[كتاب (فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن) لزكريا الأنصاري بين تحقيقين.]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 May 2008, 08:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لدي في مكتبتي العديد من كتب الدراسات القرآنية القيمة التي حظيت بعناية أكثر من محقق في إخراجها وتحقيقها، وقد عرضت بعضها من قبل في الملتقى (1)، وسأواصل عرض ما يتيسر منها تحقيقاً للأهداف الآتية:
1 - إبراز جهود المحققين ومعرفة قيمة تحقيقاتهم العلمية.
2 - دلالة الباحث على هذه التحقيقات إن لم يعرفها أو لم يعرف بعضها.
3 - خدمة الكتاب المحقق بالدلالة على أجود طبعاته من وجهة نظري القاصرة، وفي تعقيبات الباحثين ما يؤكد ذلك أو يصححه، وغير ذلك من الفوائد التي لا تخفى على الباحثين.
وهنا سوف أعرض لكتاب من الكتب التي عنيت ببيان الملتبس من آيات القرآن، وهو لشيخ الإسلام زكريا الإنصاري رحمه الله تعالى وجمعنا به في جنات النعيم، ذلك العالم الشافعي المتبحر المعمر الذي ألحق الأحفاد بالأجداد، ورسخت قدمه في العلم دهراً طويلاً. حيث ولد في عام 824هـ وتوفي سنة 926هـ، فعاش مائة سنة وسنتين، مع العفة والصيانة والتواضع وعلو الهمة والتفرغ التام للعلم والتعليم، وسيرته على قلة تفاصيلها في كتب التراجم جديرة بالتأمل والعناية.
عنوان الكتاب:
فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن
التحقيق الأول:
هذا الكتاب نشرت متفرقات منه قديماً على هامش تفسير (السراج المنير) للخطيب الشربيني، ولذلك فلا أعد هذه المتفرقات نشرة أولى للكتاب، وإنما سأبدأ بالنشرة التي قام بها الشيخ الكريم محمد بن علي الصابوني الأستاذ بجامعة أم القرى سابقاً.
وقد طبع هذا التحقيق الطبعة الأولى عام 1403هـ بدار القرآن الكريم ببيروت. وقد فرغ المحقق من تحقيقه في 10/ 7/1402هـ كما ذكر في ختام تحقيقه.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/648193955b6d9b.jpg
وتقع هذه الطبعة في مجلد واحد عدد صفحاته 638 صفحة من القطع العادي.
وقد قدم المحقق لتحقيقه بمقدمة قصيرة بمقدار صفحتين، أشار فيها إلى قيمة الكتاب العلمية، وإلى أنه اعتمد في إخراجه على أربع نسخ مخطوطة:
- نسخة المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة.
- نسخة مكتبة جامعة أم القرى. وقد اعتمد عليها في تحقيق الكتاب.
- نسخة مصورة من إسبانيا محفوظة برقم 1385 بجامعة أم القرى.
- نسخة مكتبة الحرم الشريف.
وقد حرص على إخراج النص - كما قال - بتوثيق الآيات وترقيمها، وضبط النص، مع بعض التعليقات القليلة في الحواشي.
التحقيق الثاني:
هذا التحقيق للكتاب هو التحقيق العلمي الذي يطمئن الباحث إليه أكثر، حيث قام به الباحث الدكتور عبدالسميع محمد أحمد حسنين رحمه الله، وكان تحقيقه لهذا الكتاب موضوع أطروحته لنيل درجة الماجستير من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بإشراف الدكتور عبدالغني الراجحي رحمه الله.
وقد طبع هذا التحقيق للمرة الأولى عام 1404هـ بمكتبة الرياض الحديثة، ولا أدري متى حصل الباحث على درجة الماجستير فإنني أحسبه أسبق للعناية بهذا الكتاب من الشيخ الصابوني، غير أنني أخرته هنا لكونه طبع بعد طبعة الصابوني بسنة، وهذه الطبعة نادرة لقدمها وقلة عناية مكتبة الرياض الحديثة بنشر مطبوعاتها على نطاق واسع.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/648193956069d8.jpg
وتقع هذه الطبعة في مجلد واحد أيضاً بلغت صفحاته 709 صفحات من القطع العادي.
وقد قدم المحقق لتحقيقه بمقدمة دراسية قيمة عن المؤلف والكتاب، بلغت صفحات هذه الدراسة 134 صفحة. وقد اشتملت هذه الدراسة على تعريف وافٍ بالمؤلف وسيرته ومؤلفاته وشيوخه وتلاميذه، ثم تعريف بالكتاب ومنهجه وقيمته العلمية ومصادره التي اعتمد عليها، ثم توثيق للكتاب وبيان للنسخ الخطية التي اعتمد عليها وهي خمس نسخ كلها محفوظة بدار الكتب المصرية، وأرقامها (141 المكتبة التيمورية - 238 تيمورية - 180 تيمورية - 487 تيمورية - 179 دار الكتب).
كما تحدث المحقق عن تاريخ التأليف في متشابه القرآن بدأ من عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى عهد زكريا الأنصاري بحسب ما اطلع عليه من مؤلفات في هذا الفن.
وقد اشتمل تحقيقه للنص على تعليقات جيدة متفرقة، مع العناية بالتوثيق والضبط للنص.
وهذه الطبعة أكمل وأجود من الطبعة الأولى لمن أراد أن يشتري الكتاب، جزى الله المؤلف والمحققين خير الجزاء. وأختم بالإشارة إلى أن أخي العزيز فهد الوهبي سبق له أن عرض هذا الكتاب القيم في مشاركة سابقة بعنوان
عرض كتاب (فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن) لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=352) .
ـــــــــــــــــــــ
(1) انظر:
- كتاب (تفسير غريب القرآن العظيم) لمحمد بن أبي بكر الرازي (ت666هـ) بين تحقيقين ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=11073) . علماً أن زكريا الأنصاري قد استفاد في كتابه فتح الرحمن من هذا الكتاب كثيراً.
- كتاب (جمال القراء وكمال الإقراء) للسخاوي بين تحقيقين ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=11734) .
¥