[ضبط حالات الهواء، وتعيين علامات الشفتين]
ـ[أصيل الصيف]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 02:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا المقال مقتبس من كتاب (الإجابة في أصول فقه النحو) لـ (أصيل
الصيف الأصولي)
المبحث الثالث: ضبط حالات الهواء، وتعيين علامات الشفتين
قلت: لقد سعى الخليل إلى ضبط حروف الهواء الثلاثة وهي الياء الساكنة المسبوقة بحرف مكسور نحو (تِي)، والواو الساكنة المسبوقة بحرف مضموم نحو (تُوُ)، والألف الساكنة المسبوقة بحرف مفتوح نحو (تَا) بتبيين مجرى الهواء لكل منها.
فكان أول حرف هوائي نطقه الخليل هو الياء نحو (تِيْ) ثم جعل يستشعر مجرى الهواء المنفوث فوضع باطن كفه عند فمه، ثم جعل يكرر النطق ويطيل فيه نحو (تِيْ يْ يْ، تِيْ يْ يْ) فأحس أن الهواء المنفوث كان في حالة جر إلى أسفل؛ لذلك سمَّى هذه الحالة بحالة جر الهواء إلى أسفل، أما الكوفة فسمَّت هذه الحالة بحالة خفض الهواء إلى أسفل.
ثم نطق الخليل حرف الواو الهوائي وهو (تُو)، وباطن كفه قريب من فمه، ثم كرر الحرف وأطال فيه نحو (تُووو، تُووو) فأحس أن الهواء المنفوث قد ارتفع عن مكان انخفاضه الذي كان في أسفل كفه، وصار الهواء يضرب أعلى كفه، فكان أن سمَّى هذه الحالة بحالة رفع الهواء عن مكان انخفاضه.
ثم نطق الخليل حرف الألف الهوائي وهو (تَا)، وباطن كفه قريب من فمه، ثم كرر الحرف وأطال فيه نحو (تَاااا، تَاااا) فأحس أن الهواء قد انتصب أي قام ونهض إلى أعلى الحلق، فكان أن سمّى هذه الحالة بحالة نصب الهواء إلى أعلى الحلق.
ثم نطق الخليل الحرف من غير أن يتبعه بالنفس الهوائي سواءً أكان ياءً أم واواً أم ألفاً، وذلك نحو (إِتْ) فأحس أن الهواء المنفوث قد جزم أي قطع فكان أن سمى هذه الحالة بحالة جزم الهواء.
ومن ثم ضبط الخليل أربع حالات للهواء، وهي حالة جر الهواء إلى أسفل الكف، وحالة رفع الهواء عن مكان انخفاضه إلى أعلى الكف، وحالة نصب الهواء إلى أعلى الحلق، وحالة جزم الهواء.
قلت: ولما كان الهواء يحس ولا يرى فقد أراد الخليل أن يجعل لكل حالة من حالات الهواء غير المرئية علامة (أي بنية) مرئية حتى يسهل على المتعلم إدراك حالات الهواء، فكان الخليل رحمه الله أن اتخذ حركات الشفتين علامات على حالات الهواء المنفوث.
إذ تبين بالتجربة أن الهواء إذا كان في حالة جر إلى أسفل تحركت الشفة السفلى فانكسرت إلى أسفل، فكان أن جعل حركةَ كسرِ الشفة السفلى- وهي حركةٌ مرئيةٌ- علامةً (أي إشارة) على حالة جر الهواء غير المرئية.
ثم تبيَّن له بالتجربة أن الهواء إذا كان في حالة ارتفاع عن مكان انخفاضه تحركت الشفتان فانضم بعضها إلى بعض، فكان أن جعل حركةَ ضم الشفتين بعضِهما إلى بعضٍ - وهي حركةٌ مرئيةٌ - علامةً على حالة رفع الهواء غير المرئية.
ثم تبيَّن له بالتجربة أن الهواء إذا كان في حالة انتصاب إلى أعلى الحلق تحركت الشفتان فانفتح بينهما فتح صغير، فكان أن جعل حركةَ فتحِ الشفتينِ - وهي حركةٌ مرئيةٌ - علامةً على حالة نصب الهواء غير المرئية.
ثم تبيَّن له بالتجربة أن الهواء إذا كان في حالة جزم (أي قطع) عن النفث سكنت الشفتان عن الحركة، فكان أن جعل سكونَ الشفتين - وهو سكون مرئي- علامةً على حالة جزم الهواء غير المرئية.
تجربة: انطق مستشعراً حركات الشفتين وسكونهما [تِي ي ي ي، تُوووو، تَا ااا، إِتْ].
ومن ثم عَيَّن الخليل أربع علامات (أي إشارات) للشفتين وهي علامة كسر الشفة السفلى، وعلامة ضم الشفتين، وعلامة فتح الشفتين، وعلامة سكون الشفتين عن الحركة. وتنبه أن السكون والحركة ضدان، فلا يصح أن يقال: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حركة السكون، بل الصواب أن يقال: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون
أصيل الصيف الأصولي
ahmad1haza***********
الموقع الشبكي: أصيل الصيف الأصولي
رأى مجد أقوام أضيع فحثهم ...... على مجدهم لما رأى أنه المجد