تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مرهف]ــــــــ[26 Jul 2008, 11:26 ص]ـ

بارك الله بك على التوضيح، ولكن ينبغي تعيين مناط الخلاف بيننا في هذه القضية ودعني أبدأ من الأخير:

بالنسبة لتقديم كلام الفقهاء على كلام اللغويين والأمثلة التي ذكرتها صحيحة ولكن هذه ليست على إطلاقها وإنما يقدم كلام الفقهاء على اللغويين في تأويل الآيات عند التعارض والاختلاف، بمعنى آخر إن الأصوليين نصوا أنه إذا تعارض المعنى اللغوي مع المعنى الشرعي فإنه يقدم المعنى الشرعي على اللغوي، كلأمثلة التي ذكرتها وغيرها فهذه محلها، وليست على إطلاقها، ولكن الأصل هو تحكيم اللغة ولسان العرب.

وأما بالنسبة للمعاجم واللغة فإن الأصل فيها النقل والتدوين وهذا متوفر بالمعاجم واضطراب بعض الناس في التعامل معها لا يلغي العمل بمضمونها ولا ينقصه، ثم إن الله تعالى أنزل القرآن بلسان عربي وتكفل بحفظه ومن الأسباب التي هيأها الله تعالى لحفظ كتابه أن حفظ لسان العرب والسنة لأنهما أصل بيان القرآن الكريم، والقول أن المعاجم اللغوية لا توصل للسان العرب دعوى تحتاج لدليل وتثبت، وأما إن كان المراد بكلامك لنقص الطرق في التعامل مع المعاجم فهذا أيضاً غير مسلم به بل هي تهمة للمشتغلين الأفذاذ في مجال الاستنباط فالعبرة بهم، وأنت تعلم أن من طرق التفسير مثلاً: التفسير التحليلي، ومن طرق شرح السنة: الشرح التحليلي وفي هذه الطرق البيان اللغوي المفصل مع الإعراب والروايات والطرق والقراءات وما يتعلق بالاستنباط من مباحث الدلالة وطرق البيان.

وأما بالنسبة لظاهر النص: فتقول: (ظاهر اللفظ إن أريد به نفس مراد المتكلم وتُوصل إليه بما ذكرتُ وذكرتَ فلا عيب ولا عتب .. وواقع الحال غير هذا ... ).

ولكن يا أخي الكريم: هل تستطيع أنت أن تقول بعد اتباع ما ذكرته "منهج الاستنباط" بأن ما خرجت به من الدلالة هو نفس مراد الله تعالى؟!، فإن كان كذلك فلم الاختلاف في التفسير، إن ظاهر النص حجة على من يستنبط ما يخالف ذلك كما نص على ذلك الزركشي والسيوطي وغيرهما، فمن استدل مثلاً بقوله تعالى: (فإذا النجوم طمست وإذا السماء فرجت) [المرسلات: 8، 9] على الثقوب السوداء نقول له هذا مخالف لظاهر النص لأن السياق عندما تقوم الساعة، ولأن معنى فرجت لغة: (انشقت) والثقب الأسود فجوة وليس فرجة، ولأن السماء هنا معهودة معروفة وتخصيصها بالنجم يحتاج لدليل ولا دليل، وبذلك حكمنا ظاهر النص على من يخطئ في الاستنباط.

ولذلك يا أخي إن الاستنباط ليس عملية سهلة بل هو مخاطرة عظيمة وقد قال مسروق رحمه الله (اتقوا التفسير فإنه الرواية عن الله تعالى)، والاستنباط اجتهاد بشري سواء من ظاهر النص أو من إحدى أنواع الدلالات المعتبرة، المذكورة في أصول الفقه والتخصيص لا يقبل بدون دليل، هذا هو الأصل والله أعلم.

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jul 2008, 12:51 م]ـ

بارك الله بك على التوضيح، ولكن ينبغي تعيين مناط الخلاف بيننا في هذه القضية ودعني أبدأ من الأخير:

بالنسبة لتقديم كلام الفقهاء على كلام اللغويين والأمثلة التي ذكرتها صحيحة ولكن هذه ليست على إطلاقها

الذي قلتُه أنا بحروفه:

وكتقديم تفسير الفقهاء على تفسير اللغويين في الجملة.

وليس في كلامي تقديم كلام الفقهاء على الإطلاق .. ومعنى في الجملة: أن الفقهاء أعلم بكلام النبي صلى الله عليه وسلم من اللغويين فتفسيرهم مظنة الصواب أما تقديم كلامهم مطلقاً فيقتضي أن تفسيرهم مئنة الصواب وهذا مالم أزعمه ..

وإنما يقدم كلام الفقهاء على اللغويين في تأويل الآيات عند التعارض والاختلاف، بمعنى آخر إن الأصوليين نصوا أنه إذا تعارض المعنى اللغوي مع المعنى الشرعي فإنه يقدم المعنى الشرعي على اللغوي، كلأمثلة التي ذكرتها وغيرها فهذه محلها، وليست على إطلاقها، ولكن الأصل هو تحكيم اللغة ولسان العرب.

هذه العبارة بالذات يا شيخ مرهف هي خير مثال على اختلاف المنهج الذي أعرضه عن المنهج الي عندك والذي عند الأصوليين ...

فهذه العبارة لا مكان لها في منهجي ..

ولا مكان في منهجي لكلمة الأصل هذه قط ...

وإثبات هذه الأصول إنما حدث بغير دليل ولا حجة ..

وعلى هذه الأصول الاعتراضات التي ذكرتُها وغيرها ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير