ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[30 - 01 - 2009, 11:39 ص]ـ
نعم أستاذنا الكريم د. بهاء الدين لا أرى فرقًا بين (أن) و (أنّ) فهما للربط.
وأما قولنا (ظننت زيدًا منطلقًا) فهو شك مني بنسبة الانطلاق إلى زيد.
أما قولنا (ظننت أن زيدًا منطلق) فهو شك في جملة الخبر وصدقه، والتقدير عندي: ظننت أنّ زيدًا منطلق صحيحًا.
ونحن في شوق لقراءة ذلك.
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[30 - 01 - 2009, 07:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي بنقل رأي الدكتور فاضل السامرائي:
" ... لـ (أنَ) معان وغايات في الكلام مرتبطة لا يكاد ينفك أحدها عن الآخر، فإن أهم وظيفة لها أنها توقع الجملة موقع المفرد، فتهيئها لتكون فاعلة، ومفعولة ومبتدأ ومجرورة ونحو ذلك. وذلك نحو أن تقول: يعجبني أنك فزت، وأخشى أنك تعود، وأرغب في أنك تكون معنا. ولا يتم الكلام بها إلا مع ضميم معها، بخلاف (إنَ) المكسورة، فقولك (إنك فائز) كلام تام بخلاف (أنك فائز) فإنه جزء من كلام، وهو لا يؤدي معنى يحسن السكوت عليه ... "
" ... واختلف في كون (أنَ) مؤكدة أو لا، فذهب أكثر النحاة إلى أنها مؤكدة مثل: إنَ وأنها فرع عليها.
واستشكله بعضهم قال:" لأنك لو صرحت بالمصدر المنسبك لم يفد توكيدا، ويقال التوكيد للمصدر المنحل، لأن محلها مع ما بعدها المفرد، وبهذا يفرق بينها وبين (إنَ) المكسورة فإن التأكيد في المكسورة للإسناد، وهذه لأحد الطرفين " البرهان، الاتقان ...
وهنا شبهة أثارت بعض المحدثين في دلالتها على التوكيد، قالوا لو كانت تدل على التوكيد لوقعت في جواب القسم مثل (إنَ).
وهذه الشبهة مردودة من ناحيتين:
الأولى: إن مجيئها للتوكيد لا يعني أن تشبه (أن) من جميع الأوجه، فنحن نعلم أن (اللام) للتوكيد و (إن) للتوكيد وهناك خلاف بينهما في الاستعمال بل إن (أن) المخففة من الثقيلة قد تختلف معها في بعض الأحكام فيجوز في (أن) المخففة أن يكون خبرها جملة دعائية بخلاف الثقيلة كما هو معلوم.
ومن المعلوم أن نون التوكيد الخفيفة لا تقع في بعض مواطن الثقيلة ولها أحكام خاصة بها.
والناحية الأخرى إن (أن) كما ذكرنا تحول الجملة إلى مفرد في المعنى هو المصدر والقسم يجاب بجملة لا بمفرد ولذلك لا يجاب بها في القسم ومع ذلك أجاز بعض النحاة أن يجاب بها القسم " الهمع
" والصواب أنها تدل على التوكيد إضافة إلى ما ذكرناه من المعاني، فقولك: (علمت أن محمدا قائم) آكد من قولك (علمت محمدا قائما) إضافة إلى إيقاع الجملة المؤكدة موقع المفرد، أي علمت هذا الأمر. قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار) فلم يقل: فإن علمتم أنهم مؤمنات، لأن الإيمان أمر قلبي لا يطلع على حقيقته إلا الله، ولذلك قال (الله أعلم بإيمانهن) فاكتفى بالأمارات والدلالات الظاهرة التي تدل على الإيمان، ولم يؤكده بأنَ لأنه لا سبيل إلى اليقين القاطع.
وقال: (الآن خفف الله عنكم وعلم أنَ فيكم ضعفا) فجاء بأنَ لأنه علم مؤكد .... "
" ومما يدل على التوكيد أن القرآن إذا قرن الظن بها أفاد اليقين كما يقول النحاة، فحيث اقترنت به في القرآن الكريم أفاد الظن معنى العلم واليقين، قال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون) البقرة
وقد يكون للرجحان كقوله تعالى: (فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله) البقرة 230
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[30 - 01 - 2009, 10:34 م]ـ
وأما على القول التقليدي أي اعتبار (أنّ) حرفا بسيطا غير مركب فإن دلالته التوكيدية هي مسوغ اجتماعه إلى حرف مصدري آخر مثل (لو، ما) في المثالين، وفي هذا أيضا رد على من يرى (أنّ) حرفا مصدريا فقط لا توكيد فيه، إذ لو لم يفد التوكيد لكان اجتماعه إلى حرف مصدري آخر ضربا من الحشو غير المفيد
أخي الكريم عليا
أنت خبير أن الحرف المركب يكتسب بالتركيب أحكاما خاصة، فبعد أن تركب الحرفان صار للحرف الناتج عنهما حكم خاص يختلف عن حكم كل واحد منهما مفردا.
فاجتماع (لو) و (ما) مع (أنّ) على القول بتركيبها لا يختلف عن جتماعهما معها على القول بكونها غير مركبة، لأنها وهي حرف مفرد تعد حرفا مصدريا، فما يرد عليها هنا مركبة يرد عليها مفردة.
أما دخول (أنْ) على الجملة الاسمية فشواهده كثيرة ولكن النحويين يجعلونها المخففة من الثقيلة ويجعلون اسمها ضمير شأن، وهذا في نظري لا داعي له، وعندي أنه يوجد فرق بين قولنا: يعجبني أنْ زيد مجتهد، وقولنا: يعجبني أنه زيد منطلق، ففي المثال الأول يكون التقدير: يعجبني اجتهاد زيد، وفي الثاني يكون التقدير: يعجبني شأن اجتهاد زيد المؤكد.
مع التحية الطيبة.
¥