من هجرانه، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه ".
وكان قد أشكل عليّ قبل مدة الجمع بين آية النساء: " من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها ... "، وبين آية الحديد " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ... "، فإن العطف والاقتران يفيد التغاير كما هو معلوم، وقد فرق سبحانه وتعالى بينهما في آية النساء، واستخدم لفظ الكفل مكان النصيب في الحديد ..
وقد كنتُ وقفت على ذلك قبل مدة قريبة من العام، ونسيتُ ذلك، ولمّا استشكلت علي يسر الله لي الاطلاع عليها مرة أخرى ..
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - بعد أن ساق كلامًا عن الشفاعة " فإن لفظ الكفل يُشعر بالحمل والثقل، ولفظ النصيب يُشعر بالحظ الذي ينصبُ طالبه في تحصيله، وإن كان كلٌ منهما يستعمل في الأمرين عند الانفراد، ولكن لمّا قرن بينهما؛ حسن اختصاص حظ الخير بالنصيب، وحظ الشر بالكفل". روضة المحبين (430).
وسأورد في قابل الأيام- بإذن الله - ما وقفتُ عليه من توجيهات ابن القيم الرائعة، وهي توقظ القلب، وتشعل الإحساس بالآيات عن قراءتها، ومن ذلك تفريقه بين الجنات المذكورة في سورة الرحمن، مقارنته بينهما، وتفريقه بين المشرق والمغرب، وبين المشرقين والمغربين، وبين المشارق والمغارب.
والله أعلى وأعلم، ورد العلم إليه أسلم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[28 May 2008, 01:20 ص]ـ
سبق لي أن سألت في ذلك الشيخ بسام جرار فكان جوابه:
" النصيب معلوم أما الكفل فهو النصيب الذي هو مكفول أي لا بد أن يكون، فإن كان خيراً فهو مكفول أن يتحقق وإن كان شرا فهو أيضاً مكفول أن يتحقق".
وعليه لا يعقل أن نقول إن الكفل فيه ثقل والله سبحانه يقول: "كفلين من رحمته".
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 May 2008, 05:11 ص]ـ
أهلاً بك أخي الحبيب أبا عمرو ..
ربما كان خطأ مني في توصيل المعلومة.
ابن القيم ذكر الكلام السابق بعد آية النساء، ولم يتطرق لآية الحديد.
وكذلك لا تنس أنه قال: ولكن لمّا قرن بينهما؛ حسن اختصاص حظ الخير بالنصيب، وحظ الشر بالكفل.
فكلامه عند الاقتران، وهو كذلك يتكلم عن آية النساء خاصة.
وقال كذلك: وإن كان كلٌ منهما يستعمل في الأمرين عند الانفراد.
أحسن الله إليك، وتبقى المسألة اجتهادية.