تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إذا أريد حذف الفاعل لغرض لفظي أو معنوي, ترتب على حذفه ,تغيير صيغة الفعل , وإقامة نائب عنه، يحل محله، ويأخذ أحكامه التي ذكرناها في (باب الفاعل) , لأنه قائم مقامَهُ، فله حكمه.

ومن أحكامه: 1ـ لزوم الرفع 2ـ وجوب التأخر عن رافعه 3ـ لابد منه وعدم جواز حذفه 4ـ وقوعه بعد المسند. وذلك نحو (نيل خير نائل) ,فخير نائل: مفعول قائم مقام الفاعل.

ولا يجوز تقديمه فلا تقول: (خير نائل نيل) على أن يكون مفعولا مقدما بل على أن يكون مبتدأ وخبره الجملة التي بعده وهي (نيل) والمفعول القائم مقام الفاعل ضمير مستتر والتقدير: (نيل هو) وكذلك لا يجوز حذف (خير نائل) فتقول: (نيل). (2)

5ـ أن يؤنث فعله إن كان هو مؤنثا، نحو: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} (3)

6ـ وأن يكونَ فعلُه موحِّداً، وإن كان هو مثنى أو مجموعاً، نحو: ضُرِبَ الزيدان وضُرِبَ الزيدون.

7ـ ويجوز حذفُ فعلِه لقرينة دالة عليه.، ويكون حذفه إما جائز، أو واجب نحو: قوله تعالى (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ). (4)

إلى هنا نهاية المبحث الأول من الفصل الأول, حيث ذكرت تعريف نائب الفاعل وأحكامه ولعلي أكون قدمت ما يفي بالغرض.

المبحث الثاني:

تغيير صورة الفعل عند بنائه للمفعول.

يسند الفعل الماضي والمضارع إلى نائب الفاعل، ولا يسند إليه فعل الأمر، ولا الفعل الجامد، ويجب أن تُغير صورة الفعل إذا أسند إليه، ويكون هذا التغير على النحو الآتي:

1 - إذا كان فعل ماضي صحيح العين، غير مبدوء بتاء زائدة، ولا همزة وصل، ولا مضعّفًا؛ ضم أوله وكسر ما قبل آخره: قرأ محمد الكتاب = قُرِئ الكتاب.

2 - إذا كان فعل ماضي معتل العين سمع في فاءه ثلاثة أوجه: أـ إخلاص كسر الألف وقلبها إلى "يا": باع = بِيع، قال = قِيل. ب ـ إخلاص الضم وقلب الألف إلي واو: قال =قول , باع = بوع ج ـ الإشمام (5) وتقلب الألف "يا"

3 - إذا كان فعل ماضي مبدوءًا بتاء زائدة"تاء المضارعة"؛ ضم أوله وثانيه وكسر ما قبل آخره: تعلم = تُعُلِم، تقدم = تُقُدِم.

4 - إذا كان فعل ماضي مبدوءًا بهمزة وصل؛ ضم أوله وثالثه ويكسر ما قبل آخره: استغفر = اُستُغفِر، انتصر = اُنتُصِر.

5 - إذا كان فعل ماضي مضعّفًا؛ جاز في فائه الضم أو الكسر أو الإشمام: عدّ = عُِدّ، شدّ = شُِدّ.

6 - إذا كان فعل مضارع قبل آخره واو أو ياء؛ قلبت الواو أو الياء ألفا: يقول = يقال، يصوم = يصام، يبيع = يباع.

7 - إذا كان فعل مضارع ولم يكن قبل آخره واو أو ياء؛ يضم أوله، ويفتح ما قبل آخره: يعاقب = يُعاقَب، يكتب: يُكتَب.

8ـ إذا كان الفعل الماضي المُعَلُّ العين على وزن (افتعل) أو (انفعل) جاز في الحرف الثالث الأصلي منه الأوجه الثلاثة السابقة، وهي: الضم والكسر والإشمام: أختار = اُختير.

المبحث الثالث:

ما يقوم مقام الفاعل بعد حذفه.

يترتب على حذف الفاعل أمران لابد منهما وهما: تغيير تغير صورة الفعل وبنائه للمجهول. والأمر الثاني: إقامة نائب عنه يحل محلَّه، ويخضع لكثير من أحكامه, ويكون هذا النائب واحد من أربعة أشياء وهيا كما يلي: ـ (6)

1ـ المفعول به, نحو قوله تعالى: (وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ) (7)

ولا ينوب غير المفعول به إلا بشرط أن يكون قابلا للنيابة أي: صالحا لها.

2ـ الجار والمجرور , نحو قوله تعالى: (وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ) (8)

على شرط أن لا يكون حرف الجرّ للتعليل، فلا يقال: "وُقِف لكَ، ولا من أجلِكَ". إلا إذا جعلتَ نائبَ الفاعل ضمير الوقوف المفهوم من "وُقِفَ" فيكون التقدير: "وُقِفَ الوقوفُ، الذي تعهد، لك أو من أجلك". (9)

ولا يصلح أن تقول: " جُلس في دار" لا يكون المجرور نائب عن الفاعل

لأنه لا فائدة في ذلك.

3ـ المصدر المتصرف المختص، نحو قوله تعالى: (فإذا نُفخَ في الصُّورِ نفخةٌ واحدةٌ). (10)

والمراد بالمتصرف هنا: ما يخرج عن النصب على المصدرية إلى التأثر بالعوامل المختلفة, نحو: (أكْل، كتابة) وغيرها.

والمراد بالمختص. أن يكتسب المصدر من لفظ آخر معنى زائداً على معناه المبهم المقصور على الحدث المجرد، نحو: (جُلس جلوسُ الخائف). بخلاف: (سير سير) , لعدم الفائدة.

4ـ الظرف المتصرف المختص، نحو: "صِيمَ رمضانُ".

والمراد بالمتصرف هنا: ما يخرج عن النصب على الظرفية وعن الجر بـ (مِنْ) إلى التأثر بالعوامل المختلفة كـ: زمن ووقت وغيرها. بخلاف "عندك, ومعك, وثم" لامتناع رفعهن.

ونحو مكانا وزمانا إذا لم يقيد.

والمختص هو: أن يزاد على معنى الظرفية معنى جديد ليزول الغموض والإبهام عن معناه، وذلك إما بوصف أو إضافة أوعلمية ونحوها، مثل: صيم يومُ الخميس. (11)

.....................................................

1ـ انظر شرح ابن عقيل ص453,454

2ـ سورة الزلزلة الآية: 1

3ـ سورة الانشقاق الاية:3

4ـقواعد اللغة العربية المبسطة. عبد اللطيف السعيد. ص 117

5ـ الإشمام: في النطق لا في الكتابة، وهو النطق بحركة صوتية تجمع بين ضمة قصيرة وكسرة طويلة على التوالي السريع.

6ـ انظر أوضح المسالك المجلد الثاني. ص123؛ وأيضا شرح ابن عقيل ص460

7ـ سورة هود الآية:44 وأصله: قضى الله الأمر

8ـ سورة الأعراف , الآية:149

9ـ انظر جامع الدروس العربية للشيخ الغلاييني الجزء الثاني ص 249

10ـ سورة الحاقة, الآية:13

11ـ منقول بتصرف من كتاب دليل السالك إلى ألفية ابن مالك ص241

.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير