[محاضرات في (الأساليب المعينة على الحفظ)]
ـ[جمال القرش]ــــــــ[07 Jul 2008, 10:51 م]ـ
الأساليب المعينة على الحفظ
1 - إخلاص النية لله عز وجل
وهو أن يكون مقصدك في حفظ القرآن وتعلمه وتعليمه طلب الأجر والمثوبة من الله، وجعل العناية به من أجل الله تعالى، والفوز بجنته والحصول على مرضاته، فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ وحفظ رياء أو سمعة.
قال الله تعالى: + مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) " [هود 15 - 16]
وقَالَ تعالى: + وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا " [الفرقان: 23].
وقال رسول الله ×: قال الله تعالى: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)) رواه مسلم.
فأي عمل لا يبتغى به وجه الله فهو مبتور أقطع، لا فائدة فيه، ولا ثمرة، ولا جدوى منه، بل يكون عليه يوم القيامة حسرة وندامة، لأنه طلب بذلك العمل غير الله، فليأخذه ممن صرف له، فإن صرفه لبشر ليقال حافظ فسيقال له يوم القيامة حفظت ليقال حافظ، وقد قيل، فيجر فيسحب على وجهه في النار.
2 - الصدق في الدعاء
قد ينال الحافظ الثواب الكامل ويبعث حافظًا لكتاب الله عز وجل بإخلاصه، وإن لم يتم الحفظ، وذلك إن كان صادقًا في رغبته، مبتغيًا وجه الله عز وجل، عنْ سَهْلِ بنِ حنيفِ ? أَنَّ النَّبِيَّ ? قَالَ: ((مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ؛ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ)) مسلم/ 1909.
والحديث يبين أن يوم القيامة من سيبعث شهيدًَا مع أنه لم يشارك في ساحة الجهاد، وسبب ذلك هو صدق النية، والإخلاص مع الله عز وجل، نال بذلك أعلى الدرجات، فإن كان ذلك مع أعلى درجات الجنان للشهداء، أفلا يكون ذلك مع أهل القرآن.
3 - الاستعانة بالله تعالى الإكثار من الدعاء سبب في إعانة الله على الحفظ وعدم نسيانه وأن يجعل حفظكِ متقنًا، وسهلاً وميسرًا، فهو سبحانه وحده القادر على أن يجعل الصعب سهلاً، والعسير يسيرًا، + إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" [يس:82].
وقَالَ تَعَالَى: +إذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون" [آل عمران: 47].
وقَالَ تَعَالَى: + فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ " [يس:83].
لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، لأنه الذي بيده ملكوت كل شيء، وإليه يرجع الأمر كله، قَالَ تَعَالَى: + هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " [غافر:65].
فعلى العبد أن يستعين باللهِ ويلتجئ إليه وحدَهُ، ويُظهر الافتقارِ إليه والتبرؤ مِن الحوْلِ والقُوَّة.
- فالملكُ له، قَالَ تَعَالَى: + فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى " [النجم:25].
- والأمرُ له، قَالَ تَعَالَى: + لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ " [الروم:4]
- والهدى له، قَالَ تَعَالَى: + يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ " [النور: 35].
- له خزائن كل شيء، قَالَ تَعَالَى: + وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ" [المنافقون: 7].
- لا يكشف الضر إلا الله، قَالَ تَعَالَى: + وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ " [يونس: 107].
- ولا يكشف الكرب إلا الله، قَالَ تَعَالَى: + قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ " [الأنعام: 64].
- ولا يكشف السوء إلا الله، قَالَ تَعَالَى: + أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ " [النمل: 62].
- ولا يشفي إلا الله، قَالَ تَعَالَى: +وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ" [الشعراء:80].
- ولا يرزق إلا الله، قَالَ تَعَالَى: + قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ " [سبأ:24] (1).
¥