تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال مستعجل (لطفا): قوله تعالى (كطي السجل للكتب)]

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Apr 2008, 05:56 م]ـ

ورد في سورة الأنبياء قوله تعالى ?يَوْمَ نَطْوِي ?لسَّمَاءَ كَطَيِّ ?لسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ?

ووجدت في التفاسير أقوالا مختلفة عن معنى (السجل). قيل: (الرجل) وقيل: (ملك مكلف بالكتب)، وقيل: (اسم أحد الصحابة كان من كتبة الوحي للنبي (ص) وقيل: (الصحيفة).

وفي الطبري: (كطي السجل (أي الصحيفة) على ما فيه من الكتاب)

يقصد بالكتاب: النص المكتوب.

فما هو القول الأقرب للصواب؟

هل يوجد من كتبة الوحي فعلا من يسمى (السجل) هكذا بالألف واللام؟ أم أنه نعت لأي كاتب وحي؟

وإن قلنا (الصحيفة): فما معنى أن تطوي الصحيفة الكتب؟

وهل هناك فرق لغوي بين العبارتين: (كطي السجل للكتب)، أو (كطي السجل على الكتب)؟

سؤالي مستعجل (رجاء)

جزاكم الله خيرا.

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Apr 2008, 07:04 م]ـ

محمد بن جماعة;

] ورد في سورة الأنبياء قوله تعالى ?يَوْمَ نَطْوِي ?لسَّمَاءَ كَطَيِّ ?لسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ?

ووجدت في التفاسير أقوالا مختلفة).

وفي الطبري: (كطي السجل (أي الصحيفة) على ما فيه من الكتاب)

يقصد بالكتاب: النص المكتوب.

فما هو القول الأقرب للصواب؟

سؤالي مستعجل (رجاء)

حسب فهمي، هو قول الطبري.

وحتى نتصور المعنى، علينا أن نعود إلى الوراء ونتخيل أسلوب الكتابة وادواتها زمن نزول القرآن وقبله، سنجد السجل قطعة من الجلد، (السجل] يكتب عليها النص، وبعد تطوى بشكل أسطواني (طي ودوران والتفاف] .. هذه هي الصورة المشبه بها .. فالسماء يقابلها قطعة الجلد (السجل) وما في السماوات والأرض (المخلوقات] يقابلها النص المكتوب .. فكما يتم طي قطعة الجلد بشكل دائري - دوران، عل النص المدون فيها، يتم طي السماء على ما فيها بحركة مماثلة ..

والله اعلم.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Apr 2008, 07:06 م]ـ

قال ابن عاشور رحمه الله:

(والطّيُّ: رَدُّ بعض أجزاء الجسم الليِّن المطلوق على بعْضه الآخر، وضدّه النشر.

والسجل: بكسر السين وكسر الجيم هنا، وفيه لغات.

يطلق على الورقة التي يكتب فيها.

ويُطلق على كاتب الصحيفة، ولعله تسمية على تقدير مضاف محذوف، أي صاحب السجل.

وقيل سجل: اسم ملك في السماء ترفع إليه صحائف أعمال العباد فيحفظها.

ولا يحسن حملهُ هنا على معنى الصحيفة لأنه لا يلائم إضافة الطيّ إليه ولا إردافه لقوله {للكتاب} أو {للكتب،} ولا حملهُ على معنى المَلَك الموكَل بصحائف الأعمال لأنه لم يكن مشهوراً فكيف يشبه بفعله. فالوجه: أن يراد بالسجل الكاتب الذي يكتب الصحيفة ثم يطويها عند انتهاء كتابتها، وذلك عمل معروف. فالتشبيه بعمله رشيق).

وإن كانت لفظة السجل في اللغة تطلق على هذه المعاني كلها فكل قول له وجه. ويحتاج إلى مراجعة كلام اللغويين حول كلمة السجل في اللغة. ولاحظت أن معظم المفسرين يذهبون إلى أن السجل هو الصحيفة التي في الكتاب، أي الصفحة الواحدة من الكتاب والسجل هو الكتاب نفسه بصفحاته، فمعنى الآية كطي الكتاب لما فيه من الصحائف والله أعلم.

وتوجيه ابن عاشور توجيه مناسب فيما يبدو لي بحسب فهمنا للمقصود بالسجل والكتاب اليوم، وإن كان للسجل وقت نزول القرآن معنى غير مطابق تماماً لمعناه اليوم.

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Apr 2008, 09:48 م]ـ

أحسن الله إليكما على حسن الإجابة وسرعتها.

وقد أفادني تصوير د. جلغوم للمشهد. كما أعجبني نقد ابن عاشور لحمل المعنى على الصحيفة لأنه لا يلائم إضافة الطيّ إليه ولا إردافه لقوله (الكتب)، وهو في الحقيقة ما جلب انتباهي وجعلني أطرح السؤال. وأجدني أميل إلى قوله بأنه (تسمية على تقدير مضاف محذوف، أي صاحب السجل).

إلا إذا رأى أحدكم غير ذلك.

ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Apr 2008, 10:59 ص]ـ

في كتاب:

البدء والتاريخ؛ لابن المطهر المقدسيّ:

(ويدل خبر علي بن أبي طالب أن الأرض من الدنيا حيث قال للذي يسمعه يذم الدنيا مهبط وحي الله ومصلى ملائكته ومتجر أوليائه ويدل أن السماء من الدنيا قوله تعالى يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب فلو كانت من الآخرة لم تطو لأن الآخرة غير فانية).

(ذكر طي السماء قال قوم طيها تغيير شمسها وقمرها ونجومها وهيأتها وهي باقية وكذلك الأرض واحتجوا بقول الله تعالى في بقاء الجنة والنار مادامت السماوات والأرض قالوا وليس في القول ببقائهما نقض للدين فقد قلنا ببقاء العرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار والأرواح والأعمال الصالحة ومن خالفنا ألزمه أن يكون الأرواح إذا أفنيت فأعيدت غير ما كانت لأنها لو كانت هي لما أفنيت وإن كانت أفنيت ثم أعيدت أرواحاً آخر كان الثواب والعقاب واقعين على غير استحقاق منها وكذلك الأجساد قد تعاد من تربتها التي كانت خلقت منها ثم تبقى في الجنة والنار على الأبد السرمد وزعم قوم أن السماء ليست بجسم ولا يكون معنى طيها إلا ما ذكرنا وقال آخرون بل هي جسم يطوى كطي الكتب بطاهر قول الله سبحانه "كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا" وقوله "الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه" حتى روى بعضهم وأشار بكفه وقد قبضها أنها يفضل من ها هنا ومن ها هنا شيء وتختلف أحوال السماء وتصير كالمهل وكالولادة وتنشق وتصير أبواباً ثم تطوى بعد ذلك فهذا من القول ظاهر وذلك ممكن وقد قال قوم ممن يذهب مذهب الطائفة الأولى كما ذكر من أمر السماء والأرض وتغيير أحوالهما فإنه يراد به أهلهما وهما مقرران كما هما والله أعلم).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير