هذه العين وضعها الله في محجر وقاية لها، جعل لها هذا الجفن لتنظيفها، جعل هذا الدمع القلوي الذي يذيب المواد الصلبة، هذه الأشفار وهذه الأحداب، جعل هذا الجفن، جعل هذه العضلات العلوية والسفلية والأنسية والوحشية، جعل هذا العصب البصري، 900 ألف عصب تمر في حبل لا يزيد عن مليمتر، 900 ألف عصب وهذه الشبكية بطبقاتها العشر وهذه الشبكية بـ130 مليون ليف عصبي ومخروط من أجل التقاط أدق تفاصيل الصورة وأدق الألوان. يد من فعلت هذا؟ من شق هذه العين؟ من شق هذا السمع؟
أخلقوا من غير شئ أم هم الخالقون
(سورة الطور: الآية35)
والله يا أخوان: العين وحدها كافية كي يذوب الإنسان تعظيما لله عز وجل
" ولو نشاء لطمسنا على أعينهم "
الإنسان يرى الضوء، يرى الشمس يرى السماء، يرى النجوم، يرى الأزهار، يرى الأطيار، يرى الأسماك، يستمتع بالألوان، ما قيمة جمال ابنك الذي بين يديك لولا هذه العين؟ كل ما في الكون من جمال تنعدم قيمته لولا هذه العين! لقد شق الله هذه العين من أجل أن ترى الآيات، من أجل تسبيح الله عز وجل، من أجل أن تنقل لك هذه العين صور المحيط الخارجي فيخشع قلبك وتستقيم سيرتك، لو لم نشأ لهم الهداية، لو لم نشأ لهم السعادة، لو لم نشأ بهم القرب، لو لم نعدهم لحياة أبدية فيها سعادة لا تنقضي
" لطمسنا على أعينهم"
يعني لما الأب، ولله المثل الأعلى، يقدم لابنه أعلى مصروف للدراسة وأرقى جامعة وأعلى قسط وغرفة خاصة، يعفيه من كل الخدمات، يقدم له كل المراجع، يهيئ له كل المدرسين المتفوقين، يبذل نفقات باهظة، ما مراد الأب من كل هذا؟ أن يبقيه جاهلا؟ هل يقول ابن لأبيه أنت تريدني أن أرسب؟ كل هذه الخدمات، كل هذه العنايات، كل هذا الإنفاق، كل هذا الترتيب، كل هذا التدبير، وأنا أريدك أن ترسب! هذا افتراء على الله عز وجل، فهذا الذي يظن أن الله عز وجل خلق الكافر كافرا وأراده أن يكون كافرا وسوف يعذبه إلى الأبد لا لأنه كفر ولكن لأن مشيئة الله هكذا، هذا الذي يسيئ الظن بالله عز وجل لا يعرف الله عز وجل.
لذلك لو أردنا لهم الضلالة، لو أردنا أن نشقيهم لو أجبرناهم على الانحراف، لو أجبرناهم على الكفر، لما خلقنا لهم كل هذا الكون ولا كل هذه الحواس ولا كل هذا الإدراك،
ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط
الله عز وجل أعطانا سمعا، أعطانا دلائل، إذا أردت أن تعرف الله فذلك الكون. النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
" حسبكم الكون معجزة ".
وإذا أردت أن تعبد فذاك القرآن منهج قويم، صراط مستقيم، حبل الله المتين، نور من السماء للأرض، هذا القرآن. إذا أردت أن تعرفه فذلك الكون، وإن أردت أن تعبده فهذا هو المنهج، وإن أردت أن تتقرب إليه أعطاك حركة، قوة، أعطاك طاقة عضلية، وطاقة فكرية، وطاقة نفسية، أعطاك ملكات، مهارات لذلك لو أننا أجبرناهم على الضلال، لو أردنا منهم أن يكونوا كذلك، ولو نشاء كما يدعون لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط، تنازعوا، تدافعوا، ضلوا، فسدوا
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[22 - 08 - 2007, 08:32 م]ـ
(ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاسبتقوا الصراط فأنى يبصرون)
لطمسنا: اللام رابطة لجواب الشرط
فاستبقوا: الفاء عاطفة
أنى: اسم استفهام مبني على السكون فى محل نصب حال بمعنى كيف
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[22 - 08 - 2007, 11:01 م]ـ
"لو"حرف شرط غير جازم
ـ[عمرو عثمان]ــــــــ[23 - 08 - 2007, 01:53 ص]ـ
:; allh الواو: حرف عطف على ما تقدّم
نشاء: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر
لطمسنا: اللام: واقعة فى جواب الشرط حرف مبنى على الفتح لامحل له من الإعراب، طمسنا: طمس: فعل ماض مبنى على الفتح،"نا":ضمير مبنى فى محل رفع فاعل.
على: حرف جر زائد
أعينهم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرالزائد.
والله تعالى هو أعلى وأعلم
ـ[محب العلم]ــــــــ[23 - 08 - 2007, 09:31 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا التوضيح الشافي الكافي , ولكن عندي إشكالية من حيث تصريف الفعل استبقوا
كيف استطيع أن أفرق بين الماضي والأمر من الفعل (استبقوا) أرى أنها متشابهة ولكن أريد من الأخوة الأفاضل تصريف الفعل (استبقوا) موضحاً بالحركات حتى تتضح الصورة كاملة.
لا حرمكم الله الأجر.
ـ[محب العلم]ــــــــ[24 - 08 - 2007, 03:10 م]ـ
أليس هناك من يجيب على هذا السؤال , وسأعيده مرة أخرى
أريد: تصريف الفعل (استبقوا) الأمر والماضي والمضارع والمصدر موضحاً بالحركات
وبارك الله فيكم.