تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سورة الفجر: بناء عجيب وأقسام أروع!]

ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[28 Jun 2008, 11:19 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم, أما بعد:

فإن الإدعاء أن محمدا هو من كتب القرآن وألفه من عند نفسه! دعوى ظهرت وانتشرت لفترات طويلة ولا تزال تجد لها من يدافع عنها حتى الآن, وذلك لأن ذلك المتبجح الذي يدعي هذه الدعوى ما قرأ القرآن ولا فهمه, واستند إلى بعض الأفهام البالية الواردة في "تفسير" آي القرآن, ونسى ذلك المتهوك أن العرب في عهد الرسول الكريم عندما سمعوا القرآن الكريم أقروا وجزموا أن هذا القرآن لا يمكن بحال أن يكون من عند محمد وقالوا إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق .... إلخ ما وصفوا به القرآن, ولكن على الرغم من ذلك لم يدخلوا في الإسلام! لذا استحقوا ذلك الوصف المهين "الكفار" لأنهم عرفوا الحق وأنكروه, فالعربي بسليقته كان يعلم أن الكلام الذي جاء به محمد لا يمكن أن يكون من عنده أو من عند إنسان عربي بأي حال, لم؟ لأنه ما رأى أو سمع نصوصا مشابهة –ولا نقول مماثلة- لهذا النص الذي أتى به محمد, ومن المعلوم بداهة أن أي إنسان كاتب فإن كتابته تتأثر لا محالة ببيئته وبعصره ولكن ما أتى به محمد مخالف تماما لما اعتاده العرب في كتابتهم وألفوه بشكل جذري, -ونطلب إلى القارئ أن يرجع إلى الشعر العربي القديم فيقرأ منه ما يشاء وكذلك إلى ما ورد من النثر ويقارنه بما جاء في سورة العاديات أو النازعات أو المرسلات أو الذاريات, ولن يرى أي وجه تشابه, وإنما سيرى بونا شاسعا في المعاني والألفاظ والأهداف! راجع هذه السور على موقعنا وسترى فيها عجبا- وليس لهذا أي تبرير سوى القول أن هذا القرآن من عند الله وليس من عند محمد, فلما عاندوا واستمروا على كفرهم استحقوا أن يكون مرجعهم إلى النار!

ومرت الأيام والسنون ومات العرب الخلص من الصحابة ومن عايشهم ودخل الناس في دين الله أفواجا من كل صوب وحدب وقدم لهم المسلمون كتاب الله ولكن لم يجد المسلمون الجدد في الكتاب ما وجده الأوائل وإنما وجدوا فيه بعض المصاعب وبعض المواطن الغير مفهومة, فجد بعض العلماء ليقدموا تفسيرا! للكتاب فتناولوه تناولا عجيبا, -ومن أراد الاستزادة في هذا الموضوع فليرجع إلى كتابنا: لماذا فسروا القرآن- طمس الكثير من آيات القرآن البينات, ونقدم لك عزيزي القارئ نموذجا آخر يبرهن بأن القرآن لا محالة هو من عند الله عزوجل وليس من عند محمد وهو سورة الفجر! وقد تكون سورة الفجر من السور التي لا يغمض شيء من معانيها على القارئ ولكن الإبهار في هذه السورة يكمن في بنائها, ففي هذه السورة سيقابل القارئ بناءا عجيبا سنقدمه له بإذن الله وعونه هنيئا مريئا, ونبدأ متوكلين على الله العليم:

سورة الفجر هي من السور المكية وهي من أوائل ما نزل من القرآن حتى أنه قيل أنها السورة العاشرة في ترتيب النزول, وهي سورة تعالج قضية رئيسة من قضايا العقيدة وهي مسألة أن الله مطلع على عباده ويجازيهم على أعمالهم في الدنيا والآخرة, وجاء هذا المعنى في قوله تعالى " إن ربك لبالمرصاد". فإذا نحن نظرنا في أقوال السادة المفسرين ما وجدنا هناك أي معنى جامع لهذه السورة ولا حتى بعض المواضيع المتصلة بل قدموا السورة بعض الآيات المنفصلات التي لا يربطها رابط ولا يضمها موضوع, ولأنهم يقبلون أن تكون سور القرآن بعض الآيات المنفصلات احتاروا أيما حيرة في معاني الآيات الواردة في أول السورة, أما نحن فلأننا نؤمن أن آي القرآن هي كلام أحكم الحاكمين علمنا أنه حتما ثمة علاقة بين المقسم به والمقسم عليه, والذي قال أكثر المفسرين أنه محذوف! وكذلك هناك علاقة بين الآيات في السورة كلها فلما نظرنا في السورة على هذا الأساس فتح الله عزوجل لنا فيها فتوحا جليلة, ولكن قبل أن نبدأ في تناول السورة نقدم لك عزيزي القارئ أقوال المفسرين فيها:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير