[سؤال عن دعاء إبراهيم لأبيه]
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[03 Jul 2008, 09:28 م]ـ
حكى الله عزوجل في القرآن الكريم دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام لأبية بالمغفرة ولم
يدع له بالهداية رغم أنة غير مؤمن والمغفرة لاتكون إلا للمؤمنين فما الحكمة في ذلك
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Jul 2008, 11:34 م]ـ
تحياتي للفاضل أبي المنذر وأرى ـ والله أعلم ـ أن الدعاء بالمغفرة دعاء بالهداية وزيادة، ودونك ما قاله علماء التفسير الأجلاء ففي قولهم البسلم الشافي والمورد الصافي:
قال الفخر ـ رحمة الله عليه ـ دل القرآن على أن إبراهيم عليه السلام استغفر لأبيه. قال تعالى حكاية عنه {واغفر لأَبِى إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضالين} [الشعراء: 86] وأيضاً قال عنه: {رَبَّنَا اغفر لِى وَلِوَالِدَىَّ} [إبراهيم: 41] وقال تعالى حكاية عنه في سورة مريم قال: {سلام عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِي} [مريم: 47] وقال أيضاً: {لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ} [الممتحنة: 4] وثبت أن الاستغفار للكافر لا يجوز.
وقد أجاب القرآن على هذا الإشكال بقوله: {وَمَا كَانَ استغفار إبراهيم لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} [التوبة: 114] فقد وعده أن يؤمن.
وقال العلماء: المراد من استغفار إبراهيم لأبيه دعاؤه له إلى الإيمان والإسلام، وكان يقول له آمن حتى تتخلص من العقاب وتفوز بالغفران، وكان يتضرع إلى الله في أن يرزقه الإيمان الذي يوجب المغفرة، فهذا هو الاستغفار، فلما أخبره الله تعالى بأنه يموت مصراً على الكفر ترك تلك الدعوة.
وعند ابن أبي حاتم في التفسير:" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ" " وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهَ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ " قَالَ: امْنُنْ عَلَيْهِ بِتَوْبَةٍ يَسْتَحِقُّ بِهَا مَغْفِرَتَكَ يَعْنِى: بِتَوْبَةِ الإِسْلامِ". وحاصله ـ كما قال الآلوسي ـ وفقه للإيمان واهده إليه كما يلوح به تعليله بقوله: {إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضالين} والله أعلم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Jul 2008, 11:36 م]ـ
قرأت حول هذه المسألة تفسيراً بقلم الشيخ بسام جرار خلاصته:
أولاً: الأب يمكن أن يكون الوالد المباشر ويمكن أن يكون الجد أو العم، ومن أدلة ذلك قول يوسف عليه السلام:" واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب .. "،فيعقوب هو الوالد، وإسحاق هو الجد، وإبراهيم هووالد الجد. سلام الله عليهم جميعاً. وقوله تعالى على لسان أبناء يعقوب عليه السلام:"قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق". ومعلوم أن إسماعيل عليه السلام هو عم الأب المباشر.
ثانياً: يبدو أن استغفار إبراهيم عليه السلام كان لجده ثم تبرأ منه وغادر إلى فلسطين ثم ذهب إلى مكة وفي آخر عمره دعا لوالده الذي كان مؤمناً كما هو واضح في الداعاء الذي استشكلته. انظر الآيات 39 - 41 من سورة إبراهيم:" الحمد لله الذي وهب لي على الكبر ... ربنا اغفر لي ولوالدي .. ".
ثالثاً: قوله تعالى:" لأبيه آزر ... " فيه تحديد الأب ولو كان الوالد لما لزم هذا التحديد.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Jul 2008, 11:38 م]ـ
أخطأت في العنوان فاقتضى التصحيح.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[04 Jul 2008, 01:40 ص]ـ
هل يمكن القول أنه استغفر الله له ليزول ما ران علي قلبه من مؤثرات الشرك فيتقبل الهدي
ولكن كان مختوماً علي قلبه فلم يتقبل،ولما تبين الخليل ذلك تبرأ منه
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 Jul 2008, 03:48 م]ـ
وحتى تكتمل الصورة وتتضح نقول: بينت الآية 114 من سورة التوبة أن استغفار إبراهيم لأبيه - الذي ليس بوالد مباشر - كان لأجل الوفاء بوعده الذي وعده إياه:" وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم". وهذا يعني أن الله تعالى قد أذن لإبراهيم بالدعاء وفاءً بوعده. وليس بالضرورة أن يعرف إبراهيم أو غيره من الأنبياء، عليهم السلام، الحكم قبل أن يعرفهم الوحي.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[04 Jul 2008, 07:15 م]ـ
**هل الأّّوّلي عند الدعاء للعصاة أن ندعو لهم بالمغفرة أم بالهداية؟
ابراهيم قدم دعوة الهدي لأبيه، فقد دعاه لعبادة الله وترك عبادة الأصنام،فلم يقبل أبوه،فاستغفر له عن عدم قبوله ودعاه ثانية
إذن إن دعوت أحدهم إلي الايمان ذات مرة فلم يقبله استغفر له الله وكرر الدعاء مرات وبطرق أخري؟
وهذا يعني أن الله تعالى قد أذن لإبراهيم بالدعاء وفاءً بوعده.
معني أنه إذن خاص بابراهيم أنه لايجوز لأحد غيره أن يفعله،والسؤال:هل مجرد عدم اجابة شخص دعوة الايمان الأولي يمكننا من الحكم عليه بأنه عدو لله؟
**مسألة أنه ليس والده قالها الشيخ الشعراوي في خواطره وهو رأي عليه أكثر مما له
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 Jul 2008, 07:56 م]ـ
الآية 113 من سورة التوبة تنهى عن الاستغفار للمشركين من بعد أن يتبين أنهم أصحاب الجحيم. ومن هنا ذهب بعض العلماء إلى أنه يجوز الاستغفار للمشرك وهو حي فإذا مات على الكفر تبين أنه من أصحاب النار فلا يجوز عندها أن نستغفر له حتى ولو كان من أقرب الأقرباء. وكذلك الأمر بالنسبة لإبراهيم عليه السلام أنه لما تبين بالوحي أو بموت أبيه الأبعد أنه عدو لله تبرأ منه.
¥