[تعليقات الشيخ مساعد الطيار على كتاب الإتقان النوع (43) المحكم والمتشابه]
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[20 Apr 2008, 11:45 م]ـ
الشيخ مساعد -وفقه الله- جلّى المشكل في هذا الموضوع وأحسن عرضه لطلابه باختصار مفيد وبيان شاف
النوع الثالث والأربعون: (المحكم والمتشابه) (1 - 3 - 1429هـ)
• موضوع المحكم والمتشابه يمكن أن يعد من أصعب علوم القرآن, والسيوطي نقل في بداية هذا النوع عن ابن حبيب النيسابوري ثم اعترض عليه, وكلام ابن حبيب فيه نظر, وإنما الصواب أن يقال: أنواع المحكم والمتشابه, أو المصطلحات في المحكم والمتشابه؛ لأن عندنا مصطلحات متعددة, وليست أقولاً متعارضة , لذا نقول: أنواع المحكم والمتشابه أو استخدامات العلماء في مصطلح المحكم والمتشابه, وهي:
النوع الأول: وهو ما ذكره ابن حبيب: أن القرآن كله محكم, وقوله: ?كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ? [هود: 1] , فهذا الإحكام عام من أول الفاتحة إلى الناس, فهو إحكام عام بمعنى الإتقان, ويقابله: المتشابه العام, وهو المذكور في قوله:?اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً ? [الزمر: 23] , فهو متشابه يشبه بعضه بعضاً في الإتقان والرصف فهو واحد لا يتعدد, ففيه تشابه عام كما أن فيه إحكاماً عاماً, والتشابه العام والمحكم العام ليس فيه إشكال.
النوع الثاني: أن يستخدم المحكم مقابلاً للمنسوخ, وهذا النوع سيأتي في نوع آخر من هذا الكتاب.
النوع الثالث: وهو الذي تحكيه الآية هو المشكل, وهو من أصعب علوم القرآن, والمتشابه في هذا النوع قسمان:
1. المتشابه الكلي: وهو الذي لا يعلمه إلا الله, ويشمل ثلاثة أمور:
أ. حقائق المغيبات.
ب. أوقات وقوع هذه المغيبات.
ج. بعض حكم القدر والتشريع؛ لأن بعضها قد تكون حكمته ظاهرة, وبعضها يمكن أن يدرك بالعقل, ولكن بعضًا آخر منها لا يمكن أن يُدرك، كعِلَّة فرض الظهر أربًعا والعصر والعشاء، وفرض المغرب ثلاثًا، والفجر اثنتين.
وهذا النوع من المتشابه هو الذي يقول فيه ابن عباس: (من ادعى علمه فقد كذب)؛ لأنه مختص بالله, ومثاله: الدابة في آخر الزمان ذكرها الله في كتابه ?وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ? [النمل: 82] فالدابة معلومة من حيث المعنى لكن لا يستطيع أحد أن يصفها إلا بما ورد فيها من الخبر, فلا يعرف وقت خروجها وكيفيتها إلا الله, ومن ادعى علم هذا فقد كذب.
والمقصود أن من دخل في هذه الأمور الثلاثة فقد وقع في شيء لا يثبت فيه فهو مزلة قدم؛ لأنه سيقول على الله بلا علم.
ويقابل المتشابه الكلي ـ من مصطلحات المحكم ـ: المعلوم من جهة مما أخبر الله عنه، ويمكن أن نقول: إن المحكم: المعلوم للعباد، ومنه معاني آيات القرآن.
وإن المتشابه: الخفيُّ الذي لا يعلمه إلا الله تعالى.
2. المتشابه النسبي: وهو من أوسع أنواع المتشابه, وهو الذي يقع فيه الإشكال, وهو الذي بني عليه هذا العنوان, وهو ما يشتبه على قوم دون قوم, فالفرق بينه وبين الأول: أن الأول يشتبه على الكل, أما هذا فيشتبه على قوم دون قوم.
والمتشابه النسبي يقابله المحكم الذي لا يقع فيه خلاف, وهو الذي سماه الإمام أحمد بقوله: (المحكم هو المعلوم) , فإذا نظرنا إلى قوله تعالى:? الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً? [الملك: 3] فإنه لا يمكن أن يقع خلاف في عدد السماوات؛ لأن العدد ظاهر فهذا من المحكم, أما ما يقع الخلاف فيه فهو المتشابه.
لو أردنا أن نربط بين القسمين (الأول والثاني) , نقول: إن المحكم ـ المعلوم ـ المقابل للمتشابه الكلي داخلٌ في المتشابه النسبي؛ لأن المحكم ـ المعلوم ـ في هذا النوع ينقسم إلى قسمين:
1. محكم بمعنى أنه معلوم لا يقع فيه خلاف.
2. متشابه يقع فيه خلاف, والاختلاف فيه لا يُخرجه عن كونه معلومًا للخلق؛ لأنه يدخل في حيِّز المعلوم لهم وإن كان معلومًا لبعضهم دون بعض، وبذلك يخرج المتشابه الكلي الذي لا يعلمه إلا الله، ولا يكون لنا به أي علاقة.
المتشابه النسبي مرتبط في أغلبه بالمعاني المدركة , , لكن ننتبه إلى
ومن هنا نقول: إن المتشابه النسبي مرتبط بالمعاني المدركة أو بالقضايا التي فيها نص من الشارع فما بينه الله من الحقائق والكيفيات والعلل فإنه داخل في المتشابه النسبي إذا وقع فيها خلاف.
¥