رابعاَ: كيف تستطيع الجزم بأن: (خلوة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن إلا خلوة بالنفس ليس فيها عبادة ولا بحث عن الحق)؟
خامساَ: آية الشورى التي استشهدت بها {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} تطابق تماماَ المعنى الذي ذكرته لك: (أن الله هداه إلى مالم يكن يعلمه من تفاصيل الحق وتمام الهداية).
وفقني الله وإياك لكل خير.
ـ[العرابلي]ــــــــ[30 Jul 2008, 02:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمأرجو أن يكون في مناقشة الأخ الزهراني فوائد كبيرة.
ما أكتبه أراعي فيه دائمًا دقة الاستعمال اللغوي ما استطعت.
وأدرس الألفاظ اللغوية على ضوء فقه استعمال الجذور الذي يربط كل مشتقات ومبنيات الجذر الواحد برباط واحد، يتجلى فيه سر صناعة اللغة وهندستها، وليس بمعزل عن بقية الشجرة التي ينتمي إليها.
لقد ذكر الأخ الزهراني في تعليقيه نقاط عديدة لا بد من الوقوف عليها؛
كل من انحرف عن أصل الفطرة السليم ودلالة العقل الصحيح فقد ضل ,
قال تعالى: (قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) الأعراف.
فمن كان على الفطرة السليمة؟؟!!
ومن يحدد الفطرة السليمة؟
نحن نحددها بمفاهيم الإسلام
وغيرنا يحددها بمفاهيمه هو، ولو كان يرى من الفطرة أن يتزوج الذكر الذكر كما في أوروبا، لإشباع غريزة الجنس.
تحديد مفهوم "ضل" واستعماله؛ يأتي من دراسة اللغة التي استعمل فيها وكتاب الله الذي نزل بها ... فبذلك يتحدد فيما يستعمل.
وقد كان عند القوم آثارة من علم الأنبياء قبلهم ,
لا أعرف هذه الأثارة من العلم الصحيح الذي بقي عندهم وتمسكوا به؛ هل طوافهم عراة؟! أم صلاتهم عند البيت كما بينه الله تعالى: (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) الأنفال.
وكل من تذكر اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في بحثه عن الحق,
لا أعلم أن للنبي صلى الله عليه وسلم اجتهادًا في البحث عن الحق؛ والبحث عن الحق يحتاج إلى ما يتوجه فيه أو إليه ليجد عنده الحق؛ فلم يسأل أحدًا، ولم يقرأ كتابًا، ولم يرحل إلى بلاد لعله يجد غير الذي عليه قومه. ولم يناقش قومه في معتقداتهم؛ فأي اجتهاد هذا؟! وأي بحث هذا؟! يحتاج هذا القول إلى نقل يثبت فعل النبي صلى الله عليه وسلم. كل ما في الأمر أنه حبب إليه الخلوة فقط.
ومجافاته لعادات قومه , وانعزاله عنهم بتحنثه في غار حراء الليالي ذوات العدد = علم أن الله هداه إلى ما لم يكن يعلمه من تفاصيل الحق وتمام الهداية.
أرجو تحديد "الحق" في قولك الذي كان يعرفه، وإقامة الدليل عليه، لنربطه بالتفاصيل التي قامت عليه بعد ذلك، حتى نطمئن إلى هذا القول.
ولو ذهبنا إلى أن الضلال على مراتب لزال اللازم والإشكال الذي ذكره أخي العرابلي؛ من نحو: الشرك والكفر وأفعال الجاهلية.
وهذا ما يثبته أعداء الله تعالى للنبي من أفعال جاهلية يؤاخذ عليها – استنادًا إلى الفهم الخاطئ للآية - أما الأعمال الفطرية السليمة فيفعلها المؤمن والكافر؛ لكن الوصف للفعل بفعل جاهلي؛ يعني أنه مخالف لحكم الله وما نزل به الإسلام. وهناك من مكارم الأخلاق عند العرب تممها الرسول صلى الله عليه وسلم بخلقة القائم على أحكام الله، ولا توصف بأنها أخلاق جاهلية.
فمن الضلال أشده وهو الكفر والشرك , ومنه ما دونه من أنواع الموبقات والصغائر وما لا ينفك عنه بشر , فمخالفة شيء من ذلك ضلال بحسبه. وهذا التفاوت في مراتب الضلال كحال ألفاظ شرعية كثيرة في تنوعها كالكفر والشرك والفسوق ونحوها.
هذا التقسيم لا أدر عنه؟ وكلامك غير واضح لي فقولك " فمخالفة شيء من ذلك ضلال بحسبه" بحسبي أنا؟ أم بحسب الاستعمال اللغوي؟
وبقولك مخالفته تثبت أنه ضلال أي مخالفة ذلك الباطل .. فإن أردت ذلك فهذا إثبات منك توافقني فيه على أنها شهادة تبرئة من الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام من الكبار والصغائر من أفعال الجاهلية.
أكثر ما يؤثر في تناول مثل هذه الموضوعات: الاعتقاد السابق على الاستدلال.
¥