[ثعلبة بن حاطب الأنصاري ليس منافقا]
ـ[أبو باسم]ــــــــ[24 Apr 2008, 06:05 م]ـ
تحزن كثيراً ويتقطع قلبك كمداً, حينما تسمع خطيباً بارعاً, أو داعيةً مشهوراً, أو شيخاً معروفاً عبر الإذاعات والخطب والمحاضرات, يتناول موضوع الشح والبخل أو الكفر بنعم الله, يستشهد بقصة ثعلبة بن حاطب الأنصاري الباطلة والتى ألصقت ببعض كتب التفاسير وكتب السير، اعتمد بعضهم على أنها مدونة في كتب مشهورة كتفسير ابن كثير وخطب بعض المشايخ الثقات.
أقول تحرن خاصة عند ماتسمعه يخرج هذا الصحابي الجليل ((البدري)) من دائرة الإسلام وأنه مات منافقاً، ويتوسع بعضهم فيدخله النار تارة ويلعنه تارة أخرى.
والله المستعان.
والقصة ذكرت عند قول الله تعالى ((ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين .... )) الآية من سورة التوبة وأنها سبب لنزول هذه الآية.
وهذا نصها:
عن أبي أمامه رضي الله عنه عن ثعلبه بن حاطب الأنصاري أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يرزقني مالاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك يا ثعلبة! قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه، قال: ثم قال مرة أخرى فقال أما ترضى أن تكون مثل نبي الله فوا الذي نفسي بيده لو شئت أن تسير معي الجبال ذهباً وفضة لسارت, قال والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله فرزقني مالاً لأعطين كل ذي حق حقه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ارزق ثعلبة مالاً. قال فاتخذ غنماً, فنمت كما ينمو الدود, فضاقت عليه المدينة, فتنحى عنها, فنزل وادياً من أوديتها, حتى جعل يصلي الظهروالعصر في جماعة, ويترك ما سواهما. ثم نمت وكثرت، فتنحى حتى ترك الصلوات إلا الجمعة, وهي تنمو كما ينمو الدود, حتى ترك الجمعة. فطفق يتلقى الركبان يوم الجمعة, يسألهم عن الأخبار, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل ثعلبة؟ فقالوا: يارسول الله , اتخذ غنماً فضاقت عليه المدينة. فأخبروه بأمره فقال: ياويح ثعلبة , ياويح ثعلبة! ياويح ثعلبة! وأنزل الله جل ثناؤه: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} ... الآية , قال: ونزلت عليه فرائض الصدقة , فبعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجلين على الصدقة: رجلا من جهينة , ورجلا من سليم , وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة من المسلمين, وقال لهما: ((مرا بثعلبة , وبفلان ـ رجل من بني سليم ـ فخذا صدقاتهما. فخرجا حتى لقيا ثعلبة , فسألاه الصدقة , وأقرآه كتاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: ماهذه إلا جزية. ماهذه إلا أخت الجزية. ماأدري ماهذا؟ انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إلي. فانطلقا وسمع بهما السلمي , فنظر إلى خيار أسنان إبله. فعزلها للصدقة , ثم استقبلها بها. فلما رأوها قالوا: مايجب عليك هذا , وما نرد أن نأخذ هذا منك. قال: بلى , فخذوها فإن نفسي بذلك طيبة , وإنما هي له. فأخذوها منه. فلما فرغا من صدقاتهما رجعا حتى مرا بثعلبة , فقال أروني كتابكما فنظر فيه , فقال: ماهذه إلا أخت الجزية. انطلقا حتى أرى رأيي. فانطلقا حتى أتيا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلما رآهما قال: ياويح ثعلبة! قبل أن يكلمهما , ودعا للسلمي بالبركة. فأخبراه بالذي صنع ثعلبة والذي صنع السلمي. فأنزل الله عزوجل: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن) إلى قوله: (وبما كانوا يكذبون). قال: وعند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجل من أقارب ثعلبة , فسمع ذلك , فخرج حتى أتاه فقال: ويحك ياثعلبة! قد أنزل الله فيك كذا وكذا. فخرج ثعلبة حتى أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسأله أن يقبل منه صدقته , فقال: إن الله منعني أن أقبل منك صدقتك فجعل يحثوا على رأسه التراب , فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:هذا عملك , قد أمرتك فلم تطعني. فلما أبى أن يقبض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صدقته رجع إلى منزله , فقبض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يقبل منه شيئاً ثم أتى أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ حين استخلف فقال: قد علمت منزلتي من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وموضعي من الأنصار , فاقبل صدقتي.فقال أبو بكر لم يقبلها منك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبى أن يقبلها , فقبض أبو بكر ولم يقبلها. فلما ولي عمررضي الله عنه أتاه فقال: يا أمير
¥