تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[و إنه لذو علم لما علمناه]

ـ[أبو الخير الجزائري]ــــــــ[25 Mar 2008, 11:58 ص]ـ

الحمد لله وكفى و الصلاة و السلام على من اصطفى أما بعد:

فغرضي من طرح هذه المشاركة ليس بحث عين هذه المسألة لأنه قد لا ينبي عليها كثير علم ولكن تعلم طريقة ومنهج فهم كلام السلف في آي القرآن من الإخوة الفضلاء أعضاء هذا الملتقى المبارك

بينما أستمع إلى بعض المشايخ في الفضائيات عند قوله تعالى {وإنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْناهُ}

قال المقصود بالعلم "اللفظة الأولى" في هذه الآية العمل والمعنى و إنه لذو عمل لما علمناه فقلت في نفسي أيطلق العلم و يراد به العمل؟ وهل من أهل اللغة من قال هذا؟

أم المقصود به العلم و حيث أنه وارد في موضع المدح فلا بد أن المراد منه العلم النافع الذي أورث صاحبه العمل؟

بل قد يقال إنما أثني على علمه لحسن تدبيره كما أفاده العلامة ابن عاشور

أليس هذا منهج أهل التحريف الذين حرفوا نصوص الصفات فنفوا المعاني التي وضعت لها و أثبتوا لوازمها؟

فرجعت إلى تفسير ابن جرير فرأيته يقرر هذا تقريرا جيدا

قال:وقوله: {وإنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْناهُ} يقول تعالى ذكره: وإن يعقوب لذو علم لتعليمنا إياه. وقيل: معناه وإنه لذو حفظ لما استودعنا صدره من العلم. واختلف عن قتادة في ذلك:

فحدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْناهُ}: أي مما علمناه.

حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن الزبير، عن سفيان، عن ابن أبي عَرُوبة عن قتادة: {وَإنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْناهُ} قال: إنه لعامل بما علم.

قال: المثنى، قال إسحاق، قال عبد الله، قال سفيان: إنه لذو علم مما علمناه، وقال: من لا يعمل لا يكون عالماً.

فأردف قول قتادة الثاني قول سفيان موجها له وفق ما اختاره هو

أما ابن كثير فقال {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ} قال قتادة والثوري: لذو عمل بعلمه. وقال ابن جرير: لذو علم لتعليمنا إياه

فلماذا اقتصر ابن كثير على عبارة قتادة الثانية دون الأولى؟ رغم أنها فيما يبدو صحيحة إلى قتادة

أم أنه حمل الثانية على الأولى إذ الأولى مجملة؟

أم هذا اقتصارا منه على عبارة السلف كما يبدو من منهجه في هذا التفسير المبارك؟

أما القرطبي و ابن الجوزي وغيرهما فقد نقلوا هذا قولا في تأويل هذه الآية مدللين له بقول ابن الأنباري من أهل اللغة: سمي العمل علماً، لأنه العلم أول أسباب العمل

أما غير ابن الأنباري فلم أر في حدود إطلاعي الضيق من أهل اللغة من قال إن العلم قد يطلق و يراد به العمل بل إن الأزهري قد قرر في التهذيب أن من فسر العلم في هذه الآية بالعمل إنما فسره بثمرته – فقد نقل عن أبي عبد الرحمن المُقْري في قوله تعالى وإنه لذُو عِلْمٍ لما عَلَّمْناه قال لَذُو عَمَلٍ بما عَلَّمْناه فقلت يا أبا عبد الرحمن مِمَّن سمعت هذا؟ قال من ابن عُيَيْنةَ قلتُ حَسْبي وروي عن ابن مسعود أنه قال ليس العلم بكثرة الحديث ولكن العِلْم بالخَشْية قال الأزهري ويؤيد ما قاله قولُ الله عز وجل إنما يخشى اللهَ من عباده العُلَماءُ وقال بعضهم العالمُ الذي يَعْملُ بما يَعْلَم قال وهذا يؤيد قول ابن عيينة – انتهى

فلا أدري ما توجيه قول ابن الأنباري ذاك؟ أم يعد من شذوذه؟ غفر الله لنا فقد قال شيخ الإسلام إنه يشذ في معاني بعض الآي

أما ابن عطية الأندلسي فقد حسم الأمر فقد قال في تفسير العلم بالعمل:وهذا لا يعطيه اللفظ، اما انه صحيح في نفسه يرجحه المعنى، وما تقتضيه منزلة يعقوب عليه السلام.-انتهى-

أرجو من الإخوة توضيحا و بيانا غفر الله للجميع

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير