ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 May 2008, 07:29 ص]ـ
بارك الله فيك. ليس حديثي عن الجهل الذي يجيء بمعنى الفهم الفاسد للرسالة أو الحق [الجهل المركب إن صح التعبير]، وإنما الجهل الذي هو عدم العلم، قبل وصول الدلائل و الآيات وقيام الحجة. وهذا واضح لا غبار عليه.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 May 2008, 10:33 ص]ـ
ويجدر التنبيه إلى أن اصطلاح "كفر الجهل"، بالمعنى الذي بينته آنفاً، لم يظهر ويستقر إلا في العصور المتأخرة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 May 2008, 08:28 م]ـ
وبالنسبة لكلام البغوي رحمه الله تعالى فليس فيه حصراً لأنواع الكفر فيما ذكره، ويمكن أن كفر الجهل داخلا عنده في أحد هذه الأقسام .. فقد يكون الكافر المنكر جاهلاً، فالمحل يقبل أكثر من وصف. والله أعلم.
الصواب: حصرٌ.
ويمكن أن يكون كفر الجهل ...
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 May 2008, 08:19 م]ـ
كلام ليُنظر فيه:
(( ... وأما لفظ (الكفر): فيطلق في عرف الكتاب اليوم على الملاحدة كما ألمعنا
إليه في عرض كلامنا آنفًا، فمهما أطلقنا لقب (الكافر) أو اسم الكفر في كلامنا
فنريد به ما ذكرنا، ولا نطلقه على المخالفين لنا في الدين من أصحاب الملل
الأخرى؛ لأنهم ليسوا كفارًا بهذا المعنى، بل نقول بعدم جواز إطلاقه عليهم شرعًا؛
لأنه صار في هذه الأيام من أقبح الشتائم وأجرح سهام الامتهان، وذلك مما تحظره
علينا الشريعة باتفاق علماء الإسلام، ولا يصدنك عن قبول هذا القول إطلاق ما ذكر
في العصر الأول للملة على كل مخالف؛ فإنه لم يكن في زمن التشريع يرمى به لهذا
الغرض، بل كان من ألطف الألفاظ التي تدل على المخالف من غير ملاحظة غميزة
ولا إزراء، فضلاً عن إرادة الشتم والإيذاء المخالفة لمقاصد الدين وآدابه.
ذلك أن معنى (الكفر) في أصل اللغة: الستر والتغطية، وكانوا يسمون الليل كافرًا؛ لأنه يغطي بظلامه الأشياء، وأطلقوا لفظ (الكافر) على طلع النخل، وأكمام النور (الزهر) لما ذكر، وعلى البحر؛ لأن الشمس تغيب فيه بحسب الظاهر، وعلى ثوب كانوا يلبسونه فوق الدرع يقولون له: (كافر الدروع)، وقد سمى القرآن العظيم الزراع كفارًا، كما هو المشهور في تفسير قوله تعالى [كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ] (الحديد: 20) وأمثال هذا في اللغة كثيرة، ويظهر منها أن حقيقة الكفر تغطية المحسوس بالمحسوس، ثم أطلق على من لم يذعن للدين ومن لم يشكر النعمة تجوزًا، وكل ما نقل من العبارات المستعملة من هذه المادة يومئ إلى ما ذكرنا (راجع الأساس وغيره).
وحيث قد اختلفت الحال وتغير الاستعمال فلا ينبغي إطلاق اسم الكفر على صاحب دين يؤمن بالله (ولا نغير كتب الفقه أو نعترض عليها).
ورُبَّ متحمس يرميني بالافتئات على الفقهاء أو مصانعة النصارى أو الميل مع ريح السياسة عن جادة الشرع، فأقول: على رسلك أيها المتحمس؛ فإن أذية الأجنبي المعاهد على ترك الحرب محرمة، فما بالك بالوطني (أي من المخالفين لنا في الدين)، وإن كان لا يقنعك إلا النص الصريح من كتب الفقه على هذه المسألة بخصوصها فإليك هذين النصين؛ أحدهما عام، والآخر خاص بلفظ الكفر.
جاء في (معين الأحكام) ما نصه: (إذا شتم الذمي يعزر؛ لأنه ارتكب معصية، وفيه نقلاً عن الغنية ولو قال للذمي: يا كافر يأثم إن شق عليه) اهـ.
ولعل وجدانك لا يسمح لك بأن تقول الآن: إنه لا يشق عليه، وهو سب صريح، وإذا ثبت أنه لا يجوز نداؤه بهذا اللقب في وجهه؛ لأنه يستاء منه فلا شك أن إطلاقه عليه في غيبته غير جائز أيضًا؛ لأن غيبته محرمة، فينتج أن ذلك إثم في كل حال، وسنفرد لهذه المباحث مقالات في الأعداد التالية إن شاء الله تعالى)).
مجلة المنار، م 1، ج1، ص 14
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 May 2008, 09:34 م]ـ
كلام ليُنظر فيه: ...
أحسن الله إليك. ومن قائله؟ أهو رشيد رضا؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 May 2008, 10:12 م]ـ
جزاك الله خيرا. نعم هو محمد رشيد رضا وهو مقتطع من سلسلة حلقات حول اصطلاحات العصر في زمنه.