لأن الله لا يبارك له في رزقه، و لا في عمره، ولا في ذريته سوف يفعل أبناؤه كما فعل بأبيه.
قال صلى الله عليه وسلم: (بروا آباؤكم تبركم أبناؤكم) [الجامع الصغير للسيوطي: 3138].
و لذلك قال الله عز و جل أحسنوا ولم يقل بروا فإنه مطلوب في كل شيء حتى في القتل قال صلى الله عليه و سلم " و إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ".
وعن رب العالمين ربط زيادة الرزق و زيادة العمر بالبر بالوالدين و الأرحام. قال صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يوسع له في رزقه وأن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه " [متفق عليه]. لهذا يأبى كرم الله و يأبى حياء الله سبحانه و تعالى أن يعذب عبداً و أبوه و أمه راضيان عنه و تأبى غيرة الله أن ينعم صالحاً أو صحابياً أو ولياً و أمه أو أبوه غضبان عليه.
الإنعام: قال تعالى: (و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) [سورة إبراهيم: 34].
أي أنكم قد تقصرون في شكر نعمي و لكن بما أنتم من أهل القبلة فأغفر لكم بعض التقصير و لهذا من قال عندما يصبح أو يمسي اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك الحمد و لك الشكر حتى ترضى فقد أدى شكر يومه، و من قال حين يمسي فقد أدى شكر ليله.
التفضل: قال تعالى: (و لقد فضلنا بعض النبيين على بعض و آتينا داود زبورا) [سورة الإسراء: 55]. و قال تعالى: (و لقد كرمنا بين آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) [سورة الإسراء: 70].
قطاً ما من مخلوق إلا و قد فضل عليه ابن آدم و لهذا جعله الله المخلوق الوحيد المختار و سخر كل ما في هذا الكون له من أجل هذا فإن صالحي البشر أفضل من صالحي الملائكة لأنهم ليسوا مجبرين.
المنة: هي النعمة التي لا يستطيعها غير المنان سبحانه و تعالى و المنة هي النعمة التي لا يسأل المنعم عن ثوابها قال تعالى: (قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين) فالمن هي النعمة العظمى التي لا يستطيع أحدٌ غير معطيها أن يعطيها و امن بالمعنى الآخر هي التذكير بها على الممنون عليه، و هذه لا تليق إلا بالله وهي من البشر مفسدة و عيب.
الرحمة: هي إعطاء النعمة لمن لا يستحقها و أن يرفع العقوبة عن من يستحقها و لذلك هذه الرحمة تالية لن الله سبحانه و تعالى يحب فلاناً فيعطيه نعمة لا يستحقها لم يقدم أسبابها و لم يباشر لها عملاً جاءته هكذا أو كان يستحقها عقاباً معيناً فعفا عنه رحمة به.
ـ[علي الوشاحي]ــــــــ[24 May 2008, 11:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر جزيلاً لـ د: خضر
والأستاذة سمر الأرناؤط
ووفقكم لكل خير
على الفوائد النفسية
بالنسبة لنقل عن الدكتور / أحمد الكبيسي، هل أجد هذا الكلام موثقاً في شيء من الكتب أو المواقع الرسمية؟
نحن في انتظار المشاركات من اساتذتنا الفضلاء
وبارك الله جهودكم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[24 May 2008, 05:57 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل علي
بالنسبة لنقل الدكتور الكبيسي فأنا أفرغ الحلقات كما يتفضل بها الدكتور خلال البرنامج وهي منقولة حرفياً وتجدها مع غيرها من الحلقات للدكتور في صفحة الكلمة وأخواتها على موقعي إسلاميات
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما عملنا ويعلمنا ما ينفعنا اللهم آمين.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[27 May 2008, 12:31 م]ـ
من الناحية الأصولية لا يتفق كثير مما ورد في المقال المنقول عن الدكتور الكبيسى مع المعني الظاهري التي تواترت به النصوص
فالبر درجة أعلي من الاحسان والأبرار أعلي من المحسنين كما يستنبط من النصوص
قال تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مم تحبون و ما تنفقوا من شيء فإن لله به عليم) [سورة آل عمران: 93].
إن الآية تنص علي أن البر درجة يسعي إليها المحسنون لن ينالوها حتي تجتمع فيهم هذه الصفات وصفاتهم في آية البقرة 177
والاحسان "…أن تعبد الله كأنك تراه …" كما في حديث جبريل المشهور، فأين هذا من القول --الإحسان: هو السلوك الاجتماعي المندوب الشاق الذي يكون غير ملزم إنما مندوب.فالمندوب أفضل من الفرض من حيث الأجر فالذي يرفع الدرجات هو المندوب و ليس الفرض و الفرض ينقذك من النار فالصوم في رمضان ينقذك من النار أما أن تحسن الصوم فهذا يرفع الدرجات و الصلاة هكذا فالركوع و قراءة الفاتحة و السجود تنقذك من النار لكن خشوعها و اطمئنانها ترفع درجاتك فالنوافل إذاً أرجى من الفروض و لذلك قال الله تعالى (إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون.) [سورة النحل: 90].
أظن أن هذا الكلام يحتاج لمراجعة أو ليدلني أحد الأخوة كيف تكون النوافل أرجي من الفروض؟!!!
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 May 2008, 11:15 م]ـ
الأخ الفاضل الأستاذ مصطفي أحييك على التمحيص العلمي وأقول:
إن العبارة الأولى لا غبار عليها في مقام مقارنة الإحسان بالعدل، أما كون المندوب أفضل من الفرض فهذا ما لسنا معه، ولكن أحب أن أقول إن هم الكاتب الأول هو المعلومة الموثقة، وهي لن تكون في معظم الللقاءات المتلفزة اللهم ما كان معنيا منها بمخاطبة العلماء والمتخصصين.