تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[علي المعشي]ــــــــ[23 - 08 - 2007, 02:35 ص]ـ

مرحبا أخي أبا تمام، ولك الشكر على ما تفضلت به من نقل، ولكني لا أجد فيه ما تطمئن إليه النفس بشأن جواز قطع النعت غير المكرر إذا كان المنعوت مجهولا.

فأما القسم الثاني (المعلوم) فلا شأن لنا به لأنه لا يطابق ما نحن فيه، وأما القسم الأول (المجهول) فنجد أنه قال فيه:

فإِن كان مجهولاً فالإِتباع ليس إِلا، نحو: مررتُ برجلٍ كريمٍ

أي أن الأصل عنده المنع، ثم استثنى من هذا الأصل حالة خاصة مقيدة بقيد لا يخلو من وهن حيث قال:

إلا أنْ تقدّره وإن كان مجهولاً، تقدير المعلوم فإنه إذ ذاك يجوز الإِتباع والقطع وكأنّ المخاطب يبنى على أنَّ الصفة يتبين بها الموصف وإن لم تورد تابعة لأنها لا تتبّين إلاّ به وذلك نحو: مررتُ برجلٍ كريمٍ وكريماً.

وموضع الوهن هنا في قوله: "وكأنّ المخاطب يبنى على أنَّ الصفة يتبين بها الموصوف وإن لم تورد تابعة"

* فهو يشترط لجواز القطع أن تكون الصفة دالة على الموصوف حتى لو لم ترد تابعة له وهذا لا يمكن الجزم به إلا في قليل من الصفات التي يغلب أن يوصف بها موصوف معين لا يكاد يوصف بها غيره.

* ثم إنه مثل بقوله (مررت برجل كريم) على الحالة التي يمتنع فيها القطع مطلقا، ثم مثل بقوله (مررت برجل كريما) على الحالة التي يجوز فيها القطع، دون أن يكون هناك فرق بين المثالين كوجود قرينة أو ما شابه، وإنما قيد التفريق بين الحالتين بأمر غيبي مخبوء في ذهن المخاطب وليس بوسع القائل التحقق منه، وهو أمر نسبي حتى لو تحقق في بعض المخاطبين لم يتحقق في بعضهم الآخر! فهل يمكن الاعتماد على ضابط كهذا للفصل بين حكمين أحدهما (منع مطلق) والآخر (جواز بغير ضعف)؟؟؟

أخي الحبيب

جل علمائنا متفقون على منع قطع النعت غير المكرر إذا كان المنعوت غير معلوم ومنهم ابن عصفور نفسه، وإنما الإجازة عند ابن عصفور استثناء يعتمد على ضابط هلامي لم أجد فيه ما يقنعني لأتخلى عن الرأي الصريح لكثير من النحاة، وهذه قناعة شخصية قد يكون الصواب في غيرها.

ولك كل الود والتقدير.

ـ[أبو تمام]ــــــــ[23 - 08 - 2007, 02:42 م]ـ

عفوا أخي علي

اعتراضك الأول كان على القطع بشكل عام، حيث أنّه لا يجوز القطع إلا إذا تكررت الصفة حسب رأيك، وهو ضعيف، ولم يكن ما إذا كان النعت معرفة أو نكرة.

ونقلي كان من أجل مسألة قطع النعت وإن لم يتكرر، فجل العلماء على جوازه وإن لم يتكرر.

الاعتراض الثاني لا يجوز قطع النكرة غير المكررة، وابن عصفور - رحمه الله- على جوازه إذا نزّلت النكرة منزلة المعرفة، أو إذا كان الاسم النكرة معروفا لدى المخاطب، وإلا فلا يجوز القطع.

والمسألة بسيطة جدا، إذ ابن عصفور- رحمه الله- لا توحي عبارته بالوهن- ولا أدري من أين أتيت بالوهن-، بل أصل المسألة متى ما كانت النكرة معلومة عند المخاطب جاز القطع، وذلك نحو أن يأتي رجلٌ معروفٌ بالكرم في مجلس عند أناس، واشتهر به، ثم تتحدث عنه بعد فترة قائلا: أتذكرون حينما جاءنا رجلٌ كريمًا.

