[تلخيص وعرض لكتاب إعجاز القرآن للخطابي]
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[28 Jun 2008, 10:27 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
فإن للإمام الخطابي (أبي سليمان) المتوفي 388هـ رسالة لطيفة في إعجاز القرآن
وها أنذا أضع بين أيديكم عرضا لطيفا كذلك لأهم ما ورد فيها من مسائل وفوائد
وقد وضعتها في ملف ( PowerPoint ) تسهيلا للقارئ والشارح
والملف في المرفقات
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 Jun 2008, 10:32 م]ـ
جزاك الله خيراً .. حملته وأفدت منه .. وليتك يا أبا عبد الرحمن تعرض الاختصار هنا .. لتعم الفائدة
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[28 Jun 2008, 11:37 م]ـ
إعجاز القرآن
1. سبب إكثار الناس في الكلام عن الإعجاز دون صدورهم عن ري: لتعذر معرفة وجه الإعجاز في القرآن ومعرفة الأمر في الوقوف على كيفيته
**من دلائل الإعجاز
? وجود الداعي إلى محاكاة القرآن وخصوصا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تحداهم ومع ذلك لم يستطيعوا مع فصاحتهم ووفرة عقولهم فلو كانوا يستطيعون لأتو بمثله بدل أن يناصبوه العداء
? الصرفة: وهو أن الهمم والعزائم صرفت عن معارضته مع قدرتهم على ذلك
? الرد عيها: 1 - أن هذا يشهد بخلافه قوله تعالى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله) وهذا يتطلب قدرا من التكلف والاجتهاد , والصرفة ليس فيها شيء من ذلك.
? ثانيا: وجد من الناس فعلا من حاول معارضة القرآن فخاب وخسر وهذا يدل على وجود الداعي والهمة لا أنهم صرفوا عن معارضته.
? إخباره عن المغيبات وما يستقبل من الزمان كقوله: (الم غلبت الروم ... ) وغيرها
? التعقيب عليه: أن هذا وإن كان نوعا من أنواع الإعجاز فهو ليس في كل سورة من سور القرآن وقد جعل الله في صفة كل سورة أن تكون معجزة في نفسها وتحداهم أن يأتو بمثل أي سورة دون تحديدد فدل أن المعنى غير ما ذهبوا إليه.
? أن إعجازه من جهة البلاغة (وهم الأكثرون من علماء أهل النظر
? الإشكال في هذا الوجه: معرفة كيفية الإعجاز , فأغلبهم قلد من قبله فإذا سئلوا عن تحديد هذه البلاغة قالوا قد يخفى سبه ويظهر أثره في النفوس من عذوبة الاستماع إليه وهشاشته في النفس وغير ذلك مع أن الكلامان فصيحان فدل أن القرآن معجر (وهذا غير مقنع) في مثل هذا العلم
وعند التمحيص يتبين أن كيفية إعجازه من جهة البلاغة:
أولا-أن أجناس الكلام مختلفة ومراتبها في نسبة التبيان متفاوتة ودرجاتها في البلاغة متباينة غير متساوية فمنها البليغ الرصين الجزل, ومنها الفصيح القريب السهل, ومنها الجائز الطلق الرسل وهذه أقسام الكلام الفاضل المحمود دون النوع المذموم الذي لايوجد في القرآن منه شيء فحاز القرآن على كل نوع بحصة فجمع صفتي الفخامة والسهولة الصفتان اللتان لا تجتمعان في غير القرآن لأن السهولة نتاج العذوبة والفخامة تعالج نوعا من الوعورة فاجتماعهما في القرآن دليل الفضيلة والاختصاص
ثانيا: احتواؤه أجمل الألفاظ وأقواها وأسهلها
ثالثا: اشتماله على أجمع المعاني وأفضلها وأصحها
?ويمكن أن نختصر هذه الثلاثة فنقول: أن القرآن صار معجزا لأنه جاء بأفصح الألفاظ في أحسن نظوم التأليف مضمنا أصح المعاني من التوحيد والأحكام والأخلاق والمغيبات والقصص والحجج والدليل والمدلول وعمود البلاغة التي تجمع هذه الصفات أنه وضع كل نوع من الألفاظ التي تشتمل عليه فصول الكلام في موضعه الأخص به الذي إذا بدل مكانه جاء منه: غما تبدل المعنى الذي يسبب فساد الكلام أو ذهاب الرونق الذي يسبب سقوط البلاغة
تتفرع عن هذه المسالة: تقارب المعاني (كالعلم والمعرفة والبخل والشح واقعد واجلس) وغيرها التي قد يظنها الكثير دالة على نفس المعنى وهي عند أهل اللغة بخلاف ذلك وهذا هو السبب الذي تهيب العلماء من الخوض في تفسير كلام الله أن بعض الألفاظ والحروف تدل على معان دقيقة غير متبادرة إلى الذهن إلا بعد التأمل والتفطن ومعرفة اللسان فلو فسر حرف بحرف أو معنى بمعنى قد يؤدي إلى فساد المعنى وهذا يدل على إعجاز القرآن أنه جاء باللفظ والنظم المناسب في موضعه الأخص به والأنسب
¥