تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

جزى الله الأخوة الفضلاء كل خير، فقد وفّوا، وأشفوا.

لعلنا لا ننسى أنّ اجتلاب الألف للتفريق أتى قبل التشكيل، والضبط الذي كان مختصا بالقرآن الكريم، وهذا الفعل يُنسب لأبي الأسود (الضبط بالنقاط)، وتلميذه نصر بن عاصم (وضع النقاط للتفريق بين الحروف د-ذ-ر-ز إلخ ... ) عليهم رحمة الله جميعا.

فحينما أتى الخليل -رحمه الله- أبدل نقاط أبي الأسود بالتشكيل المتعارف عليه إلى اليوم (ُ-َ-ِ).

ومع ذلك فلعل الضبط كان خاصا بالمصحف، لذلك فأغلب المخطوطات العربية غير المصحف في العصور السالفة لا تُعنى بالتشكيل- حسب اطلاعي على بعض هذه المخطوطات- فلم أر إلا المصحف مخطوطا في هذه العصور بالتشكيل، سواء أكان نقاط أبي الأسود، أم تشكيل الخليل المتعارف عليه.

فلعل العلماء رأوا أنّ التفريق بين أي كلمتين أو أكثر اللتين قد يصعب على القارئ، والمتعلم في غير المصحف التفريق بينهما، وبما أنّ التشكيل كان مختصا بالقرآن دون سائر النصوص جعلوا الحروف فارقة بين ما يشكل، ودليل ذلك:-

1 - الألف الفارقة كما وضحها الأخوة.

2 - الواو للفرق بين (عمر - عمرو).

3 - اللام في (اللذين) الاسم الموصول للمثنى المذكر في حالة النصب والجر، وذلك للتفريق بينها وبين (الذين) الاسم الموصول الخاص بالجمع.

4 - الألف في (مائة) للتفريق بينها وبين (منه)، و (فئة) قبل النقاط، والتشكيل. (وفيه خلاف انظر همع الهوامع).

وهكذا، فالوضع وضع تعليمي لا غير في زمن لم يكن الضبط، والتشكيل قد طغيا في الكتابة، لذا كُتب له العيش إلى عصرنا الحالي مع أنّه بواسطة التشكيل الآن نستطيع أن نستغني عنها. وليس التشكيل طاغيا في كل أحرف الكلمة أيضا في عصرنا الحالي لذا فالحاجة لها ضرورة ونحن في التعليم.

هذا ما يحضرني الآن منها، والله أعلم.

ـ[فرحات]ــــــــ[15 - 08 - 2009, 09:59 م]ـ

... فلعل العلماء رأوا أنّ التفريق بين أي كلمتين أو أكثر اللتين قد يصعب على القارئ ...... الآن نستطيع أن نستغني عنها. وليس التشكيل طاغيا في كل أحرف الكلمة أيضا في عصرنا الحالي لذا فالحاجة لها ضرورة ونحن في التعليم.

هذا ما يحضرني الآن منها، والله أعلم.

لما نستبعد فرضية وجود سبب مرتبط بقواعد اللغة العربية المتداولة بين العرب قبل ظهور النحو.

لما لا تكون مرتبطة بأسس اللغة العربية فيكون ذلك دليلا على فقدان حلقة في تاريخ اللغة العربية وقواعدها؟

ـ[أبو تمام]ــــــــ[15 - 08 - 2009, 10:45 م]ـ

أخي الكريم فرحات لا بأس بأن تبني افتراضك على دليل، فأتِ بدليل وكلنا لك عيونٌ مبصرة إلى ما تراه.

ولك التحية

ـ[ضاد]ــــــــ[16 - 08 - 2009, 06:15 م]ـ

بل هي لمحة عبقرية من علماء العربية, فتلك الألف تحمل في طياتها مدلولات كثيرة وهي حرف نحوي وليس صوتيا, أي أن وظيفته نحوية بحتة, يدل على الجمع المذكر وعلى النصب والجزم وأنه استبدل به حرف نون المضارع المرفوع وتمييزا عما يمكن أن يشابهه وليس إياه, مثل: "يدعو" و"يدعوا", وهذا دافع لإبقائها في العربية.

ـ[فرحات]ــــــــ[16 - 08 - 2009, 08:23 م]ـ

... يدل على الجمع المذكر وعلى النصب والجزم ..... وهذا دافع لإبقائها في العربية.

علامة نصب وجزم الفعل المضارع هي حذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة.

... وهذا دافع لإبقائها في العربية.

لا يمكن حذف الألف (التي يعتقد أنّها فارقة) لأنها زمنيا ترجع إلى ما قبل النحويين التاريخيين ولا شك في ضرورتها ولا شك أيضا أنها من أسس اللغة العربية.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[16 - 08 - 2009, 11:23 م]ـ

الحق أن هذه الألف ورثت من رسم المصحف وليس لها في المصحف ضابط معين فقد تزاد بعد الفعل أو الاسم (انظر: رسم المصحف لغانم قدوري الحمد) ولكن الإملاء بعد ذلك خصصها بالفعل المتصل بواو الجماعة. وهي مفيدة في شكل اللغة المكتوب لا المنطوق؛ ولذلك لا فرق عند السامع بين (جاء القوم إلى القاضي كي يدعو على من ظلمهم/ جاء القوم إلى القاضي كي يدعوا على من ظلمهم)، ولمّا كانت العرب أمة شفاهية لا خطّ لها في الأصل فإن من العبث البحث عن أصل لهذه الألف، وإن يستغن عنها لا يضر اللغة في شيء ولكن بقاءها مفيد على مستوى الرسم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير