تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ابوروان]ــــــــ[18 - 01 - 2009, 08:20 م]ـ

المبحث الثالث:

ما يقوم مقام الفاعل بعد حذفه.

يترتب على حذف الفاعل أمران لابد منهما وهما: تغيير تغير صورة الفعل وبنائه للمجهول. والأمر الثاني: إقامة نائب عنه يحل محلَّه، ويخضع لكثير من أحكامه, ويكون هذا النائب واحد من أربعة أشياء وهيا كما يلي: ـ (1)

1ـ المفعول به, نحو قوله تعالى: (وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ) (2)

ولا ينوب غير المفعول به إلا بشرط أن يكون قابلا للنيابة أي: صالحا لها.

2ـ الجار والمجرور , نحو قوله تعالى: (وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ) (3)

على شرط أن لا يكون حرف الجرّ للتعليل، فلا يقال: "وُقِف لكَ، ولا من أجلِكَ". إلا إذا جعلتَ نائبَ الفاعل ضمير الوقوف المفهوم من "وُقِفَ" فيكون التقدير: "وُقِفَ الوقوفُ، الذي تعهد، لك أو من أجلك". (4)

ولا يصلح أن تقول: " جُلس في دار" لا يكون المجرور نائب عن الفاعل

لأنه لا فائدة في ذلك.

3ـ المصدر المتصرف المختص، نحو قوله تعالى: (فإذا نُفخَ في الصُّورِ نفخةٌ واحدةٌ). (5)

والمراد بالمتصرف هنا: ما يخرج عن النصب على المصدرية إلى التأثر بالعوامل المختلفة, نحو: (أكْل، كتابة) وغيرها.

والمراد بالمختص. أن يكتسب المصدر من لفظ آخر معنى زائداً على معناه المبهم المقصور على الحدث المجرد، نحو: (جُلس جلوسُ الخائف). بخلاف: (سير سير) , لعدم الفائدة.

4ـ الظرف المتصرف المختص، نحو: "صِيمَ رمضانُ".

والمراد بالمتصرف هنا: ما يخرج عن النصب على الظرفية وعن الجر بـ (مِنْ) إلى التأثر بالعوامل المختلفة كـ: زمن ووقت وغيرها. بخلاف "عندك, ومعك, وثم" لامتناع رفعهن.

ونحو مكانا وزمانا إذا لم يقيد.

والمختص هو: أن يزاد على معنى الظرفية معنى جديد ليزول الغموض والإبهام عن معناه، وذلك إما بوصف أو إضافة أوعلمية ونحوها، مثل: صيم يومُ الخميس. (6)

..................................................................................

1ـ انظر أوضح المسالك المجلد الثاني. ص123؛ وأيضا شرح ابن عقيل ص460

2ـ سورة هود الآية:44 وأصله: قضى الله الأمر

3ـ سورة الأعراف , الآية:149

4ـ انظر جامع الدروس العربية للشيخ الغلاييني الجزء الثاني ص 249

5ـ سورة الحاقة, الآية:13

6ـ منقول بتصرف من كتاب دليل السالك إلى ألفية ابن مالك ص241

المبحث الرابع:

حكم إنابة غير المفعول مع وجود المفعول.

وإذا فُقدَ المفعول به من الكلام , جازت نيابة كل واحد من المجرور ِوالمصدرِ والظرفِ المختصَّينِ على السواء؛ ولا يجوز أن ينوب عن الفاعل اثنان أو أكثر؛ وذالك لأن النائب عن الفاعل كالفاعل لا يتعدد.

وقد اختلف النحويون في هذه المسألة على ثلاثة مذاهب ,وهي: ـ

1ـ مذهب البصريون إلا الأخفش: تجب نيابة المفعول به، ولا ينوب غيره مع وجوده، فتقول: (ضرب زيد ضربا شديدا يوم الجمعة أمام الأمير في داره) وما ورد من ذلك شاذ أو مؤول.

2ـ مذهب الكوفيون: تجوز إنابة غير المفعول به مع وجوده تقدم أو تأخر، واستدلوا بقراءة أبي جعفر (1) (لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ). (2) فقد قرأ (يُجزى) بالياء مضمومة مبنياً للمجهول، مع نصب (قوماً)، والنائب الجار والمجرور. وبقول الشاعر: (3)

لم يُعنَ بالعلياء إلا سيداً ولا شفى ذا الغي إلا ذو هدى (4)

الشاهد: فقد أناب الجار والمجرور عن الفاعل بقوله: (بالعلياء) مع وجود المفعول به في الكلام وهو قوله: (الاسيدا).بدليل نصب المفعول به.

3ـ مذهب الأخفش: أنه إذا تقدم غير المفعول به عليه جاز إقامة كل واحد منهما فتقول: (ضرب في الدار زيد , وضرب في الدار زيداً) وإن لم يتقدم تعين إقامة المفعول به, نحو (ضرب زيد في الدار) , فلا يجوز (ضُرب زيدا في الدار).

ـ والرأي الراجح هو رأى البصريون لأنه ضرورة شعرية بحيث أن القوافي كلها منصوبة فاضطراره هو الذي دعاء الشاعر إلى ذالك.

......................................................

1ـ وأبو جعفر هو يزيد بن القعقاع المخزومي المدني، المتوفى سنة 130هـ من القراء العشرة.

2ـسورة الجاثية، آية: 14.

3ـ هذا البيت من الرجز المشطور ومنسوب لرؤبة بن العجاج

4ـ معنى البيت: أنه لا يشتغل بمعالي الأمور وكريم الخصال إلا أصحاب السيادة والطموح، ولم يشف ذوى النفوس المريضة إلا ذوو الهداية والرشد.

المبحث الخامس:

حكم تأنيث الفعل مع نائب الفاعل.

يأخذ حكم تأنيث الفعل مع نائب الفاعل نفس حكم تأنيث الفعل مع الفاعل؛ لأنه قائم مقامَهُ، فله حكمه.

فحكم تأنيث الفعل مع نائب الفاعل , إذا كان نائب الفاعل مؤنثا أنث له الفعل بتاء ساكنة في آخر الماضي، وتاء متحركة في أول المضارع. وهذا التأنيث يكون واجبًا أو جائزًا؛ وسوف أعرض بعض الأمثلة للوجوب والجواز.

ـ يجب تأنيث الفعل إن كان نائب الفاعل اسماً ظاهراً حقيقي التأنيث نحو: أُكرِمت الطالبة، تُكرم الطالبة.

ـ و من الوجوب أن يكون ضميراً مستتراً يعود على مؤنث نحو قوله تعالى: (وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ) (1)

ومن أمثلة جواز تأنيث الفعل لنائب الفاعل المؤنث:

أكرمت/تكرم/ أكرم / يكرم = في المدرسة الطالبة

ونحو قوله تعالى: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا) (2)

...........................................................

1ـ سورة يوسف ,الآية: 65

2ـ سورة الزلزلة الآية:1

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير