تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[توصيف حالات الهواءبغيرمصطلحات الخليل، والمراد واحد]

ـ[أصيل الصيف]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 02:58 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا مقال مقتبس من كتاب (الإجابة في أصول فقه النحو) لـ (أصيل الصيف الأصولي)

المبحث الرابع: توصيف حالات الهواء بغير مصطلحات الخليل، والمراد واحد

أخبرتك أن الخليل ـ رحمه الله ـ قد وصف حالات الهواء بأربع صفات، وهي حالة جر الهواء، وحالة رفع الهواء، وحالة نصب الهواء، وحالة جزم الهواء.

وقد وصف غيره من العلماء حالات الهواء بغير تلك الصفات.

جاء في كتاب المرشد في علم التجويد: "خلاء الحلق والفم وتخرج منه حروف المد الثلاثة وهي: الألف ... والواو ... والياء .... ، وسميت مدية؛ لامتداد الصوت بها، وهي بالصوت المجرد أشبه بالحروف، لولا أنه يتصعَّدُ الحنكَ بالألف، وانخفاضُه في الياء، واعتراضُه في الواو" ([2]).

قلت: ومعنى قول علماء التجويد "لولا أنه يتصعد الحنكَ بالألف" أي إن الهواء المنفوث عند النطق بالألف يتصعد إلى أعلى الحلق، والتصعد والانتصاب، وإن اختلفا في اللفظ إلا أنهما أخوان في المعنى.

ومعنى قولهم "وانخفاضه في الياء" أي إن الهواء المنفوث ينخفض إلى أسفل عند نطق الياء الهوائية، والانخفاض أو الخفض أو الجر مصطلحات وإن اختلفت في اللفظ إلا أنها أخوات في المعنى.

ومعنى قوله "واعتراضه في الواو" قول مشكل في ظاهره، وهو عند التحقيق صحيح، فكيف ذلك؟

قلت: إن الفرق بين الرفع والاعتراض هو فرق من جهة الوصل والفصل، ذلك أن الخليل لما وصف حالة الهواء بالرفع عن مكان الانخفاض كان مستحضراً في ذهنه حالة انخفاض الهواء، أي إنه كان قد نطق الياء قبل الواو، فكان أن حكم على أن الهواء في الياء يكون في حالة جر، فلما نطق الواو ارتفع الهواء عن مكان انخفاضه، فكان أن سمى الحالة الثانية بحالة رفع الهواء عن مكان الانخفاض.

أما من وصف حالة الهواء في الواو الهوائية بالاعتراض، فإنه كان غير مستحضر في ذهنه حالة جر الهواء، إذ نطق الواو الهوائية ابتداءً، فقال (تُووو) ثم استشعر الهواء على باطن كفه فأحس أن الهواء ينفذ على سواء من بين الشفتين، وقد اعترض الهواء الفم كما تعترض الخشبة النهر أو الطريق فكان أن سمى هذه الحالة الهوائية (بالاعتراض مع الواو).

وجاء في الاقتراح للسيوطي نقلاً عن (المستوفى):

"الحركات أنواع: صاعدٌ عالٍ ومنحدر سافلٌ ومتوسط بينهما فإنه مأخوذ من صناعة الموسيقى" ([3]).

قلت: وهذا القول وسطه صحيح، وطرفاه غير صحيحين، ذلك أن (الحركات) إنما هي حركات الشفتين، وهذه الأوصاف الواردة ليست أوصافاً لحركات الشفتين، وإنما هي أوصاف لثلاث حالات من حالات الهواء، فالصاعد العالي هو الهواء عند نطق حرف الألف الهوائي، والمنحدر السافل هو الهواء عند نطق حرف الياء الهوائية، والمتوسط بينهما هو الهواء عند نطق الواو الهوائية. ولا بد أن تستشعر ذلك على باطن كفك فإن حالات الهواء لا تدرك إلا بذلك.

وأما قوله (مأخوذ من صناعة الموسيقى) فليس بشيء ذي بال، فإنما تلك أوصاف لحالات الهواء المحسوسة بالتجربة على باطن الكف.

أصيل الصيف الأصولي

ahmad1haza***********

الموقع الشبكي: أصيل الصيف الأصولي

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير