ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[12 - 08 - 2009, 05:23 م]ـ
أخي العزيز،
لو كان اسم الفاعل عاملا لكان منونا لأنه سيكون نكرة
أما عدم تنوينه فهذا يعني أنه مضاف والمضاف إلى معرفة يكون معرفة
وكما تعلم أن المعرفة لا تنون
"مدرك" هنا غير منونة وهذا دليل على إضافتها.
بَدا لِيَ أَنّي لَستُ مُدرِكَ ما مَضى * وَلا سابِقاً شَيئاً إِذا كانَ جائِيا
البيت لزهير بن أبي سُلْمى من قصيدة من ستة وعشرين بيتا , من البحر الطويل ومطلعها:
أَلا لَيتَ شِعري هَل يَرى الناسُ ما أَرى * مِنَ الأَمرِ أَو يَبدو لَهُم ما بَدا لِيا
بَدا لِيَ أَنَّ اللَهَ حَقٌّ فَزادَني إِلى الحَقِّ تَقوى اللَهِ ما كانَ بادِيا
ونُسب لعبد الله بن رواحة , و الأخوص الرياحي , وصرمة الأنصاري.
ولي هنا أكثر من تعليق.
الأول يتعلق بإضافة " مُدرك " إلى " ما " الموصولة.
هذه الإضافة إضافة لفظية , وليست محضة , ومن ثم فإنها لا تُكسب المضاف التعريف , وإنما هي للتخفيف فقط.
قال ابن مالك ٍ رحِمه الله:
وإن ْ يُشابه المضاف ُ يفْعل ُ * وصفا فعن ْ تنكيره لا يُعْزَل ُ
كَرُب َّ راجينا عظيم الأمل ِ * مُروَّع القلب ِ قليل ِ الحيل ِ.
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[12 - 08 - 2009, 06:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى محبي النحو
مارأيكم بهذا الإعراب
هل هو صحيح أو يحتاج إلى تصحيح
بدا ليَ أني لست مدركَ ما مضى // ولا سابقٍ شيئاً إذا كان جائيا
إذا: حرف شرط مبني على السكون في محل نصب على الظرفية (زمان)
كيف يكون حرفا , في محل نصب؟
هل للحرف محل ٌّ من الإعراب؟
ما تعلمناه هو أن َّ إذا ظرف لما يستقبل من الزمان خافضة للشرط , منصوبة بالجواب.
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[12 - 08 - 2009, 07:17 م]ـ
والظرفية لا تتأتَّى هنا.
وإليكم هذا الشرح المفصل لإعراب البيت
كيف يكون حرفا , في محل نصب؟
هل للحرف محل ٌّ من الإعراب؟
قال البغدادي في خزانة اللأدب:
عطفت عليه فعلاً آخر، جاز فيه وجهان: النصب بالعطف على ما بعد الفاء، والجزم على
موضع الفاء لو لم تدخل وتقدير سقوطها.
وقد ذكر سيبويه هذا البيت في ثلاثة مواضع أخر من كتابه.
أحدها: في باب الفاء عند ذكر نواصب الفعل، قال فيه بعد أن أنشده: لما كان الأول
يستعمل فيه الباء، ولا تغري المعنى، وكانت مما يلزم الأول نووها في الحرف الآخر، حتى
كأنهم قد تكلموا بها في الأول.
ثانيها: قبيل باب يضمرون فيه الفعل لقبح الكلام، أنشده فيه كذلك.
ثالثها: وهو أول موضع وقع في كتابه، أنشده في باب اسم الفاعل يعمل عمل فعله، بنصب
سابق، قال: إذا كان اسم الفاعل منوناً، ينصب المفعول به.
وأنكر المبرد رواية الجر، وقال: حروف الخفض لا تضمر وتعمل. والرواية عنده: ولا سابقاً
بالنصب، ولا سابقي شيء بالإضافة إلى الياء، ورفع شيء على أنه فاعل سابق.
وروى أيضاً: ولا سابق شيئاً بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: ولا أنا سابق
شيئاً.
قال اللخمي في شرح أبيات الجمل: وفي هذا البيت شاهد آخر، وهو إضافة اسم الفاعل
المعمل، وذلك قوله: مدرك ما مضى. والدليل على أنه معمل أنه خبر ليس، وليس لا تنفي
ماضياً، وإنما تنفي المضارع، وعطف سابق عليه.
وفيه تقدير المصدر على المعنى، إذ لم يكن للفعل الواقع بعدها مصدر، فيكون التقدير: بدا
لي امتناع إدراك ما مضى. وإنما قدر المصدر من غير اللفظ، لأن ليس لا مصدر لها. بدا:
ظهر. وأني بالفتح. وجملة: لست ... إلخ، في محل خبر أن، وأن ومعمولاها في تأويل
مصدر مرفوع فاعل بدا. وما: موصولة، ومضى صلتها، أو ما نكرة ومضى في محل الصفة.
وإذا: شرطية حذف جوابها، ويدل عليه ما قبلها. ولا يصح أن تكون ظرفية،، لأن
الشيء لا يسبق وقت مجيئه، وإنما يسبق قبل مجيئه، والعامل في إذا الشرطية هنا خبر
كان، أو نفس كان، إن قلنا بدلالتها على الحدث.
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[12 - 08 - 2009, 08:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أستاذي الكريم حسانين أبا عمرو، وبارك لكم على ما كتبتموه من علم ثري وتنبيهات دقيقة.
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[12 - 08 - 2009, 11:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أستاذي الكريم حسانين أبا عمرو، وبارك لكم على ما كتبتموه من علم ثري وتنبيهات دقيقة.
أكرمك الله أختي الكريمة , وأكرم كل المتحاورين في هذا المنتدى المبارك.
حفِظكم الله من كل ِّ سوء ومكروه. ورزقني الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل اللهم آمين.
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[12 - 08 - 2009, 11:14 م]ـ
إعراب موفق أخي الكريم، وليس لنا إلا ما أضفته باللون الأزرق. الصحيح أن المصدر المؤول من " أن واسمها وخبرها " في محل رفع فاعل " بدا "
هل المصدر يؤول من ثلاثة أشياء أم من اثنين؟
دائما نقول والمصدر المؤول من أنْ والفعل , أو ما يشبهه , فهل الاسم يدخل في تكوين المصدر؟
نقطة أخرى:
الفعل هنا جامد وهو ليس , فهل يقبل التأويل , أو بعبارة أخرى: هل هو متصرِّف؟
لعل َّ الصواب أن يقال: بدا لي عدمُ إدراكي ما مضى.
والمصدر يؤول من أن َّ وخبرها مضافا إلى ضمير الاسم. مثال
يعجبني أنَّك قائم: التَّقدير: يُعجبني قيامك.
والله أعلى وأعلم.
¥