تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هل كان الهدهد متأولا تأويلا قريباً؟

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[16 Jun 2008, 10:19 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

هل كان الهدهد متأولا تأويلا قريباً؟

قال تعالى:

{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} (النمل:20)

{لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} (النمل:21)

{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} (النمل:22)

قرر الشيخ عبد الحميد بن باديس، أن الهدهد وقع في مخالفة؛ لكنها لقصد حسن وهو الاستطلاع كما قال، ثم قال:

فإن قيل ما الذي أوقع في نفس الهدهد رغبته في طلب ما طلب؟

فالجواب:

أنه يجوز أن يكون شاهد عمران اليمن من مكان بعيد ببصره الحاد فرغب في المعرفة، أو أن يكون قد مر باليمن من قبل، ولم يتحقق من حالها فأراد أن يتحقق.

وهذه الآية مأخذ من مآخذ الأصل القائل:

أن المخالف للأمر عن غير انتهاك للحرمة لا يؤاخذ بتلك المخالفة.

ومن فروع هذا الأصل (سقوط الكفارة عمن أفطر في رمضان متعمدا متأولا تأويلا قريباً).

ــــــــــــ

[ينظر: مجالس الذكر من كلام الحكيم الخبير، للشيخ عبدالحميد بن باديس: ص 350]

ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Jun 2008, 06:24 م]ـ

قوله: {أن المخالف للأمر عن غير انتهاك للحرمة لا يؤاخذ بتلك المخالفة.

وقوله:

ومن فروع هذا الأصل (سقوط الكفارة عمن أفطر في رمضان متعمدا متأولا تأويلا قريباً}

كلام يحتاج إلى شرح وإيضاح للتمكن من جذب مشارك ـ.

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Jun 2008, 09:45 ص]ـ

قوله: {أن المخالف للأمر عن غير انتهاك للحرمة لا يؤاخذ بتلك المخالفة.

وقوله:

ومن فروع هذا الأصل (سقوط الكفارة عمن أفطر في رمضان متعمدا متأولا تأويلا قريباً}

كلام يحتاج إلى شرح وإيضاح للتمكن من جذب مشارك ـ.

الشيخ الفاضل:

قد يفيد هذا الرابط:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=137451

ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Jun 2008, 11:57 ص]ـ

والله إنها لمسألة قريبة جداً من جدل الفقهاء أوالفقه الافتراضي، أو الترف الفقهي الذي قد لا يتنزل إلا على النادر الشاذ، وقد تفيد هذه المسألة أهل التخصص الأدق في الفقه والأصول فحسب، أما المعني بالتفسير فلا أرى أن يضيِّع وقته في بحثها.

والشكر موصول لأبي الأشبال وفقه الله.

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Jun 2008, 02:31 م]ـ

والله إنها لمسألة قريبة جداً من جدل الفقهاء أوالفقه الافتراضي، أو الترف الفقهي الذي قد لا يتنزل إلا على النادر الشاذ، وقد تفيد هذه المسألة أهل التخصص الأدق في الفقه والأصول فحسب، أما المعني بالتفسير فلا أرى أن يضيِّع وقته في بحثها.

والشكر موصول لأبي الأشبال وفقه الله.

الشيخ الفاضل أقدر رأيك:

لكن لي رأي آخر:

وهذه هي الفائدة التي أردت أن أضيفها وأنوه عليها:

ورد في تفسير الطبري:

" حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ) قال: تفقد الهدهد من أجل أنه كان يدله على الماء إذا ركب، وإن سليمان ركب ذات يوم فقال: أين الهدهُد ليدلنا على الماء؟ فلم يجده؛ فمن أجل ذلك تفقده، فقال ابن عباس: إن الهدهد كان ينفعه الحذر ما لم يبلغه الأجل؛ فلما بلغ الأجل لم ينفعه الحذر، وحال القدر دون البصر، فقد اختلف عبد الله بن سلام والقائلون بقوله ووهب بن منبه، فقال عبد الله: كان سبب تفقده الهدهد وسؤاله عنه ليستخبره عن بُعد الماء في الوادي الذي نزل به في مسيره، وقال وهب بن منبه: كان تفقده إياه وسؤاله عنه لإخلاله بالنوبة التي كان ينوبها، والله أعلم بأي ذلك كان إذ لم يأتنا بأيّ ذلك كان تنزيل، ولا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح.

فالصواب من القول في ذلك أن يقال" إن الله أخبر عن سليمان أنه تفقد الطير، إما للنوبة التي كانت عليها وأخلت بها، وإما لحاجة كانت إليها عن بُعد الماء ... " أهـ

وبغض النظر عن السبب الذي تفقد سليمان عليه السلام لأجله الهدهد، يعرف الجميع أن مملكة سليمان مملكة ربانية يحكمها نبي من أنبياء الله تعالى، فهي مملكة ربانية إذا صح التعبير، والمهمة الأساسية لهذه المملكة هي الدعوة إلى الله تعالى وعبادته وتوحيده وحده لا شريك له، أليس كذلك؛ فكيف يقال أن الهدهد خالف الأوامر، وقد قال سليمان عليه السلام كما ورد في القرآن الكريم:

{لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} (النمل:21)

فلو كان سليمان عليه السلام متأكدا من أن الهدهد خالف الأوامر لذبحه أوعذبه من دون أن ينتظر السلطان المبين.

فكيف لنا أن نقول أن الهدهد كان متأولا تأويلا قريباً!

وقد كان في صلب العمل الذي من أجله طلب سليمان عليه السلام الملك،ومن أجله قامت مملكته

{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} ص:35

والله أعلم وأحكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير