تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال ابن كثير: وإنما قال هاهنا: {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} ليكون ذلك تفسيرا للنعمة عليهم في قوله: {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} ثم فسره بهذا لقوله هاهنا {اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} وأما في سورة إبراهيم فلما قال: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ}، أي: بأياديه ونعمه عليهم فناسب أن يقول هناك: {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ويُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} فعطف عليه الذبح ليدل على تعدد النعم والأيادي.

... ***

قال الله تعالى: ((وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ)) الأنبياء/70

وقال الله تعالى: ((فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ)) الصافات/98

قال الدكتور صالح العايد في كتابه نظرات لغوية:

في سورة (الأنبياء) قال: (فجعلناهم الأخسرين) وفي الصافات قال: (فجعلناهم الأسفلين) والعلة في ذلك - والله اعلم - أن الله تعالى أخبر في سورة (الأنبياء) عن إبراهيم عليه السلام أنه تحدى قومه بالكيد لأصنامهم وأن قومه قابلوا التحدي بمثله فأرادوا كيده بإحراقه فألقوه في النار فنجاه الله تعالى منها فربح إبراهيم عليه السلام تكسير أصنامهم ونجاته من النار وخسر قومه أصنامهم وعدم بلوغهم مرادهم من رميه بالنار فناسب التعبير (الأخسرين) لأن الخاسر عندنا من فقد ما بيديه من مال أو سبب كان يتعمده لدنياه ومعاشه أو محاولة فسدت عليه فساءت حاله لذلك ومهما استحكمت حاله في ذلك كان أخسر ...

أما في سورة الصافات فأخبر الله تعالى عن قيامهم بتشييد بناء عال ورفعهم إبراهيم عليه السلام فوقه ليرموا به من هناك إلى النار التي أججوها فلما علوا ذلك البناء ورموه منه إلى أسفل عادوا هم الأسفلين لهلاكهم في الدنيا وسفول أمرهم في الآخرة حيث أعلى الله تعالى إبراهيم عليه السلام عليهم فناسب التعبير عنهم بـ (الأسفلين).

ـ[أمنية أحمد السيد]ــــــــ[21 Jun 2008, 05:42 ص]ـ

بسم الله ماشاء الله

معلومات قيمة أستاذى الفاضل

جزاكم الله خيراً.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير