تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"وتأتي الإجابة المفجعة, في أن المسألة لم تأت من غير المسلمين أو حتى من عوامهم وإنما أتت من علماء مسلمين! فهم وإن كانوا يقولون أن القرآن –بشكله الحالي- كتاب, إلا أنهم يتعاملون معه على غير هذا الأساس, فهم يرون أن القرآن أنزل مفرقا, تارة على شكل سور وتارة آيات متفرقات جُمعت لاحقا وأدرجت تحت سورة واحدة, وهكذا استمر جمع الآيات في سور, إلى أن مات الرسول الكريم بعد أن أخبر صحابته بترتيب سوره, أو لم يخبرهم وتولى الصحابة ترتيب المصحف بأنفسهم! وتبعا لهذا القول فإن القرآن يفقد معنى الكتاب, لأنه أصبح عبارة عن مجموعة "مقالات" رُصت بترتيب معين –لا يوثق في راصها- وقُدمت للبشرية."

سبحان الله!! علماء المسلمين منذ ما يزيد على ألف وأربع مئة سنة لم يتنبه أحد منهم لهذه المسألة.

علماء المسلمين الذين كان في مقدمتهم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الذين فهموا القرآن وعملوا به ما لم يعمل بمثله أحد من بعدهم.

الصحابه الذين فهموا القرآن وعلموه للناس من بعدهم وتناقلته الأجيال من بعدهم وعلموه وعملوا به وأفتوا به ورجعوا إليه في أحكامهم في جميع شؤون حياتهم كانوا جميعا يتناولون القرآن على أنه مقالات لا على أنه كتاب؟

سبحانك هذا بهتان عظيم.

"ولهذا لم يقرأ عامة المفسرين القرآن على أنه كتاب ذو موضوعات متصلة, وإنما قرأوا السور على أنها مجموعة آيات متراصة, وأخذوا في تفسيرها! فإذا التفت أحدهم إلى السياق الذي وردت فيه الآية فبها ونعمت وإن لم يراعها فلا حرج, فلم يرهق نفسه, ألم تنزل السور مفرقة, وكانت تنزل آيات في مكة وأخرى في المدينة, وآيات تنزل بعد عشر سنين, وآيات تنزل في مواضيع مختلفة ثم جُمعت في سورة واحدة؟! فكيف أربطها ببعضها, وما الذي سأستفيده أو سيستفيده القارئ, إذا رأى العلاقة بين الآيات؟! "

سبحان الله!!!

كان المفسرون بهذه البلادة؟

هلا أعطيتنا مثالا شاهدا لقولك من تفسير كل مفسر من كل عصر حتى نتحقق من بلادتهم وغبائهم ومن ثم نكر على مؤلفاتهم تقطيعا وتمزيقا وتحريقا؟

"وهكذا فسّر المفسرون القرآن كآيات منفصلات, فتخبطوا تخبطا شديدا وذكروا في كتبهم أقوالا ما أنزل الله بها من سلطان, وأضاعوا دلائل بينات على كون القرآن من عند الله عزوجل, وذلك لأنهم اعتمدوا منهج التجزئة في التعامل مع كتاب الله تعالى, واكتفائهم بالقول أن القرآن أفصح كلام .... مقتضب متقطع!!

ويعجب المرء من هذا القول! هل هناك كلام فصيح غير متصل, وإنما جمل متناثرات تُرص رصا, في موضوعات لا علاقة لها ببعضها؟! "

سبحان الله!!

كانوا يتخبطون ويضلون الناس ولا أدرى بعلم أو بغير علم؟ وحسب قولك يبدوا أنه على علم منهم لأنهم ذكروا الأقوال التي ما أنزل الله به من سلطان وأضاعوا البينات على كون القرآن من عند الله عز وجل.

سبحانك هذا بهتان عظيم.

الذين اشتغلوا بالقرآن تعليما وتفسيرا وبيانا للناس والذين يصدق عليهم قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه" وقوله: " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله " يقال عنهم مثل هذا الكلام.

"لذا فإننا سنقوم في هذا الكتاب بتناول هذا القضية, مظهرين أن كتاب الله تعالى كتاب, يشتمل عناصر الكتاب, كتاب أفضل من أي كتاب, كتاب ذو بنيان قويم, مترابط الأجزاء متناسقها, يصدق بعضه بعضا, كتابٌ آيته أنه كتاب, وليست آيته في السورة الواحدة, لأن السورة لا تكون سورة إلا بغيرها! "

سبحان الله كيف غُفل عن هذا ألف وأربع مئة سنة ثم سقطت أنت عليه!

لا تستغرب من اللهجة التي أكتب بها فمن يسفه الأمة وعلاماءها يُسفه وترفض أقواله.

كيف أُنزل القرآن؟

من المسلّم به بين عوام المسلمين وعلمائهم أن القرآن أنزل مفرقا, ولم ينزل جملة واحدة, وذلك لصريح قوله تعالى: "وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً [الإسراء: 106] "

وقوله: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً [الفرقان: 32] "

فالكافرون كان يريدون أن ينزل القرآن جملة واحدة حتى يعرفوا ما فيه وماذا سيقدم لهم, ولكن الله عزوجل بيّن أن طلبهم هذا مخالف للحكمة من طريقته التي ارتضاها في تنزيل القرآن.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير