ـ[روز]ــــــــ[15 - 01 - 2009, 01:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الجهد ....
ـ[ابوروان]ــــــــ[17 - 01 - 2009, 01:22 م]ـ
.
المبحث الثالث: ـ
تأنيث الفعل مع الفاعل وجوباً وجوازاً.
من أحكام الفاعل أنه إن كان مؤنثاً أنث فعله, وعلامة تأنيث الفعل: تاء ساكنة في آخر الماضي ,، وبتاء المضارعة في أول المضارع، نحو:"جاءت فاطمةً، وتذهبُ خديجةُ". (1)
وهذا التأنيث يكون واجبًا أو جائزًا:
أما وجوب التأنيث فانه يجب تأنيث الفعل مع الفاعل في موضعين: ـ
1ـ أن يكون ضميراً مستتراً يعود على مؤنث نحو: (هندٌ قامت)
ويجوز تركها في الشعر إن كان التأنيث مجازياً, كقول الشاعر: (2)
فإما تريني ولي وليمةُ ... فإن الحوادث أودى بها (3)
فإن الشاعر في البيت لم يلحق تاء التأنيث بالفعل الذي هو قوله (اودى) مع كونه مسنداً إلى ضمير عائد إلى اسم مؤنث وهو (الحوادث).
2ــ إن يكون الفاعل , اسماً ظاهراً حقيقي التأنيث , نحو قوله تعالى:
(إذ قََاَلَت امرَأةُ عِمرَان) (4)
أما جواز التأنيث فانه يجوز تأنيث الفعل مع الفاعل في المواضع التالية:
1ـ إذا كان الفاعل اسمًا ظاهرًا حقيقي التأنيث مفصولاً عن الفعل بفاصل غير "ألا" جاز إثبات التاء أو حذفها, والإثبات أفضل, نحو: أتى القاضي بنتُ الواقف، والأجود: أتت.
وأما إذا كان الفاصل بـ"إلا" , لم يجز إثبات التاء عند الجمهور فتقول: ما قام إلا هند , وما طلع إلا الشمس, ولا يجوز (ما قامت إلا هند, ولا ما طلعت إلا الشمس) (5)
وذهب بعض النحاة كا الاخفش إلى أن التأنيث خاص بالشعر, كقول الشاعر: (6)
ما برئت من ريبة وذَمِّ في حربنا إلا بنات العَمِّ (7)
وذهب ابن مالك إلى جوازه في النثر وقرئ: (إن كانت إلا صيحة) (8)
2ـ أن يكون الفاعلُ مؤنثاً مجازياً ظاهراً (أي: ليس بضميرٍ)، نحو: (طلعتِ الشمسُ، وطلعَ الشمسُ). والتأنيثُ أفصحُ.
3ـ أن يكون الفاعل جمع سلامة لمؤنث، أو جمع تكسير لمذكر أو مؤنث، فمثال جمع المؤنث السالم: حضرت المعلمات، وحضر المعلمات.
ومثال جمع التكسير لمذكر: بدأ العمال، وبدأت العمال.
ومثال جمع التكسير لمؤنث: عرفت الفواطمُ قيمة الحجاب، أو عرف.
4ـ جواز تأنيث الفعل، حينما يكون من أفعال المدح أو الذم كـ (نعم وبئس) مسندين إلى مؤنث حقيقي التأنيث نحو: نعمت الأم تربي أولادها وتلزم بيتها، ويجوز: نعم الأم. . . لأن كلمة (الأم) مقصود بها الجنس، لا يراد بها واحدة بعينها، على سبيل المبالغة في المدح، فأشبه جمع التكسير في أن المقصود به متعدد.
المبحث الرابع:
صورة الفعل إذا كان فاعله مثنى أو مجموعاً.
إن للفعل صورة ثابتة لا تتغير مع تغير حالات فاعله من حيث ألتثنيه أو الجمع, وهذه الصورة تكون مجرده من علامة ألتثنيه أو الجمع.
مذهب جمهور العرب أنه إذا أسند الفعل إلى ظاهر مثنى أو مجموع وجب تجريده من علامة تدل على التثنية أو الجمع فيكون كحاله إذا أسند إلى مفرد؛ فتقول: (قام الزيدان ,وقام الزيدون, وقامت الهندات) , كما تقول: (قام زيد). (9)
وقد تتغير الصورة ,فتثنى مع المثنى وتجمع مع الجمع ولكن هذا للغة لقوم خاصة من العرب. وعلى لغة ضعيفة لبعض العرب، فيطابق فيها الفعل الفاعِلَ. فيقال على هذه اللغة: أكرماني صاحباك، وأكرموني أصحابك،" (10)
ومن كلام العرب قول الشاعر: (11)
تولى قتال المارقين بنفسه وقد أسلماه مُبْعَدٌ وحميم (12)
الشاهد في البيت قوله: (وقد أسلماه مبعد وحميم) حيث وصل بالفعل ألف التثنية مع أن الفاعل اسم ظاهر.
وهذه العلامة وهي ألف المثنى دلوا بها على تثنية الفعل، والاسم الظاهر هو الفاعل, وتكون هذه العلامات أحرفاً، وليست ضميراً فاعلاً, فحكمها حُكمُ تاء التأنيث مع الفعل المؤنث؛ وهذا القياس قليل.
المبحث الخامس: ـ
حكم حذف الفعل وبيان الخلاف في الاسم المرفوع بعد أداة الشرط.
قد يحذف الفعل في الكلام إن دل عليه دليل , وأن فعل الفاعل يحذف، إما جوازاً وإما وجوباً ,ويكون ذالك في المواضع التالية: ـ
*جواز حذف الفعل: أن يجاب به نفي، مثل أن يقال: ما قرأ أحد، فيقول: بلى علي. أي: بلى قرأ علي.
أو استفهام نحو: من صلى بالناس؟ فيقال: خالد. ومنه قوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) (13)
¥