فهو معلوم عند هؤلاء الناس، والقرينة معنوية، فليست كل القرائن عندنا في اللغة لفظية.

فالعلماء على منعه كما تفضلت، وابن عصفور -رحمه الله- على منعه أيضا، واستثنى هذه المسألة.

ثم اعلم أنّ السيوطي - رحمه الله- في همع الهوامع، والمرادي - رحمه الله- في توضيح المقاصد أجازا ذلك في الشعر.

والله أعلم

ـ[علي المعشي]ــــــــ[24 - 08 - 2007, 07:08 م]ـ

اعتراضك الأول كان على القطع بشكل عام، حيث أنّه لا يجوز القطع إلا إذا تكررت الصفة حسب رأيك، وهو ضعيف، ولم يكن ما إذا كان النعت معرفة أو نكرة.

مرحبا أخي أبا تمام

لم يكن اعتراضي الأول على قطع النعت غير المكرر بشكل عام، ولكني لم أحتج إلى حكم قطع المنعوت المعرفة لأن المنعوت في بيت الأخت كان نكرة فكان تعقيبي في محيط البيت فحسب.

أما في المشاركة الثانية فقد حصرتُ استيضاحي في قطع نعت المنعوت النكرة المحضة، وكان ذلك قبل أن تتفضل بنقل كلام ابن عصفور رحمه الله ما يدل على أني لا أعترض على القطع حينما يكون المنعوت معرفة سواء أتكرر النعت أم لم يتكرر.

على أننا متفقان إن شاء الله فيما قرره علماؤنا من منع قطع نعت المنعوت النكرة ما لم يتكرر، وتبقى مسألة تنزيل النكرة منزلة المعرفة في هذا الباب استثناء من قاعدة عامة وهذا الاستثناء إنما قال به بعض النحاة دون بعضهم الآخر، والاستثناء لا يسقط الأصل كما تعلم، أضف إلى ذلك أنه لا يحسن التوسع في الحمل على هذا الاستثناء حتى لا نخلط أحكام المعرفة بأحكام النكرة. والله أعلم.

ـ[قبة الديباج]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 10:23 ص]ـ

الأساتذة الكرام: محمد الجهالين، وعلي المعشي، وأبو تمام ..

بارك الله فيكم وفي علمكم، وجزاكم الله خيراً ..

الاعتراض الثاني لا يجوز قطع النكرة غير المكررة، وابن عصفور - رحمه الله- على جوازه إذا نزّلت النكرة منزلة المعرفة، أو إذا كان الاسم النكرة معروفا لدى المخاطب، وإلا فلا يجوز القطع.

والمسألة بسيطة جدا، إذ ابن عصفور- رحمه الله- لا توحي عبارته بالوهن- ولا أدري من أين أتيت بالوهن-، بل أصل المسألة متى ما كانت النكرة معلومة عند المخاطب جاز القطع، وذلك نحو أن يأتي رجلٌ معروفٌ بالكرم في مجلس عند أناس، واشتهر به، ثم تتحدث عنه بعد فترة قائلا: أتذكرون حينما جاءنا رجلٌ كريمًا.

فهو معلوم عند هؤلاء الناس، والقرينة معنوية، فليست كل القرائن عندنا في اللغة لفظية.

فالعلماء على منعه كما تفضلت، وابن عصفور -رحمه الله- على منعه أيضا، واستثنى هذه المسألة.

ثم اعلم أنّ السيوطي - رحمه الله- في همع الهوامع، والمرادي - رحمه الله- في توضيح المقاصد أجازا ذلك في الشعر.

والله أعلم

الفاضل أبو تمام، إني أجدُ المسألة هنا تراقبُ واقعَ البيتِ الشعري، وإخالُ أنّ قارئ القصيدة سيعلمُ مباشرة بأن القلبَ فيه هو قلبُ الشاعر، فهو وإن كان نكرة إلا أنّ السياقَ الوارد فيه يحمله على المعرفة، ولا أظنّ أيّ قارئ للقصيدة سيردُ على باله أن الحديث عن (قلب) بشكل عام.

تحياتي وتقديري ..

.

.

.

قبةُ الديباج:)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير